اجتهدت كثيرًا لأبحث عن أسباب عشقنا للتكويش وأسباب اهتمامنا وجمعنا للكراكيب وأخذت فترة ليست بالقصيرة لأعرف لماذا اتولدنا وعشنا وترعرعنا فى بيوت فيها «سندرة» لكى نكدس فيها حاجات لا نستخدمها ولا نستعملها ولكن نحافظ عليها..
وسألت زملاء كثيرين لماذا نحتفظ حتى فى الدواليب وفى حجرات النوم بملابس لا نحتاجها؟! ولم أصل إلى إجابة شافية أو واضحة وعندما أصدر اتحاد الكرة الأسبق برئاسة عصام عبدالمنعم فرمانا كرويا مفاجئا بزيادة عدد قوائم الفرق الكروية إلى 30 لاعبا بدلا من 25 لاعبا، عدت إلى فكرة التخزين والتكويش ولأن رئيس الاتحاد وقتها أصدر فرمانه، كما حلل المحللون وقتها إرضاءً للأهلى وقربانا لرضائه عنه سواء ليظل جالسا على كرسى اتحاد الكرة أو ليحل أزماته داخل مؤسسة الأهرام وقت أن كان رئيس الأهلى هو الحاكم بأمره فى مؤسسة الأهرام، ورغم حالات الهجوم التى كان أصوات أصحابها مبحوحة لضعف إمكانياتهم الإعلامية، فمر القرار مرور الكرام وقام الأهلى بتخزين ما تمكن من اللاعبين..
ولمّ ما شاء من نجوم فى «سندرة» الأهلى حتى أكلتهم «العتة» وتحولوا إلى كراكيب، وربما كان هذا القرار الذى ظن مجلس إدارة الأهلى أنه الأهم لتحصيل وجمع البطولات إلا أن ظنى أنه القرار الخاطئ الذى جعل الأهلى لا يهتم بمشاركة دماء جديدة تجرى فى أوصاله بالدفع بالناشئين، وهو النادى الذى يملك قطاع ناشئين يتم الصرف عليه أكثر من عشرة ملايين سنويا..
وإذا دقق المسئولون فى الأهلى عن سر أزمته فى تلك الفترة الراهنة وحالة التردى لفريق كرة القدم فعليه أن يلاحظ أن حالة تصلب الشرايين قد تمكنت من نجومه لأنه لم يدفع شبابا جديدا يضخون فى أوصاله دماء جديدة لكى تستمر حياة البطولات ولأننا دوما أصحاب قرارات بلا حيثيات أو مقدمات كما فعل رئيس الاتحاد الأسبق.. فقد جاء سمير زاهر رئيس الاتحاد الحالى وقرر أيضا فجأة إلغاء قرار الـ30 لاعبا والعودة إلى قرار 25 لاعبا..
وفسر البعض هذا القرار بأنه لصالح بعض الأندية الصاعدة التى تربطها برئيس الاتحاد علاقات خاصة فلذا خفض الأعداد حتى تستفيد هذه الأندية الصاعدة من اللاعبين الذين سيتم تسريحهم فى الأندية الكبرى.
وبالطبع لم يسكت الأهلى على القرار وتعالت صيحات تؤكد أن هناك ملايين ستهدر على الأهلى بسبب هذا القرار الخاطئ ويبدو أن الذين يتكلمون عن إهدار المال العام فى الأهلى قد تناسوا قائمة طويلة من اللاعبين تعاقد معها الأهلى وتركها وخسر ملايين من الجنيهات لا حصر لها دون أن يعقب أحد.. ودون أن يبرر لنا النادى الكبير لماذا تعاقد مع هؤلاء الكراكيب؟!.. ولماذا تركهم دون فائدة؟!.
وعموماً فقد وصلت إلى نتيجة مهمة لحالة التكويش وأهمية تخزين الأشياء المهملة فى منازلنا فسرها وحللها لى أحد علماء النفس فأكد أن ذلك مرجعيته إلى خوفنا المستمر وحالة الهلع التى تنتابنا والخوف من المستقبل وكلها أسباب خارجة من رحم الفقر.. فقلت حقا علىّ أن أعذر المسئولين الذين يدافعون عن سياسة الـ30 لاعبا، لأنهم منذ ولدوا وترعرعوا ونشأوا فى بيوت فيها «السندرة» ومازالت تلك السندرة تعشش فى رءوسهم، ومازالت ثقافتهم الحياتية مهما أعطتهم الدنيا من ملايين تسيطر عليها سياسة «السندرة» والاحتفاظ بالكراكيب فيها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة