ليس حلاً فى هذه البلاد العجيبة إلا أن تذهب إلى هذا المكان، وتسجل اسمك، وتعبر عن رغبتك فى الانفجار، ثم تنتظر فى قائمة طويلة إلى أن يأتى دورك فيرسلون إليك أيها البطل لتؤدى المشهد الأخير، فترتدى ثيابك الجديدة، وتذهب إلى حيث قدر لك.. وتنفجر.
وأما أنى لا أريد أن انفجر، فهذه مشكلة كبيرة، فليس ثمة مكان لأمثالى يذهبون إليه، ولا حتى طابور ينتظرون به، وماذا ينتظرون؟ لا أعرف، وهم كذلك لا يعرفون. ويحدثنى أحد المنفجرين عن نفسه، وقد أعرب كثيرا عن سعادته، وكامل فرحته، لأنه بلغ حلمه الكبير فى أن ينضم لقائمة السادة المنفجرين، وأنه بذلك قد بلغ ما يريد، وأنجز ما عليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لازلت أقلب صفحات الجرائد، واقرأ نفس الأخبار، ونفس العناوين "احذروا فهذه قصة مكررة!
هذا وقد أعلنت مصادر مسئولة عن انفجار عدد آخر منهم، مما أدى إلى بعض ما كانوا يريدون، وتوعدت هذه الجهة بالرد القاسى والرادع على هذه الانفجارات.
ويرى المحللون أن تكرار مثل هذه الأحداث وفى أماكن متفرقة، هو ما لا يمكن توقع آثاره فى المستقبل القريب، مما يشير إلى تفشى رغبة الانفجار.
وفى تعليقه على الأحداث، أعلن السيد.. أن هذا الظاهرة.. ظاهرة عالمية، وليست لدينا فقط، مما يدعونا بالتأكيد إلى السكوت والبحث عن أسباب ومبررات لها، ولكن مما لا شك فيه أن هذه المبررات والأسباب يجب أن تكون واهية وشكلية، مما يدعونا إلى السكوت والتزام الصمت، وذلك كما ورد فى تصريحات السيد آنف الذكر.
