خبراء أكدوا أن تل أبيب تتعمد إعلان تلك الاتصالات لاستقطاب الدول العربية لـ"التطبيع"

لماذا تنفى الرياض اتصالاتها السرية بتل أبيب؟

السبت، 02 مايو 2009 10:27 ص
لماذا تنفى الرياض اتصالاتها السرية بتل أبيب؟ خادم الحرمين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
كتبت جينا وليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقاءات سرية بين المسئولين الإسرائيليين والسعوديين، ربما يجدها البعض أمراً له ضروراته السياسية، للعمل على تسوية عدد من الملفات العالقة فى المنطقة، وأبرزها الملف الفلسطينى، لكن البعض الآخر يرى فى ذلك خيانة، مستندين إلى عدم وجود داعٍ لتلك اللقاءات، وإن كانت فى صالح قضايا المنطقة، فما هى دواعى السرية؟

اللافت أن أغلب تلك اللقاءات يُعلن عنها من تل أبيب، وعادة ما تنفى الرياض.. ومؤخراً طالبت المملكة واشنطن بنفى نبأ عقد لقاء بين الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز والعاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز، فى مؤتمر حوار الأديان بمدريد، رغم أن تلك الواقعة ـ حقيقةً كانت أو كذباً ـ تعود للعام 2008، مما يثير التساؤل حول حقيقة تلك اللقاءات، وطبيعة العلاقات بين السعودية وتل أبيب.

"الأمر ليس له أى أساس من الصحة"، هكذا بدأ اللواء جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات حديثه، مؤكداً أنه كثيراً ما تترد إشاعات حول عقد مثل تلك اللقاءات، والهدف منها النيل من مكانة السعودية فى المنطقة.

ولم يستبعد مظلوم أن تكون إسرائيل نفسها هى من يقوم بالترويج لتلك الشائعات، بهدف استقطاب الدول العربية الأخرى للتطبيع، والتعاون مع إسرائيل سياسياً وغير ذلك.

المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين، لم يرَ فى عقد لقاءات بين المسئولين الإسرائيليين والسعوديين ما يثير الدهشة، مكتفياً بالقول إن كثيراً من الدول العربية، سواء تلك التى تقيم علاقات مع إسرائيل علناً، أو لا، تقوم بذلك.

كلام ياسين لم يأتِ من فراغ، لكن الاهتمام بالمملكة السعودية، فى هذا الشأن ربما يعود لما تمثله من مكانة وثقل إقليمى فى المنطقة، ففى شهر سبتمبر من عام 2006، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير عن لقاءات رفيعة المستوى بين مسئولين إسرائيليين وسعوديين.

وأشارت التقارير إلى أن تلك اللقاءات كانت ذات طبيعة سياسية، على خلاف اللقاءات السابقة التى عقدت بين شخصيات سعودية وإسرائيلية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية أو عقد صفقات اقتصادية.

من جهته، أكد الدكتور جمال ثابت، أستاذ العلوم بجامعة القاهرة، وجود علاقات سرية بين المملكة وتل أبيب، مشيراً إلى أن الأمير بندر بن سلطان، الذى عمل سفيراً للمملكة لدى واشنطن، كان يتولى الإشراف على اللقاءات السعودية الإسرائيلية.

وأوضح ثابت أن إسرائيل تتعمد إحراج السعودية فى كثير من الأحيان، إما عبر الإعلان الرسمى عن تلك اللقاءات، وتسريبها ـ عمداًـ للصحف ووسائل الإعلام العبرية، معتبراً ذلك "ابتزازاً سياسياً للعرب".


وعلى الرغم من النفى السعودى لأى لقاءات مع أطراف إسرائيلية، وهو نفى يحمل رسالة موجهة إلى داخل السعودية، فإن المصادر تؤكد حصول عدة لقاءات خلال عام 2006 وبداية عام 2007 بين الأمير بندر ومسئولين إسرائيليين، فى حين تنفى المصادر ما أشيع عن لقاء بين أولمرت والملك عبد الله، إذ إن هذا الكلام يعبر عن آمال وتطلعات إسرائيلية، أكثر مما يعبر عن فهم إسرائيلى للديناميكيات السياسية السعودية.
فالسعودية لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة الكبيرة ما لم تكن متأكدة من تحقيق نتائج مهمة من ورائها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة