هكذا أحوال الدنيا يميناً ويساراً وليلاً ونهاراً وأبيض وأسود ومتطرف ومعتدل، حتى بين المذهب الواحد يوجد النقيضان أحيانا وإذا قلنا إن الاختلاف رحمة فالمقصود فى الفروع وليس الأصل وأيضاً اختلاف بدرجة لا تهدد الأساس وتشوه المبنى الأساسى فإذا جاء أحد يسألك عن الإسلام فلا يمكن أن تبدأ حديثك عن أهل البيت وحب الإمام على رضى الله عنه وأرضاه وتركز فى هذه الناحية وتترك الحديث عن أساس الدين وتتعمد تشويه صورة الصحابة أو تخفيها لأن الإسلام دين وبناء متكامل، ولا يصح أن ارتمى فى ركن وأترك الباقى، هكذا بدأت حديثى مع صديقى الشيعى فى العمل الذى رد بصمت ونظرة لا أعرف ماذا يقصد ولأنى أحب معرفة المزيد عما يدور ويرسخ فى عقله، فأنا أعرفه منذ فترة ونكنّ المودة والاحترام لبعض فقد سمعت وقرأت وشاهدت عما يفعله المتشددون منهم وبدأت أناقشه ليخرج ماعنده ولأزداد أنا معرفة أكثر وانتهزتها فرصة تجاوبه سألته عن المهدى وحكاية السرداب وهل هو إنسان مثلنا؟ ولماذا مختفٍ؟ يأكل ويصلى، قال نعم، إنه إنسان مثلنا ما زال حى، قلت لماذا مختفٍ حتى الآن وله أتباع وأنصار بالملايين؟ وأين هو؟ قال إنه غيب موجود ولا يعرف أحد طريقه، قلت إزاى؟ قال أتعرف سيدنا الخضر؟ قلت نعم ذكر فى القرآن فى قصة سيدنا موسى، قال صديقى هو مثله، قلت له ولكن الذى اخبرنا عن الخضر هو الله فى كتابه والذى يخبرنى عن الإمام الثانى عشر المختفى فى السرداب والمنتظر ظهوره هو أنت وتطلب منى أن أعقل وأصدق!! سكت ولم يرد انتقلت إلى موضوع آخر قلت له لماذا تسبون الصحابة وترمون زوجة الرسول؟ قال من قال هذا؟ لا نسب بل نكره، قلت له إن الأكثرية يسبون سيدنا عمر وأبا بكر وعثمان ويرمون أم المؤمنين عائشة ويعتقدون أن الخلافة اغتصبت من سيدنا على وأنه أحق بالخلافة، قال نعم ولذا نكرههم والبعض يعاديهم والمتطرف يسبهم، قلت أليس حراماً على الأقل أن يسب مسلم أو يغتاب أو يرمى بالفاحشة مع أنك لم ترَ فما بالك أن المسلم هذا هو خير خلق الله وأصحاب حبيبه محمد وأن المسلمة هذه هى زوجته فإذا لم تصدق أنهم كانوا على خير لأنك لم تسمع ولم ترَ فلماذا صدقت بوجود الإمام الثانى عشر فى السرداب وأنه ما زال حياً مع أنك لم ترَ ولم تسمعه؟ ألا تعرف أن من يرمِ السيدة عائشة بالفاحشة بعدما برأها الله فى القرآن يطعن فى حكم وكلام وبراءة الله لها، يعتبر بإجماع الأمة خارج عن الملة؟ ألا تعرف أن من يتحدث عن أمهات المؤمنين بغير أدب يعتبر أذيه للرسول الكريم وكذلك من يتهم أو يفترى على أصحابه بهتاناً وزوراً أيضاً تدخل فى أذية الحبيب محمد؟ وأن سيدنا على كان يحترم ويجل سيدنا عمر وسيدنا أبا بكر ويتحدث عنهما بكل خير ونذكر أنه سمى أولاده بأسمائهم؟ لماذا لا تقتدى بسيدنا على فى حبه للعمر وأبى بكر وعثمان؟ فالمحب للحبيب مطيع، ولماذا على الأقل لا تسمى أحداً من أبنائك باسم عمر أو أبى بكر أو عثمان أو عائشة؟ ولماذا بعض الشيعة كما حكى لى عراقى أنهم يقتلون كل من اسمه عمر ويدفعون مالاً لمن يدلهم على اسم عمر؟ ألم تقرأ قول الله فى كتابه الكريم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" صدق الله العظيم، فالله قد رضى عنهم وأنتم غاضبون وغير راضين عنهم سكت ولم يرد ألم تعرف أن الرسول قال "الله الله الله فى أصحابى من بعدى، من أحبهم أحبنى، ومن أبغضهم أبغضنى" سكت ولم يرد، قلت له هل تعتقد أن المغالاة فى حب سيدنا على والتطرف أحياناً وجعله يضر وينفع وأن جبريل عليه السلام قد أخطأ فى تبليغ الرسالة ونزل بها على سيدنا محمد بدلاً من الإمام على وأنك تنادى عند الشدائد "يا على.. يا على" ليفك كربك، هل تعتقد أن ذلك الحب يزيد فى مكانة سيدنا على وأنك لا تفترى عليه تخيل معى أنك واقف للحساب أمام الجبار والعرق ولحمك يتساقط رعباً وخجلاً من الجبار وسألك لماذا تجرأت على زوجات رسولى؟ لماذا سببت وأهنت أصحاب حبيبى محمد؟ لماذا افتريت وضللت وأضللت أولادك وأهلك وعشيرتك وكنت سبباً فى كراهيتهم لمن اخترتهم أصحاب لرسولى ورضيت عنهم؟ فتقول وتجيب حضرتك حباً فى سيدى وإمامى على، فيسمح لسيدنا على بالكلام، فيقول يا رب لم أفعل هذا ولم آمره بهذا، فماذا سيكون موقفك؟ فكر جيداً واعلم أن حبك لسيدنا على لن يزيد من مكانته وكراهيتك للصحابة لن تقلل من مكانتهم ولا تنصّب نفسك حكماً على من هم أعلم وأشرف وأجل منى ومنك ولا تجادل وتراوغ بالأباطيل والحجج الواهية لتضل غيرك وأولادك لأنك ستسال يوم الدين ولا تجعل بينك وبين الرسول عداوة بكراهيتك لأصحابه والافتراء عليهم والتشكيك فيهم، فماذا تكسب من كراهيتك لهم ومن افترائك عليهم وسبهم؟ فاستغفر لذنبك وابكِ على حالك واجتهد فيما تبقى لك من عمر واربح الصحابة ولا تخسر آل البيت اللهم أشهد أنه لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنى أحب أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وأحب وأحترم أزواج حبيبك محمد أمهات المؤمنين وأحترم جميع الصحابة والأنصار والمهاجرين اللهم اجمعنا بهم جميعاً فى جنه الخلد يا رب العالمين قد أكون قصرت فى إجابتى لضعف معلوماتى وقد يكون صديقى الشيعى قصر فى الرد لضعف معلوماته وقد أكون وفقت فهذا من الله وقد أكون أخطأت، فهذا من نفسى ومن الشيطان فإذا كان عندك إضافة أو تصحيح أو رأى مخالف بحجة أو دليل يفيد الكاتب والقارئ فمرحبا بك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة