عبر المخرج وكاتب السيناريو الأمريكى فرانسيس فورد كوبولا فى عديد من اللقاءات التى أجرتها معه عدد من الصحف الفرنسية، عن شعوره بالإحباط حيال رفض المهرجان مشاركة فيلمه "Tetro" فى المسابقة الرسمية بدعوى وجود كم هائل جدا من الأفلام المشاركة.
وعلى الرغم من أن إدارة المهرجان قد وعدته بتخصيص سهرة مقامة على شرفه لعرض الفيلم، إلا أنه قد رفض ألا يشارك فيلمه فى واحدة من أقسام المهرجان، متسائلا: لماذا تشارك دائما نفس الأسماء فى مسابقات المهرجان، مثل المخرج الأسبانى بيدرو المودوفار والمخرج الدانماركى لارس فون ترير دون غيرها، ومعبرا عن اندهاشه "ولماذا لا أشارك أنا أيضا فى المسابقة؟".
وأكد كوبولا، الحاصل على جائزة السعفة الذهبية، فى 1974 عن فيلم The Conversation، وفى 1979 عن Apocalypse Now، على أنه كان يرغب فى أن يدعوه المهرجان ليس لكونه مخرجا "معروفا" وإنما لأهمية فيلمه.
وقد كان بالفعل محقا، وهو ما عكسه عدد المشاهدين الضخم الذين اضطروا أمس الخميس 14 مايو إلى الوقوف فى طابور طويل لمشاهدة فيلم "Tetro" المعروض فى إطار قسم "أسبوع المخرجين".
يتعرض هذا الفيلم لسيرة كوبولا الذاتية. وحتى إذا كانت أحداث الفيلم لم تجر كما حدثت بالضبط فى الواقع، فهى على الأقل تنقل مشاعر المنافسة الحقيقية التى شهدتها عائلة كوبولا. مثل ذلك الصراع بين أخوين موسيقيين من أصل إيطالى (كما كان الوضع بين والد كوبولا وعمه) أو أيضا وقوع حادث عبثى فى أحداث الفيلم (مثل ذلك الحادث الذى أودى فى الحقيقة بحياة الأبن الأكبر لكوبولا).
يروى الفيلم قصة رجل شاب يدعى بنيامين جاء إلى بوينس آيرس للبحث عن أخيه أنجلو، الذى اختفى دون أن يترك عنوانه والذى غير اسمه إلى "تيترو". يؤدى لقاء الشقيقين إلى الكشف عن كثير من أسرار العائلة ويستعيد ذكريات أليمة وجروح تنتمى للماضى.
وعن الظروف التى أحاطت بتصوير هذا الفيلم، يقول كوبولا إنه واجه صعوبات لإخراج هذا العمل إلى النور بدءا من تنازله عن الممثل مات ديلون الذى كتب كوبولا له خصيصا فيلم "Tetro"، وذلك لأنه يدور فى الأرجنتين ويستدعى البقاء فيها عدة أشهر وهو الأمر الذى رفضه ديلون، وصولا إلى البحث عن المنتجين الذين كانوا سيرفضون إنتاج فيلم أبيض وأسود مثل فيلم "Tetro".
ومن ثم يؤكد كوبولا أنه تمكن من العثور على الصيغة الناجحة لخلق أعماله: "أقوم بتمويل أعمالى السينمائية بنفسى. وأختار بلدا أتمنى الإقامة فيها لمدة عام وأقوم فيها بتصوير عمل سينمائى. وفى هذا الإطار فقد اخترت لفيلم "Tetro" أن تجرى أحداثه فى الأرجنتين. وهى بلد ذات ثقافة غنية ويعيش بها عدد كبير من المهاجرين الإيطاليين، وهو الأمر الذى كان سيجعل من السهل قيامى بنقل أحداث حياتى الشخصية (التى تعود إلى أصول إيطالية)".
على الرغم من أن "Tetro" يعد فيلما صغيرا، بالنسبة لمعايير هوليوود، حيث لم تتعد تكلفته عشرة ملايين يورو، إلا أن هدف مخرجه ليس هدفا ماديا يسعى به إلى الربح والتربع على شباك الإيرادات، فهو كما يقول فى حوار له فى صحيفة لوموند الفرنسية لا يحتاج إلى المال، وأن ما يهمه قبل أى شىء هو تعلم