أكد الشاعر محمد فريد أبوسعدة، أن رواية "خيال ساخن" رواية تهاجمك من حيث لا تدرى كلما فتحت الإنترنت، سواء بالكلام المكتوب عنها أو الأخبار المروية عنها. الرواية من أولها لآخرها عمل تخيلى هائل، ولا تستطيع أن تجد فيها ما علاقة كاتب الرواية الآن بما يمكن تسميته بالمجاز؟ وتجد فيها الكثير من المقطوعات التى تصلح كقصائد نثر جيدة، وكنت فى بداية الرواية أرسم بالقلم الأحمر حول الواقع الافتراضى الذى صدقته، ثم كففت عن الرسم حول الواقع الافتراضى، فمحاولة موائمة الرواية بالواقع عبث، لذلك قمت بتصديق الفرضيات المطروحة فى الرواية.
وقال أبوسعدة الفكرة الأساسية فى الرواية أن هناك دائما نصفا آخر وتمام المحبة والسعادة يكون بالتقاء النصفين، وعالج العشرى هذه القضية معالجة رومانسية بالغة الرهافة وتخيلية إلى درجة الشعر، ويحسب له جرأته للكتابة خارج المحسنات الإيروتيكية وآليات الكتابة الجديدة.
جاء ذلك فى الندوة التى عقدت بمكتبة آفاق أمس الخميس 14 مايو لمناقشة رواية خيال ساخن الصادرة عن دار العلوم ناشرون لمحمد العشرى، وقد حضر الندوة لمناقشة العشرى أيضا الدكتورة أسماء الكتبى أستاذة الجغرافيا بجامعة العين بالإمارات والدكتورة سمية رمضان أستاذة الأدب بأكاديمية الفنون، حيث قالت الكتبى إنها لم تستطع تحديد زمان أو مكان للرواية، ثم أيقنت أنه من العبث أن تبحث عن ذلك فى رواية أسمها خيال ساخن وأن عليها أن تستمع بالقصة فالخيال هو الذى يجعلنا نضيف شيئا لأنه خيال حى ساخن.
وكانت مداخلة الدكتورة سمية رمضان فى شكل أسئلة وجهتها للعشرى، حيث تساءلت عن أركيولوجيا العشرى فى الكتابة، من أين استمدها خصوصا بعد حدوث قطيعة معرفية بين كتاب النثر الحاليين والتراث العربى، كيف استمد العشرى هذا الزخم ومن أى عوالم كى تخلق له مجاز ممتد عبر كل عوالمه التى قرأ لها وانفتح عليها، وكان رد العشرى على تساؤلات الدكتورة سمية رمضان أنه يهتم بالتراث الشرقى بحكايات ألف ليلة وليلة والحكايات الشعبية، وقال : اهتممت بفكرة التراث الشرقى مثل الأساطير الهندية وأسطورة الإله كريشنه، على طول الخط كان فى ذهنى أن ظهور أى تأثير فى الكتابة يجب أن يأتى من ناحية الشرق وليس من أى ناحية أخرى.
حتى كتابات الواقعية السحرية لماركيز وكويلهو الذين أخذوا من تراثنا الشرقى وربطوه بعالمهم، وهذا ما حاولت عمله فى الكتابة أن أخلق أسطورة خاصة نسيجها يكون مشابها لنسيج ألف ليلة وليلة لكن تحوى إرهاصات الواقع.