مفاجأة فجرها إعلان وزارة الخارجية المصرية، توجيه دعوة إلى إيران لحضور قمة عدم الانحياز، والتى ستعقد فى منتصف يوليو المقبل بشرم الشيخ، الدعوة فى ظاهرها أمر طبيعى بصفة الدولة الإيرانية عضواً فى حركة عدم الانحياز، والزيارة كما يشير خبراء قد لا تتجاوز كونها إجراءً بروتوكولياً للدولة رئيسة المؤتمر، لكن هذا لا ينفى افتراض أبعاد أخرى للزيارة، فإلى أى مدى تؤثر على العلاقات الشائكة بين القاهرة وطهران، فى ظل مصالح إقليمية ودولية متقاطعة، تقود إيران فيها محور يفضل البعض وصفه بالممانعة.
السفير محمود فرج القائم بالأعمال المصرية فى طهران سابقاً، يرى أن أهمية الدعوة تتلخص فى توقيتها، حيث تأتى فى لحظة تمر فيها العلاقات المصرية الإيرانية بأزمة تفاقمت بعد القبض على خلية حزب الله والمتهمة بالتحريض على عمليات تخريبية فى مصر بتحريض من إيران، ويربط فرج بين دعوة القاهرة وتحركات الرئيس الأمريكى أوباما الساعية نحو تنشيط الحوار مع الجانب الإيرانى، وهو ما يعتقد أنه سيمثل حافزاً قوياً للحوار العربى الإيرانى.
وأشار إلى أن أى تقارب بين طهران وواشنطن ينبغى أن يبعث على القلق باعتباره قد يهدد المصالح العربية، وهو ما ينبغى معه السعى نحو إقامة علاقات مع الإدارة الإيرانية فى أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن الإدارة المصرية ربما تكون قد أدركت ذلك وبدأت فى تحقيقه، ووصف فرج اللقاء بأنه "فرصة ذهبية" لبدء حوار بين البلدين ربما يتمخض عن لقاءات ثنائية، كل الأجواء مهيأة لخوضها.
فى حين يقلل الدكتور محمد عبد السلام خبير الشئون العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية من أهمية المشاركة الإيرانية فى قمة القاهرة، واصفاً الدعوة بـ"العادية"، كون المؤتمر دولياً وتتم الدعوة له بصرف النظر عن أى حسابات، ولا يمكن اعتبارها "دعوة للصلح"، مشيراً إلى قبول الرئيس الإيرانى زيارة واشنطن، على الرغم من الخلافات المحتدمة بين البلدين.
ويشير عبد السلام إلى عاملين هامين قد يحكمان نتائج الزيارة تتمثل فى نتائج الانتخابات الإيرانية، والتى لا يمكن التنبؤ بما سينجم عنها، والعامل الثانى يعتمد على التطورات التى ستشهدها العلاقة بين البلدين خلال الشهور المقبلة حتى موعد القمة.
ويؤكد عبد السلام على أن سوء العلاقات بين القاهرة وطهران مبنى على مشكلات حقيقة تحتاج إلى اتفاقيات واضحة لحلها ولن يقضى عليها كلمات العتاب أو اللقاءات الرسمية.
ومن جهته يميل الدكتور محمد السعيد إدريس خبير العلاقات الإيرانية للاعتقاد بأن الزيارة قد لا تعنى عودة العلاقات، لكنها قد تكون بداية لفتح مسار المفاوضات بين البلدين.
ويؤكد إدريس على أن الإدارة المصرية ليست عازفة عن الحوار وقد قامت بعدة محاولات للتقريب بين وجهات النظر، كان آخرها عام 2004 فى عهد الرئيس محمد خاتمى، إلا أن انتخاب أحمدى فى 2005 جمد المساعى نحو عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وشدد إدريس على ما وصفه بعدو وهمى اسمه إيران، وقال "لا يمكن لطهران أن تكون عدواً للعرب، وموقعها قد يتراوح بين خانة المنافس أو الصديق".
مشاركة طهران فى قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ.. هل تمهد الطريق لقمة مصغرة بين مبارك ونجاد؟
السبت، 02 مايو 2009 08:05 م