عبارة كتبها أحد سائقى الشاحنات على سيارته ومعلوم أن أغلب الشاحنات تجد عليها بعض اللافتات بدءا من لافتات درء الحسد أو لافتات الصبر جميل إلى آخره.. إ
لا أن هذه العبارة لفتت نظرى لأننا نتكلم كثيرا ولا نفعل إلا قليلا وأغلب الناس تحترف الحديث ففى أى مجلس تجد المتكلم يتحدث عما يريد وعن المشاكل التى يواجهها المجتمع وحلولها ويتحدث فى جميع المجالات وكأنه خبير عليم سواء فى الرياضة أو السياسة أو الفن أو الدين أو أى مجال ، نتحدث جيدا بدون أدنى مسئولية أما العمل الجاد والبناء فلا يجد ذات الفاعلية والنشاط.
فمجتمعاتنا تجتهد فى الحديث والكتابة ولا تجتهد فى العمل وحل مشاكلها العملية وإذا نظرنا فى واقعنا وقارناه بواقع المجتمعات الغربية المتقدمة، سنجد الفرق بيننا كبيراً جداً.
لدرجه أنهم عندما يجدون عمل غير متقن يصفونه بأنه عمل عربى أو ميعاد تأخر فيه إنسان يصفونه بأنه ميعاد عربى بينما نرى فى المجتمعات المتقدمة ذات الفاعلية والنشاط، الكلام يتبعه عمل وعمل جاد.. أما نحن فلا نجد بذلا، ولا تخطيطا، ولا تطويرا، فقط كلام نتفنن فى عرض المشكلة وفى الحلول النظرية ونلقى المسئولية على الآخرين ونطالب الآخرين بالعمل ونتواكل عليهم فإذا نجحوا لا نقدم لهم شكرا وإذا فشلوا هاجمناهم مما يستهلك طاقاتنا وحماسنا.
إننا فى حاجة إلى العمل نريد أن يتحرك المجتمع لنحقق ما نريد وما نتطلع إليه ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل فها هو كارليل فى كتابه الأبطال يضع رسول الله فى المرتبة الأولى لأنه تفرد عمن سواه من المائة شخصية التى ذكرها كارليل بأنه قام بتجسيد وتنفيذ الدعوة التى جاء بها على أرض الواقع والممارسات فيما وقف الآخرون ومنهم أنبياء ورسل عند حدود الدعوة فلم ينشئوا دولة ولم يقيموا حضارة فما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى سنة رسولنا الكريم وأن نتوج الكلام بالعمل وما أجمل قول الإمام على كرم الله وجهه (لا خير فى قول إلا مع العمل) فعلينا بالعمل وصدق الله العظيم إذ يقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.
طارق الغنام - موظف