فى قمة الأمريكتين التى انعقدت مؤخراً فى ترينداد وتوباجو صافح الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز نظيره الأمريكى باراك أوباما بحرارة وأهداه كتاباً. فوجئ أوباما بالهدية، ارتبك قليلا ثم ابتسم وتناول الكتاب من يد تشافيز وصافحه مرة ثانية بحرارة.
لم يمنح تشافيز أوباما قلادة أثرية ذهبية من ثروات بلاده العديدة، ولم يقدم له قناعاً هندياً تاريخياً يعود لأجداده، وإنما أهداه إنجيل المعذبين والمقهورين فى قارة أمريكا الجنوبية كلها، «الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية» لمؤلفه الأورجوانى إدواردو جاليانو، الذى يحكى تاريخ النهب والاستغلال الذى تعرضت له قارة أمريكا اللاتينية بكاملها منذ وطئت رايات كورتيس وكولومبس أراضيها محملين بالبنادق والأحصنة والأوبئة والرغبة الدفينة فى الحصول على الذهب والفضة والبهارات. ولد إدواردو جاليانو فى مونتفيديو عاصمة أورجواى وعمل صحفياً ورساماً كاريكاتورياً فى العديد من الصحف، قبل أن يهرب من الحكم العسكرى فى بلاده إلى الأرجنتين عام 1973 بعد نشره «الشرايين المفتوحة» فى أسبانيا عام1971، ثم انتقل إلى أسبانيا عام 1977، وظل فيها حتى عاد إلى بلاده عام 1985.
ورغم أن كتاب «الشرايين المفتوحة» ظل ممنوعا من دخول أورجواى، 7 سنوات كاملة، فإنه أصبح الكتاب الأكثر شعبية هناك، وطبع منه حتى الآن ما يزيد على 60 طبعة وترجم إلى معظم لغات العالم على حد تعبير المترجمين أحمد حسان وبشير السباعى، اللذين اعتبرا الكتاب سيرة ذاتية لأمريكا الجنوبية، الأخت الشقيقة للعالم العربى، التى تعرضت مثله لعمليات النهب المنظمة منذ قرون ومازالت، كما تعرضت مثله لإرساء صناعة التخلف حتى تبقى بقرة حلوباً، تدر الموارد الطبيعية للدول الكبرى المنتفعة.
لمعلوماتك...
◄500 عام عمر الاحتلال الإسبانى والبرتغالى لأمريكا اللاتينية
◄1962 قطعت أمريكا علاقتها مع كوبا
◄إدواردو جاليانو...ولد فى مونتيفيديو (الأوروجواى) عام 1940.
عاش جاليانو سنوات عديدة فى المنفى لأسباب سياسية، فى الأرجنتين وإسبانيا، وهو باحث وروائى وصحفى، وقد ترجم كتابه «شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة» إلى أكثر من عشرين لغة
عندما تقرأه ستتعرف على إنجيل المعذبين والمقهورين فى الأرض من أمريكا اللاتينية حتى أدغال أفريقيا
قصة الثروات العربية المنهوبة فى الكتاب الذى أهداه «شافيز »لـ«أوباما»
الخميس، 14 مايو 2009 09:43 م
تشافيز يهدى الكتاب لأوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة