فى احدى شوارع بحرى بالإسكندرية، ومع كل عشاء تجد عم مصطفى ابراهيم جاد «58 سنة» وقد افترش الرصيف ليلف جسده ببعض بطانيات أهل الخير الذين يشفقون عليه من برد الليل وزواحفه. يستيقظ فى الفجر ليمسح السيارات المارة فى الطريق، وينادى على أصحاب المطاعم المجاورة من مكانه، فيعطفوا عليه ويرسلوا له الطعام فى مكانه.
عمل«عم مصطفي» حارساً طيلة 45 عاماً للعقار رقم 26 شارع الحجارى بالجمرك, والذى صدر له قرار إخلاء سنة 2006 باستمارة رقم 42، وانهار المنزل ليخرج عم مصطفى إلى الشارع حيث لم يحصل على سكن إخلاء إدارى كبقية ساكنى العقار, فذهب إلى المحافظة والحى وطرق كل أبواب أعضاء مجلسى الشعب والشورى، أملاً فى أن يحصل على غرفة واحدة لها باب يستره،--- إلا أن الجميع تهربوا منه وماطلوا فى الرد عليه.
ثلاث سنوات عاشها هذا العجوز المصاب بقصور بالشريان التاجى وهبوط بالقلب وارتفاع بضغط الدم, على الرصيف متحديا المرض والرطوبة والمطر منتظرا العطف والشفقة من اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية. رافعاً يده الى السماء بعد ان يئس من بطش الدنيا ومن فيها صارخاً بأعلى صوته يارب غرفة بحمام.