خلال جولتى اليومية فى غربتى على القنوات المصرية لأعرف ما يحدث فى بلدى، وأزداد مرارة لما أسمعه من آلام الناس.
سمعت حديثاً عن زواج المسيار.. وانقسم المتحدثون ما بين محلل ومعارض، تذكرت ساعتها ما سمعته هنا من قصص عن استخدام أحلية هذا الزواج بما يناسب الأهواء والأمزجة، استغلالاً لما تمنحه المرأة للرجل من حرية بتنازلها عن حقوقها فى وجود المسكن أو النفقة أو المبيت، فيا له من زواج سهل.
ولن أتعرض لكونه حلالاً أو حراماً، فهناك من هم أعلم منى بذلك وقد أعلنها المفتى صراحة أنه حلال، ولكنى هنا أمام استخدام سيئ لهذا الزواج.
فهذا طبيب ترك زوجته فى بلده وعاش هنا وحيداً، ثم تزوج زواج المسيار، بحجة أنه يحصن نفسه، له الحق، ولكنه ترك من تزوجها وأخذ يتزوج بأخريات من جنسيات مختلفة، وكله تحت مسمى زواج المسيار، فهو لا يتكلف شيئاً ولا يتحمل مسئولية شىء، وعرفت أنه تزوج أكثر من عشر مرات، فأين السكن والاستقرار الذى يقوم عليه أساس الزواج.
والأمثلة كثيرة لاستغلال هذا الزواج بطريقة تخلخل أمن واستقرار الأسرة، وحتى إن كان يحقق لبعض السيدات الأمن والاستقرار، ولكنه فى المقابل يهدم حياة امرأة أخرى لا ذنب لها سوى أن قلب زوجها تعلق بأخرى أو أخريات، واستعمل المسيار ليعيش فى مغامراته تحت مسمى حلال.
ولقد قرأت خبراً عن سيدة مطلقة أعلنت فى أحد مواقع الزواج، أن سنها 28 عاماً ولديها ثلاثة أبناء، وترغب فى زوج يتزوجها زواج مسيار، لأن ظروفها لا تسمح بأن يقيم معها زوج إقامة كاملة، والمفاجأة أن جاءها سبعة آلاف رسالة يرغبون فى الزواج منها ومنهم شاب عمره 17 سنة.
فهل الزواج أصبح له أهداف أخرى غير تحقيق الاستقرار ووجود من يسكن الرجل إليها ومن تسكن المرأة إليه.
لا بد لمن يحلل ويحرم أن ينظر أولاً لمدى تأثير الفتوى على المجتمع ومدى ما ستسببه من أضرار بجانب الفائدة المرجوة.
