"نحن نقدم لك معلومات إستراتيجية لعدم الوقوع فى فخ القراصنة " .. " وكيف تتفاوض مع قرصان؟" والطريق الآمن من شياطين السواحل". إعلانات تبدو جديدة على المتلقى لكنها قد أصبحت أمراً واقعاً فرضته ظاهرة القرصنة على السواحل الصومالية.
خدمات تقدمها شركات أمنية خاصة فى الولايات المتحدة وأوروبا للحكومات والشركات الكبرى لمكافحة القرصنة. آخرها شركة "فينكس" الأمريكية التى دعت نحو 300 خبير لحضور مؤتمرها الدولى بالقاهرة لمكافحة القرصنة المقرر عقده 27 مايو الجارى.
"لن تستطيع هذه الشركات الوصول إلى حل للقرصنة دون استقرار الوضع فى الصومال "هكذا يؤكد اللواء د.نشأت الهلالى رئيس المجلس الأعلى للشرطة سابقا ومساعد أول وزير الداخلية السابق، مشيرا إلى أن أقصى ما يمكن أن تقدمه تلك الشركات هو تقديم معلومات فهى لا تستطيع الاقتراب من المياه الإقليمية لدول البحر الأحمر وخليج عدن. والمعلومات نفسها موجودة لدى الحكومات المعنية بكثافة، وخاصة لدى بعض الأجهزة وما يتعلق منها بالتسلح أوالزوارق عالية الجودة التى يستخدمها القراصنة، والتكنولوجيا الموجودة لمن يدفع. واستخدام الرصد الدقيق للسفن.
يتفق الباحث الصومالى الدكتور محمد إبراهيم الخبير بمعهد البحوث الأفريقية مع الهلالى فى أن الشركات العالمية لن تنجح فى القضاء على ظاهرة القرصنة، التى لم تستطيع صدها أساطيل وقوات الناتو والاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن القرصنة ظاهرة معقدة ومرتبطة بقضايا سياسية واقتصادية ومحلية خاصة مع انهيار الأوضاع الأمنية فى الصومال وسيطرة جماعة متطرفة "شباب المجاهدين" على مدينة جوهر الإستراتيجية، شمال العاصمة مقديشيو، مما يعنى حصار حكومة شيخ شريف، والعمل على إسقاطها وإفشال جهود المجتمع الدولى من أجل دعم حكومة مركزية تستطيع القضاء على ظاهرة القرصنة فى سواحل البحر الأحمر وخليج عدن.
لكن إبراهيم يعتقد أن الأمل ما يزال معقودا على دعم حكومة بونت لاند الفيدرالية التى تستقل بإدارة الإقليم بشكل مؤقت عن الحكومة المركزية، ولها شرطة محلية وموارد ويترأسها عبد الرحمن فرولى الذى ارتبط لفترة بالدول الأوروبية.
ومن واقع تجربته المريرة مع القراصنة يرى القبطان عبد الرحمن العوا مالك سفينة بلوستار، أن الشركات الأمنية لن تساعد فى القبض على القراصنة، لأن اختفاء قرصان يظهر آخر كل يوم مع انهيار الدولة الصومالية وإصرار الغرب والدول العربية على تنصيب رئيس واستقطابه ضد الفصائل الأخرى، مما زاد من عمق المشكلة الصومالية. ويعتقد العوا أنه مع تطوير القراصنة لأنفسهم كل يوم وتجهيز أنفسهم بأحدث الأجهزة والمعدات، فلا حل إلا بوجود قوات مدربة على كل سفينة وهو أمر يتعثر وجوده فى منطقتنا.
بعد فشل أساطيل الدول الكبرى:
هل تنجح الشركات الخاصة فى القضاء على القرصنة؟
الإثنين، 18 مايو 2009 03:20 م