أعلن مهرجان دبى السينمائى الدولى أمس الأحد، اختياره إلقاء الضوء على دولة غنية بتاريخها السينمائى العريق، والتى شهدت ولادة السينما، إضافة إلى عدد كبير من المدارس والحركات السينمائية، وذلك عبر احتفالية خاصة بالسينما الفرنسية ضمن برامج الدورة السادسة للمهرجان فى 2009.
وقد ارتبطت فرنسا مع العالم العربى بعلاقة وثيقة امتدت لقرون طويلة، ونشأ عنها تبادل واضح بين الثقافتين، واليوم يعيش فى فرنسا أكثر من خمسة ملايين عربى، يشكلون أكبر جالية عربية فى أوروبا، وقد انعكس ذلك على عالم السينما بما تقدّمه الشركات الفرنسية من تمويل ودعم للإنتاج السينمائى العربى.
لذا، ومنذ انطلاقته قبل خمس سنوات، وضمن سعيه للاحتفال بالسينما العالمية، قدّم مهرجان دبى السينمائى الدولى باقة من أروع الأعمال السينمائية العربية الفرنسية، كان آخرها "فجر العالم" 2008، و"بعد الحرب" 2007.
وقد دأب مهرجان دبى السينمائى الدولى على تقديم جائزة تكريم إنجازات الفنانين لتكريم ثلاث شخصيات تركت بصمتها الواضحة على السينما من الغرب، والعالم العربى، والشرق. وفى العام الماضى، ذهبت هذه الجائزة إلى رشيد بوشارب، وهو مخرج جزائرى فرنسى تميّز بأسلوبه الروائى الفريد، وبتاريخ سينمائى عريق.
من جانبه، قال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى الدولى، "وقع الاختيار هذا العام على فرنسا لتكون تحت دائرة الضوء، وذلك تكريماً للتاريخ السينمائى الفرنسى، ولما قدّمته هذه الأمة من دعم للسينما العربية عبر الإنتاج المشترك على مدى عقود طويلة، ولا شك أن الأفلام الفرنسية تأتى اليوم على رأس قائمة الإبداعات السينمائية العالمية، بعد أن استطاعت تجديد روحها، والتأكيد على قوتها الإنتاجية".
وفى تعليق لها على الروابط الوثيقة مع صناعة السينما الفرنسية، أكّدت شيفانى بانديا المدير التنفيذى لمهرجان دبى السينمائى الدولى بأن برنامج "فرنسا فى دائرة الضوء" يأتى امتداداً للعلاقة الوثيقة بين صناعتى السينما العربية والفرنسية، واحتفالاً بالتعاون البنّاء بين هاتين الثقافتين، والذى نشأ عنه الكثير من الأعمال التى تستحق الوقوف عندها، وأن الدعم الذى قدّمته وما زالت تقدّمه صناعة السينما والتليفزيون فى فرنسا للسينمائيين العرب هو دعم كبير، ونتطلع إلى استمرار هذا التعاون فى المستقبل مع زيادة مبادرات الإنتاج المشترك وتبادل المواهب بين الأمتين العربية والفرنسية.
فى عام 2007، دخل مهرجان دبى السينمائى الدولى فى شراكة استراتيجية مع "شبكة المنتجين" التابعة لمهرجان كان السينمائى تقضى بتسجيل الفائزين الثلاثة بجوائز ملتقى دبى السينمائى فى الشبكة، كما شهد ملتقى دبى السينمائى منذ عام 2007 تقديم منحة من شركة "آرتيه" الفرنسية، ويتواصل هذا التعاون للعام الثالث على التوالى، حيث جددت "آرتيه" دعمها للإنتاج السينمائى فى العالم العربى، وتعاونها مع الملتقى الذى يجمع بين السينمائيين العرب والعالميين، عن طريق تقديم جائزة "آرتيه للعلاقات الدولية" بقيمة 6000 يورو، تمنح للمشاريع التى تتميز بالابتكار وأسلوب الكتابة.
وحول هذه الجائزة قال أندريه دى مارغيرى مدير العلاقات الدولية فى آرتيه، "تشارك آرتيه فى مهرجان كان السينمائى بـ21 فيلماً فرنسياً وأوروبياً ودولياً تأكيداً على دعمها للمواهب من جميع أنحاء العالم، ويسعدنا فى آرتيه أن نعلن عن تجديد دعمنا لملتقى دبى السينمائى، الذى يقام ضمن فعاليات مهرجان دبى السينمائى الدولى، وذلك لما يتمتع به هذا الحدث من تقريب بين العاملين فى صناعة السينما فى العالم العربى وبقية أنحاء العالم، كما يسعدنا أن تقدّم الدورة السادسة للمهرجان برنامج "فرنسا فى دائرة الضوء"، والذى سيضم نخبة من الأعمال التى تعكس ما تتبناه العلاقات الدولية فى آرتيه من تحدٍ وإبداع، وهو ما نتطلع لرؤية المزيد منه فى المستقبل".
وقد شهد مهرجان دبى السينمائى الدولى على مدى السنوات الماضية مشاركة العديد من الشركات والهيئات الفرنسية، منها وايلد بانش، نصف شهر المخرجين، ريزو فيلمز، ميمينتو فيلمز، فرانس 3، غاومونت، سيلوليد دريمز، مارشيه دو فيلم، إنترفيزتا، وغيرها الكثير من الجهات التى تركّز اهتمامها على صناعة السينما العربية عبر عدد من صفقات الإنتاج المشترك.
وأشار كليرمونت تونير، رئيس شركة يونيفرانس إلى أن البرنامج سيمكّن جماهير المهرجان من التعرف على النسيج الفنى والاجتماعى لواحدة من أقدم الثقافات السينمائية فى العالم،فمنذ بدايات صناعة السينما، سعى عشاق السينما من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالسينما الفرنسية، وفى المقابل فإن مهرجان دبى السينمائى الدولى هو واحد من أهم وأشهر الأحداث فى الشرق الأوسط، لذا فإن ارتبطانا بهذا المهرجان سيؤدى دون شك إلى تقديم رؤية فريدة ومتميزة على أفضل الإبداعات السينمائية الفرنسية، وهو ما يؤكد على سعينا للترويج للإبداع السينمائى الفرنسى حول العالم.
يُذكر أن الدورة السادسة من مهرجان دبى السينمائى الدولى ستعقد فى الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر 2009.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة