حالة من التباين فى الآراء، خلفها الإعلان عن زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر، لإلقاء خطاب للعالم الإسلامى. وفيما رحب كثيرون، داخل القاهرة وخارجها، بالخطوة، أبدى البعض قدراً من الاستياء، بسبب أوضاع حقوق الإنسان فى مصر. وأمام ردود الأفعال، وبدبلوماسية لافتة، أكد روبرت جيتس وزير الدفاع، والناطق الرسمى باسم البيت الأبيض أهمية الزيارة، مستنداً إلى أنها "فرصة لمناقشة قضايا حقوق الإنسان بشكل مباشر".
اليوم السابع يحاول إيجاز آراء من هم مع زيارة أوباما، ومن ضدها فى التقرير التالى..
بداية، يرى د.عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لا يوجد حتى الآن رفض لزيارة أوباما لمصر داخل الولايات المتحدة، فيما عدا ممثلى اليسار الليبرالى، الذين يكتبون فى بعض الصحف الأمريكية الكبيرة مثل النيويورك تايمز، أو فى بعض مراكز الدراسات مثل معهد كارنيجى، أو بعض المصريين الذين يعلنون اعتراضهم من خلال بعض المنظمات الأمريكية المهتمة بشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم. كما أوضح سعيد أنه حتى اللوبى اليهودى لم يبد اعتراضه على الزيارة.
د.منار الشوربجى، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، كان لها رأى مخالف، حيث أكدت وجود العديد من القوى المعارضة للزيارة، أولها قوى اليمين الأمريكى المتمثلة فى المحافظين الجدد بشكل محدد، والذين لهم موقف عدائى ضد العرب عموماً.وأشارت كذلك إلى أن القطاعات المهتمة بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، من أبرز معارضى الزيارة.
لكن الشوربجى عادت لتشير إلى أن زيارة أوباما فى الأساس جاءت "لتوجيه خطاب للعالم الإسلامى من خلال دولة عربية وإسلامية كبرى، وأنه يعد اختيارا مناسباً لثقل مصر الفكرى"، موضحة أن تصريحات جيبس حول الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تشكل أولوية زيارة أوباما لمصر.
معارضو الزيارة فى واشنطن، هم كما يرى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية سابقاً، جماعات الضغط السياسية سواء الموالية لإسرائيل أو التى تأخذ موقفا عدائيا ضد العرب، لأن تلك الجماعات تأخذ موقفا مبنيا على الفكر اليمينى المتطرف الذى كانت تستند إليه حكومة بوش السابقة.
"تلك الجماعات المتشددة هى المتوقع ظهور معارضتها للزيارة"، هكذا أضاف حسن، موضحاً أنهم يستندون فى أفكارهم على حجج مبنية على غياب الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان فى الدول العربية، على الرغم من دعمهم إسرائيل التى تمارس أبشع أنواع انتهاك حقوق الإنسان ومنع الحريات عن طريق الاستيطان والحصار والطرد واستخدام القوة غير المتكافئة.
حسن أشار إلى أن تلك الجماعات لم تعلن رفضها حتى الآن، ولكن ذلك يرجح عودته إلى انتظارهم نتائج زيارة نتانياهو للولايات المتحدة، وما ستسفر عنه من نتائج سواء باستجابة أوباما لمطالب نتانياهو أو العكس، أو صدام آرائهما معاً دون نتيجة واضحة، وذلك لتجنب تأثيرات معارضتهم لزيارة مصر سلباً على زيارة نتانياهو.
مؤيدوها اعتبروها فرصة لمناقشة قضايا حقوق الإنسان.. واليمين الأمريكى أبرز المعارضين..
زيارة أوباما لمصر تثير جدلاً
الجمعة، 15 مايو 2009 09:10 م