بؤساء ومتروكون لأمرهم، يتمسكون بهذه الأرض فى شمال ألبانيا ويمضون فى بحثهم البائس عن ذهب خلفه الأتراك على ما يتردد فى قلعة دريشت، وهم لا يزالون على قناعتهم بأن الكنز مخبأ فى مكان ما تحت الركام.
فى منزله القديم، يخرج ديل بوهاج أحد مسنى القرية من مخبئه مخططات قديمة ومخطوطات مشفرة، هو مقتنع تماماً بأن الأتراك عندما غادروا البلاد بعدما حصلت على الاستقلال فى 1912، تركوا كنزاً هنا، فى هذه القلعة القديمة التى بناها البيزنطيون.
ويحفر سكان دريشت فى كل مكان وحتى تحت جدران القلعة المهددة بانهيارات جديدة فى أى لحظة غير آبهين بالقانون، الذى يحظر حفريات مماثلة فى موقع أثرى.
وترى عالمة الإنتروبولوجيا إفيرديتا أونوزى، أن أسباب هذا البحث فى دريشت تعود إلى الحماسة التى جلبها التنقيب، الذى بدأه علماء الآثار فى الماضى، وتوضح أن "هذا الأمر غذى الأساطير التى تداولها السكان بشأن الذهب الذى قد يكون خبأه الجيش التركى عند مغادرته ألبانيا".
ويشرح عالم الاجتماع غينت سيلى، أن عائلات ألبانية مرموقة، فضلاً عن تجار وملاكين كبار للأرض وسواهم خبأوا عملات ذهب أو سبائك فى الحدائق داخل جدران المنازل وتحت الشجر خلال الحربين العالمية الأولى والثانية وعندما وصل الشيوعيون إلى الحكم فى العام 1945 أيضا.
وأضاف، خوفا من اضطهاد الشيوعيين، مات كثيرون وهم يحتفظون بالسر من دون أن يفصحوا لأقربائهم عن مكان إخفاء الكنز العائلى، ويروى كيف وجد فى 1985 ثلاثة أكياس من العملات النقدية من بينها عملات ذهبية عدة خلال تشييد منزله، فى ايلباسان فى وسط ألبانيا.
وبعيداً عن الأساطير والشائعات والآمال التى تنشأ على خلفية البؤس، حدثت فى تاريخ البلاد سرقة حقيقة هذه المرة، أثناء التمرد المسلح الذى هز ألبانيا فى العام 1997. آنذاك تمت سرقة 370 كيلو جراماً من الذهب من أنفاق كرابى جنوب تيرانا، حيث كانت وضعتها السلطات الألبانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة