الجندى يرى أن الحوار فى صالح المسلمين .. والمنجى يطالب البابا بالاعتراف بالإسلام أولا..

لعنة "الاعتذار" تهدد محاولات بابا الفاتيكان لإحياء حوار الأديان

الأربعاء، 13 مايو 2009 03:07 م
لعنة "الاعتذار" تهدد محاولات بابا الفاتيكان لإحياء حوار الأديان هل تعتبر زيارة البابا إلى الأردن بداية لاستئناف الحوار بين الأديان؟!
كتب عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت زيارة بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان إلى الأردن، لبدء حوار بين الأديان الثلاثة من أجل "سلام" ينهى – على حد قوله – حالة الهجوم المتبادل بين الأديان، تساؤلاً مهماً حول مغزى هذه الزيارة، وهل جاءت لتقديم اعتذار ضمنى عما بدر منه من تصريحات عام 2006، والتى ربط فيها الإسلام والعنف على لسان إمبراطور بيزنطى.. أم أن هناك مشروعا بالفعل من أجل حوار للأديان يمد فيه كل طرف يده لإنجاحه؟

وتنطلق هذه التساؤلات من تلك التصريحات العنيفة التى خرجت من بعض رجال الدين كان هو أحدهم، كما تتزامن هذه الزيارة مع التوجه القوى لدى الشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر لإنشاء مركز متخصص فى دراسات حوار الأديان داخل جامعة الأزهر، مهمته فتح قنوات اتصال دائمة مع الغرب بعد فشل لجنة حوار الأديان بالأزهر فى تحقيق أى تقدم، سوى إقامة عدد من اللقاءات بين وفود مسيحية وأخرى مسلمة.

واعتبر العديد من المراقبين أن ظهور بابا الفاتيكان هذه المرة فى عمان، جاء كمبادرة جديدة لإحياء روح الحوار بين الأديان، والتى أصابها الضمور والضعف خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، تأثرا بأحداث مثل 11 سبتمبر وما تبعها من إلصاق الإرهاب بالإسلام، أو الرسوم المسيئة.

وبعيدا عن مناخ الانتقام أو طبول الحرب التى تدقها التيارات المتشددة فى وجه زيارة البابا برفض كل الرسائل التى يحاول إيصالها للمسلمين، فإن البابا الذى جاء حاملا فى قلبه نية الحج وفى يديه ورقة الحوار، يمشى هذه المرة على أرض مليئة بألغام الطائفية، فحتى قوله فيما بعد بأن تصريحاته أسىء فهمها، لم يبتلعها المسلمون لترقى إلى مستوى الاعتذار عن الإساءة. وإذا تم التسليم بنية البابا فى الحوار، فإن الرؤية تبدو غير واضحة حول مدى تقبل المسلمين للحوار مع البابا، خاصة فى ظل تعالى دعوات تطالب البابا بالاعتذار أولا للمسلمين قبل بدء الحوار.

ويعتبر المؤيدون لنظرية استكمال الحوار دون شروط، أن الحوار سيصب فى صالح المسلمين، خاصة وأن هناك مفاهيم مغلوطة حول الإسلام لدى الغرب، كما يوضح الدكتور محمد شحات الجندى أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بقوله "لابد أن نحرص على توفير فرصة دائمة للحوار بيننا وبين غير المسلمين"، ولا يرى الجندى ضرورة الاعتذار عما سبق قائلا "بالرغم من أن الإساءة للإسلام كادت أن تتحول إلى نغمة سائدة فى الغرب، فإن ذلك لا يجب أن يؤدى بنا إلى صم آذاننا عن الحوار، فعلينا أن نفتح له آفاقا جديدة لحوار يفهم به الغرب قضايانا العادلة ويتوقف عن الإساءة لمعتقداتنا".

فى المقابل، يرفض الشيخ فرحات المنجى، المستشار الأسبق لشيخ الأزهر، التخلى عن مبدأ اعتذار البابا عن تصريحاته السابقة، قبل الحديث عن أى حوار مع المسلمين، قائلا "بابا الفاتيكان لا يعترف بالإسلام والقرآن، فكيف يكون الحوار بيننا على هذه الحال؟!"، وأبدى المنجى إصرارا على "أن يصدر البابا بيانا رسميا للاعتذار عن تصريحاته السابقة التى جرحت مشاعر المسلمين"، مؤكدا "حينئذ ننظر إذا ما كان الحوار مفيدا أم لا".

إصرار المنجى، ينبع من تخوفه أن تكون عودة الحوار بمثابة تنازل جديد من المسلمين للغرب فى حق دينهم وعقيدتهم، وهى الرؤية التى رفضها الدكتور محمد شحات الجندى، الذى أكد أنه تخوف فى غير محله، فقبل الحوار لابد للطرف الآخر أن يظهر الجدية فى الحوار، من أجل الوصول لنتيجة وليس لمجرد استهلاك الوقت، وإن حدد الجندى بعض النقاط التى لا ينبغى الخوض فيها أو حتى التنازل عنها وهى الأمور العقائدية، مثل الكتب السماوية وعصمة الأنبياء وعقيدة التوحيد عند المسلمين، فهى أمور لا داعى لإثارتها فى الحوار طالما أن هناك أرضية مشتركة يقف عليها الطرفان دون التطرق إلى النقاط الخلافية.

وعلم اليوم السابع أن هناك تعليمات لرجال الأزهر بعدم إطلاق أى تصريحات مناهضة لعودة الحوار، خاصة فى وقت وجود بابا الفاتيكان فى العالم العربى.

لمعلوماتك..
1998 أنشئت لجنة حوار الأديان بالأزهر





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة