فاروق الجمل

أرواح المصريين

الثلاثاء، 19 مايو 2009 10:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الآونة الأخيرة، ووسط حالة الذعر التى عمت الشارع المصرى فى ظل تهديد أنفلونزا الخنازير مصر، ووصولها للعديد من الدول المجاورة، وفى مقدمتها إسرائيل، خرج العديد من العلماء والأطباء والخبراء يحذرون ويهددون من المرض، الذى قد يحصد ملايين الأرواح فى أيام قليلة.

وسط كل هذه التصريحات التى لم تخرج فى مضمونها عن التحذير من خطورة دخول الوباء مصر، استوقفنى، تصريح لعدد من الأطباء الكبار، من ذوى المكانة الرفيعة فى مؤتمر عقد بدار الحكمة، وأشار هذا التصريح إلى أن المرض لو دخل مصر ستحدث كارثة، لأن المرض لم يتوصل العالم لعقار لعلاجه، وإمكانيات البحث العلمى فى مصر ضعيفة، للدرجة التى لا تتيح لعلمائها الأبرار، الوصول إلى عقار يحافظ على أرواح الشعب المصرى على أقل تقدير.

الحقيقة أن التصريح لم يصدمنى، لمعرفتى المسبقة بأن البحث العلمى فى مصر متدهور لأقصى درجة، ولكن الذى استوقفنى، هو تشديد هؤلاء الأطباء على ضرورة دعم الدولة للبحث العلمى، خاصة وأننى كنت أتوقع أن يطالبوا بتطوير التعليم العالى خصيصاً، والذى وصل إلى مرحلة أكثر تدهوراً من البحث العلمى بكثير.

فكم من الطلاب يتخرج من كليات علمية أو أدبية، وهو لا يفقه شيئاً فيما درسه، فقط هو يحصل على شهادة، تساعده فى الحصول على أى وظيفة يمكنه عن طريقها العيش والزواج وتربية أولاده تربية أقل من متواضعة، حتى يدخلوا الجامعة، ليتخرجوا منها مثل أهلهم تماماً، مكملين نفس المسيرة التى تقود مصر نحو الهاوية.

الحقيقة أيضاً أننى لم أعد أرى أى بارقة أمل فى تطور هذا البلد السعيد، ذى الوضع الرشيد، فى ظل هذا المستوى التعليمى الأقل من الضعيف.

ويكفنا فخراً بتعليمنا أن هناك أكثر من ثمان كليات على أقل تقدير، لا يجد خريجوها أى مكان فى سوق العمل، بالرغم من أن ما يدرسوه فيها، من المفترض أنه شىء ذو قيمة، ومع هذا هذه الكليات لا يوجد لها أى مكان على خريطة العمل، ومنها كلية الآداب بمختلف أقسامها، فيما عدا بعض الأقسام، والتى يمكن لطلابها الحصول على وظيفة بالكاد، وهناك أيضا كلية الزراعة والتجارة والحقوق والعلوم وغيرها وغيرها.

كيف نطالب بتطوير البحث العلمى والطلاب ليس لديهم الأساس العلمى السليم، الذى يمكننا تطويره، كيف تتقدم علينا، فى العديد من المجالات، الكثير من الدول التى كانت مكانتها فى هذه المجالات صفر منذ سنوات قليلة مضت.

من يقول .. ومن يقول، ولكنى أتمنى أن أجد من يسأل لماذا يصم المسئولون آذانهم عن سماع كل أصوات التى تطالب، وتنادى بتطوير التعليم الذى لم يعد يتناسب مع روح هذا العصر.

لماذا يصرون على أن يخرج للحياة ملايين الشباب الذين يعيشون فى الحياة ويخرجون منها دون أن يشعر بهم أحد، فقط لأنهم لم يتلقوا تعليماً يساعدهم على التفكير والسعى للتطوير والإبداع فى أى مجال من المجالات.

ألم يسأل هؤلاء أنفسهم ولو لمرة واحدة، لماذا يتفوق أبناء هذه البلد فى الخارج، لماذا يوجد عشرات العلماء المصريين فى دول أجنبية، ألم يشعر هؤلاء بالخزى والعار، حينما تم اختيار الدكتور أحمد زويل ليشغل منصباً رفيعاً فى أهم مركز للبحوث الأمريكية، الدكتور أحمد زويل الذى لم يجد له مكاناً هنا وخرج ليبحث عن حلمه فى حضن بلد آخر.

فعلاً لا تعليق، ولا أريد أن أجد تعليقاً، كى لا يأتى علىَّ يوم وأنضم إلى قائمة المهاجرين للبحث عن أحلامهم فى أحضان الغرباء.

ويبقى الحب:
- حينما أحببتك فقدت هويتى واسمى وعنوانى، ولم يعد لى سوى قلبك
- الحب رحلة، قد يطول فيها الطريق ولن يصل للنهاية إلا من يملك الصبر
- حبيبتى .. تعبت من الحياة، ولم أعد أريد منها سوى لحظة من الشعور بالأمان والحنان أعيشها فى أحضان حبك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة