كيف أصبحت الثروة لعنة لأصحابها وسبباً فى الفقر والاحتلال والتقسيم والحروب الأهلية والإبادة?

الخميس، 14 مايو 2009 09:43 م
كيف أصبحت الثروة لعنة لأصحابها وسبباً فى الفقر والاحتلال والتقسيم والحروب الأهلية والإبادة?

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنه 1581، أكد فيليب الثانى ملك أسبانيا، أمام محكمة «جوادا لا خارا» بالمكسيك، أن ثلث هنود أمريكا قد أبيدوا، وأن الأحياء منهم يجدون أنفسهم ملزمين بدفع الجزية عن الأموات، كذلك قال العاهل إن الهنود يباعون ويشترون. وإنهم ينامون فى العراء.

وإن الأمهات يقتلن أبناءهن لإنقاذهم من عذاب المناجم، كان التاج يتلقى خمس قيمة المعادن التى ينتزعها رعاياه فى كل أرجاء العالم الأسبانى الجديد، بالإضافة إلى غير ذلك من الضرائب، وحدث نفس الشىء فى القرن الثامن عشر، بالنسبة للتاج البرتغالى فى أراضى البرازيل.

وحسب رواية الماركيزدى بارتياس، التى يوردها جاليانو، لم يتبق فى عام 1685، فيما بين مدينتى ليما وباتيا، سوى 4000 أسرة هندية، حيث كان يعيش أكثر من مليونين من الهنود. لكن كبير الأساقفة لينيان أى ثيسنيروس أنكر إبادة الهنود، وظل على قوله: إنهم يختبئون كما يقول حتى لا يدفعوا الجزية مسيئين استخدام الحرية التى يتمتعون بها والتى لم تكن لديهم فى عصر الإنكا.

كان الهنود حيوانات جر يحملون على ظهورهم أمتعة الفاتحين: فقد كانت الدواب قليلة. وكان تغبّر الرئة أول مرض مهنى فى أمريكا، وفى الوقت الحاضر، حين يكمل عمال المناجم البوليفيون سن الخامسة والثلاثين، ترفض رئاتهم الاستمرار فى العمل: إذ يتخلل غبار السيليكا الذى لا يرحم جلد عامل المنجم، ويشقق وجهه ويديه، ويقضى على حاستى الشم والذوق، ويهزم رئتية، بأن يصلبهما ويقتلهما.

وفى القرن السادس عشر كان يجرى إنفاق الكثير، فى بوتوسى، على الثياب الأوروبية من أجل المضطهدين، وكذلك من أجل الكوكا، للمضطهدين. وكان أربعمائة تاجر أسبانى يعيشون فى كوتكو، على ترويج الكوكا. وفى مناجم فضة بوتوسى كانت تدخل سنوياً مائة ألف سلة، بها مليون كيلو جرام من أوراق الكوكا. وكانت الكنيسة تحصل ضرائب على هذا المخدر.
لأنهم منفيون فى أرضهم، ومحكوم عليهم بالشتات الأبدى، ظل هنود أمريكا اللاتينية يدفعون نحو أفقر المناطق نحو الجبال الجرداء أو أعماق الصحراوات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة