د. خميس الهلباوى

قضية فلسطين.. بين الجمود ومنطق العصر

الأربعاء، 13 مايو 2009 10:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت مؤخرا بأن مجلس الشيوخ الأمريكى قرر التراجع عن فكرة تغيير النظام الإيرانى، وتفضيل المساعى الدبلوماسية للتعامل مع ملف طهران النووى، بإقناعها بالموافقة على عدم المزيد من الخطوات لزيادة قدراتها النووية.

وبرغم وجود قوة الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية الجوية والصاروخية الرهيبة على وجه التحديد، التى استخدمتها حكومة جورج بوش ودمرت بها العديد من المدن والدول العربية والإسلامية، وبصرف النظر عن التوازنات السياسية والعسكرية بين روسيا وأوروبا وإيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، وبصرف النظر عن ذكاء السياسة الإيرانية فى التعامل مع أزمتها النووية واللعب بمهارة على الحبال المختلفة دون الوقوع فى هوة حرب تكلفها الغالى والنفيس، وبين المحافظة على عصا العز بدون إهانتها محافظة على المثل البلدى القائل "إضرب بعصاية العز وما تهينهاش"، فبلا شك كانت إيران بين شد وجذب وترك ولين ومحاولة تقمص قوة تأثير على المنطقة العربية بالكامل، بل منطقة الشرق الأوسط كلها فى سياستها مع الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة تحت قيادة حزب المحافظين لم تعانى أى إهدار لكبريائها أن تتراجع فى المسألة الإيرانية ولا فى المسألة الأفغانية المتعلقة بالقاعدة، وفضلت تغيير أساليبها لمعالجة تلك المشاكل المتعقلة لتوفير الجهد والتكلفة وأرواح قتلاها فى الحروب.

ولم يصر حزب المحافظين وحكومة أوباما على السياسة الخرقاء التى كان يتبعها الحزب الجمهورى فى الماضى، وهى سياسة العنف والفتونة، التى لم تؤد إلا إلى خسائر كلفت الولايات المتحدة واقتصادها الكثير.

والسبب فى كل ما يدور فى الولايات المتحدة الأمريكية من تغيير جوهرى فى أساليب سياساتها ليس بسبب الخوف العسكرى من إيران كم يتصور بعض الجهلاء الذين يبالغون فى قوة إيران العسكرية، ويجهلون أن قوة إيران مهما كانت قوتها يستحيل أن تطال الولايات المتحدة الأمريكية، للبعد الجغرافى بين الدولتين.

ولكن فى واقع الأمر أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحزب المحافظين ينظرون من وجهة نظر المحافظة على الأمن القومى الأمريكى ورفاهية الشعب الأمريكى، علما بأن أمن إسرائيل يدخل ضمن الأمن القومى الأمريكى لأسباب تاريخية وسياسية وإستراتيجية، وأيضاً تكلفة الجيوش الأمريكية المنتشرة فى العراق وأفغانستان وفى مناطق الصراع، تكلف الولايات المتحدة الكثير وتقلل من رفاهية الفرد الأمريكى. وتثير موجة العداء للولايات المتحدة بين شعوب العالم المختلفة.

ومن المؤكد أن رقى ثقافة المجتمع الأمريكى والديمقراطية الداخلية المتوفرة فى هذه الدولة قد أدركت حجم الخطأ الذى وقعت فيه الحكومة السابقة للحزب الجمهورى، وقررت التراجع بدون خجل ولا عنترية كاذبة واستخدمت أساليب أكثر تعقلاً، فما هو الدرس المستفاد من موقف الولايات المتحدة الأمريكية فى معالجتها لقضاياها العالمية؟

إن الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه إنما هو من سمات العقل الراجح والتفكير المنطقى والحفاظ على الأمن القومى للدولة ورفاهية المجتمع والمواطن الفرد وهذه من أهم الأهداف بل هى أهم الأهداف على الإطلاق لأى حكومة يفوضها الشعب لإدارة مصالحه فى أى منطقة من العالم.

ولكن مع الأسف الشديد نجد الدول العربية والحكومات العربية مازالت تعيش فى عصر أغنية أمجاد يا عرب أمجاد، وفى وهم القوة العربية الخارقة برغم هزيمتها فى حروب متعددة نتيجة خيانات بعض زعمائها وسوء التخطيط بينها، الضحية بالإضافة إلى شعب فلسطين هو شعب مصر الذى فقد معظم ثرواته وأكثر من 100 ألف شهيد من أجل قضية لم يستطع أى حاكم عربى منفرداً أن يكون إيجابياً بدرجة كافية لمعالجة القضية والانتهاء من الصراع العربى الإسرائيلى سلما أو حرباً، بل بالعكس فدائما ما تستولى إسرائيل على أراضى أكثر فى كل حرب جديدة نتيجة الدعم غير المحدود الذى تقدمه لها جميع دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وازدادت باستمرار أعداد الشهداء المصريين وأحيانا الفلسطينيين.
ومع ذلك نجد أنه بالرغم من أن قضية فلسطين قد أصبحت قضية دينية بالدرجة الأولى بعد أن أعلنت إسرائيل منذ سنوات أنها دولة عنصرية دينية يهودية، نجد أن العرب بجهل مطبق يعتبرون القضية قضية عربية بالدرجة الأولى وليست قضية إسلامية، فنجد الدول الإسلامية فى العالم تقف موقف المتفرج من القضية الفلسطينية، وعندما تقف الدول العربية مواقف سلبية من القضية بل مواقف خيانة، فتصبح مصر وأقل القليل من الدول العربية فى مواجهة القضية مع تفريغها من صفاتها الدينية بتحدى المسلمين فى العالم أجمع.

وإننى أنادى من هنا بأن تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية إسلامية، للدفاع عن القدس التى كادت تضيع من المسلمين، وأدعو أن يتوقف العرب عن احتكار القضية وإضاعتها بالشعارات الكاذبة التى ساهمت فى ضياع القضية الفلسطينية بالكامل.
مجلس الشيوخ الأمريكى‏:‏

واشنطن تراجعت عن فكرة تغيير النظام الإيرانى.
كيرى يؤكد أن المساعى الدبلوماسية
هى السبيل الأفضل للتعامل مع ملف طهران النووى.

44713 ‏السنة 133-العدد 2009 مايو 8 ‏13من جمادى الاولى 1430 هـ الجمعة

واشنطن ـ موسكو ـ وكالات الأنباء‏:‏
أكد جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى،‏ أن واشنطن تراجعت عن فكرة تغيير النظام الإيرانى،‏ مع تأكيد الاعتراف بمشروعية الدور الإيرانى بالمنطقة‏،‏ وأكد تقرير للجنة أن الحل السياسى هو السبيل الأفضل للتعامل مع مساعى إيران لتطوير قدراتها النووية‏.‏

وأضاف أن الانفتاح الدبلوماسى الأمريكى على إيران،‏ يهدف إلى إقناع طهران بوقف تعزيز قدراتها على صنع قنبلة نووية وقبول عمليات مراقبة دولية صارمة‏،‏ وأشار التقرير إلى أنه يتعين على الإدارة الأمريكية استخدام سياسة متوازنة ما بين الضغط على طهران ومحاولة إقناع النظام الإيرانى بالموافقة على عدم اتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز قدراتها النووية،‏ وأشاد التقرير بانتهاج سياسة الحوار مع طهران‏،‏ بالرغم من عدم استبعاد سلاح العقوبات فى حالة فشل المساعى الدبلوماسية‏.‏

وأضاف التقرير أن فتح قنوات حوار مع طهران يجب أن يقنعها بوقف برنامجها النووى،‏ وقبول رقابة صارمة‏،‏ وطالب التقرير طهران بانتهاج سياسة معتدلة،‏ ودعا أنصار إيران مثل حزب الله وحركة حماس إلى اتباع النهج نفسه‏.‏

ومن جانبه،‏ أكد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن جميع الخيارات لا تزال مفتوحة إذا فشل الحوار الدبلوماسى الأمريكى مع إيران فى وقف برنامجها النووى،‏ وذلك فى إشارة إلى إمكان استخدام القوة العسكرية،‏ وقال بيريز ـ فى كلمة أمام مسئولين ودبلوماسيين يهود فى نيويورك ـ إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرك أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيكون خطرا على العالم أجمع‏.

وعلى صعيد آخر،‏ اعتبرت وكالة أنباء نوفوستى الروسية‏،‏ أن فرص الرئيس الإيرانى الحالى محمود أحمدى نجاد للاحتفاظ بمنصبه الرئاسى فى الانتخابات المقررة فى يونيو المقبل تتراجع أمام منافسه الرئيسى مير حسين موسوى،‏ وأضافت أن نجاد،‏ الذى استشعر خطورة وضعه الراهن وتراجع فرصه الانتخابية،‏ عدل عن جولة كان من المقرر أن يقوم بها فى أمريكا اللاتينية مفضلا البقاء فى بلاده‏.

ونقلت الوكالة عن محللين متخصصين فى الشأن الإيرانى قولهم إن حسم المعركة سيعتمد على تأييد مرشد الثورة الإسلامية على خامنئى لمرشح بعينه‏.‏








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة