يشغلون 24 منصبا بالهيئة العليا للحزب..

مليونيرات الوفد.. بين العمل السياسى والحفاظ على استثماراتهم

الأربعاء، 13 مايو 2009 07:43 م
مليونيرات الوفد.. بين العمل السياسى والحفاظ على استثماراتهم مليونيرات حزب الوفد.. لا يقومون بمسئولياتهم تجاه الحزب
كتبت نرمين عبد الظاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس وحده الحزب الوطنى هو حزب رجال الأعمال، فهناك أحزاب أخرى تضم بين أعضائها عددا من المليونيرات، هكذا حال حزب الوفد الذى به 24 مليونيرا بالهيئة العليا، من إجمالى 54 عضوا، بعضهم ينتمى إليه رغبة فى الخلفية السياسية والبعض بالوراثة، إلا أن القاسم المشترك بين الاثنين، هو غياب المشاركة الفاعلة فى أنشطة الحزب إلا فيما ندر.

ويتهامس أعضاء الوفد على الدور الذى من المفترض أن يضطلع به هؤلاء، من منطلق امتلاكهم الثروة والنفوذ بدرجة تمكنهم من خدمة حزبهم على جميع الأصعدة، لكن عضوا صغيرا بالحزب يقوم بدور أكبر من الذى يقوم به هؤلاء رغم ثرائهم الفاحش، فهل هناك أسباب مقنعة لهذا الغياب، أم أن للثروة حسابات أخرى؟

وطبقا لحسابات الثروة فيمكن تقسيم رجال الأعمال الوفديين إلى ثلاث فئات: الأولى، يأتى على رأسها السيد البدوى الذى يمتلك شركة للأدوية، بجانب امتلاكه باقة قنوات الحياة الفضائية، يليه صلاح دياب الذى يمتلك شركة «بيكو» المهيمنة على 70% من توكيلات الشركات الأمريكية فى مصر، بالإضافة إلى كونه واحداً من أهم رجال البترول فى مصر، وامتلاكه سلسلة محلات حلويات شهيرة، وبعد دياب يأتى رضا إدوارد صاحب إحدى المدارس الدولية الخاصة، وعاصم أبو فريخة الذى يملك شركة كبرى لصناعة مواسير الرى.

أعضاء هذه الفئة، رغم أنهم من أهم رجال الأعمال المتواجدين على الساحة، إلا أن حضورهم ونشاطهم الحزبى لا يذكر، فمنذ أكثر من عام وهؤلاء القيادات يتغيبون عن المشاركة فى اتخاذ القرارات داخل الحزب، باستثناء السيد البدوى الذى عاد للحزب بعد عام كامل من الغياب، للمشاركة فى قرار تغيير رئيس تحرير جريدة الوفد، ورغم وعوده المتكررة بالعودة للمشاركة فى اجتماعات ونشاطات الحزب مرة أخرى، إلا أن وعوده ذهبت أدراج الرياح.

النوع الثانى من رجال الأعمال هم دائمو التواجد داخل الحزب، والمشاركة فى الاجتماعات، إلا أن دورهم غير ملموس، إذ لا يسهمون فى دعم الحزب ماديا ولا سياسيا، ويأتى على رأس هذه الفئة: محمد سرحان ورمزى زقلمة وعبد الله الطويلة ومحمد زاهر وغيرهم، فهم حريصون على المشاركة فى فعاليات الوفد، لكن من دون أن يدعموا الحزب بمليم واحد، بحسب قول عبد العزيز النحاس المستشار الإعلامى للحزب.

النوع الثالث يضم رجال الأعمال الحزبيين بالوراثة، وهم الموجودون فى الحزب تماشيا مع انتماء العائلة، ومنهم منير فخرى عبد النور سكرتير عام الحزب، وفؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب وحفيد فؤاد باشا سراج الدين.

لم يكن الغياب وعدم الحرص على المشاركة، الخطأ الوحيد الذى وقع فيه رجال أعمال الوفد، فوفقا لما يؤكده عبد العزيز النحاس، فإن الوفد من أغنى الأحزاب الموجودة حاليا، ليس بسبب تبرعات رجال الأعمال ولكن من استثمارات الحزب الخاصة مثل الجريدة الناطقة باسمه، والتبرعات التى تأتى من المؤمنين بفكر الوفد، بالإضافة إلى الوديعة الموضوعة فى أحد البنوك باسم الحزب.

ورجال الأعمال، هم تجار قبل أى شىء، لذا يعملون دائما وفق حسابات المكسب والخسارة، فدائما يسعون للحفاظ على علاقات جيدة بالمسئولين فى الدولة، إذ يحتاجون إلى مباركتها لزيادة استثماراتهم والحفاظ عليها، لأن الصدام معها يجلب على رجل الأعمال الكثير من المتاعب، لذلك تجد رجال الأعمال دائما يفكرون كثيرا قبل ممارسة أى عمل سياسى، خاصة إذا كان معارضا للنظام أو لسياسة الدولة، فالحكومة بحسب النائب الوفدى صلاح الصايغ، تضع رجال الأعمال المنتمين لأحزاب المعارضة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التركيز على النجاح فى "البيزنس" ولا مانع من ممارسة السياسة بحدود وعلى استحياء، أو الانخراط فى صفوف المعارضة ومن ثم ينسى النجاح فى عالم المال، وهو الأمر الذى نفاه صلاح دياب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، مؤكدا أنه لم يغب عن المشاركة فى اجتماعات الحزب، وأن غيابه كان مؤقتا ويرجع لانشغاله وسفره المتكرر إلى الخارج، مضيفا أنه خلال الفترة القادمة سيتفرغ لخدمة الوفد وتوفيق سفرياته بحيث لا تتعارض مع مواعيد اجتماعات الحزب.

وفيما يخص المحافظة على العلاقات مع النظام، قال دياب "لو كنت أخشى على علاقتى مع أقطاب النظام بسبب انتمائى للوفد أو مساندتى له، كان من الأولى أن أختار الانضمام للحزب الوطنى الحاكم للسير مع التيار، لكننى لم أفعل واخترت الوفد، ومتحمل مسئولياتى إزاء هذا الاختيار". لم تكن أساليب الحكومة فى الضغط على رجال أعمال الوفد السبب الوحيد لغيابهم عن الحزب والتقصير فى واجبهم تجاه حزبهم، إذ أرجع عمرو هاشم ربيع الخبير بشئون الأحزاب بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، ذلك إلى الاستبداد الموجود داخل الحزب نفسه، والذى زادت وطأته هذه الأيام، مضيفا إلى ذلك تركز السلطات - وفقا للائحة الحزب – فى أيدى قياداته، وتلك مشكلة تضاف إلى المشكلات الأخرى التى يعانيها الحزب مثل اختفاء الليبرالية التى كان الوفد ينادى بها منذ نشأته، وتحول إلى كيان تابع لسياسات الدولة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة