ليست أزمة واحدة بل ست أزمات تهدد مستقبل صناعة الطوب فى مصانع الطوب بأطفيح والصف بحلوان، حيث يأتى نقص المياه والخدمات الصحية والأمنية والمرورية فى المقدمة، ثم تأتى وسائل الاتصال ومواجهة الحرائق رغم أن هذه المنطقة هى الأولى على مستوى الجمهورية فى تصنيع الطوب الأحمر، حيث تنتج حوالى 50 مليون طوبة يومياً عبر وجود 600 مصنع لصناعة الطوب الأحمر.
فالأزمة الأولى تتمثل فى شراء مياه الشرب عن طريق براميل محملة فوق سيارات نصف نقل من مدينة التبين و15 مايو، ويتكلف المصنع ما يقرب من 4500 جنيه شهرياً نظير شراء وتوصيل المياه وفى بعض الأحيان يكون المصنع بلا نقطة مياه واحدة، وقد انتشر الكثير من الأمراض الجلدية بين العمال نظراً لعدم وجود مياه للاستخدام الشخصى وعند عدم توفر مياه الشرب داخل المصنع يقوم العمال بترك المصنع والاتجاه لمصنع آخر للعمل به حتى يتم توفير المياه، أما عن المياه المستخدمة فى التصنيع فيتم الحصول عليها عن طريق حفر آبار جوفية، أيضا لا يوجد وحدة إسعاف داخل المنطقة ولا سيارة أسعاف وأقرب مستشفى هو مستشفى الصف المركزى ويبعد حوالى 8 كيلو مترات عن أقرب مصنع ويستغرق الوصول إلى المستشفى حوالى ساعة على أقل تقدير، نظراً لوعورة الطريق وازدحامه الشديد مما يزيد من الإصابات أثناء نقل المصاب.
كما لا يوجد أى سيارة شرطة تابعة لأى قسم أو نقطة شرطة تزور المنطقة، مما ساعد على انتشار ظاهرة البلطجة و(التثبيت) للأفراد والسيارات وأخذ كل متعلقاتهم والأموال التى معهم، لأنهم يعلمون أن كل سيارة بداخلها مبالغ مالية كبيرة لسداد قيمة الطوب ومن لا يدفع كل ما معه فلن يمر.
فى حين يتجنب أصحاب المصانع المرور فى الطريق الممهد نظراً لارتفاع سعر الرسوم وتصل نسبة التحصيل إلى 5 جنيهات للملاكى و20 لسيارات النصف نقل و40 جنيهاً للسيارات الثقيلة، مع العلم أن الطرق الأخرى التى ذكرناها تؤثر بالسلب على حالة السيارات مما يجعل فترة تشغيلها أقل كثيراً، بالإضافة إلى أنه لا يوجد هناك أى خط تليفون أرضى داخل هذه المنطقة، مما يؤثر بالسلب على التواصل مع الموردين والمشترين والإبلاغ عن حالات السرقة والإصابات والحرائق، وقد تم تركيب بعض الخطوط، ولكن للغياب الأمنى تم سرقة هذه الكابلات ولم يتم تأمينها، وبالتالى فالمنطقة محرومة من أى خط تليفون أرضى واحد.
تم توصيل خطوط هوائية لمد هذه المصانع بالكهرباء، ولكن كثيراً ما تنقطع وخصوصاً فى فترة الشتاء عند هطول الأمطار، مما تتسبب فى انقطاع الكهرباء عن المصانع مع العلم أن فى حالة انقطاع الكهرباء أثناء تشغيل الأفران يؤدى إلى إتلاف الطوب داخل الأفران، مما تتسبب فى تكبد خسائر كبيرة.
والأزمة الأخيرة تتمثل فى استخدام قش الأرز والخيش فى عملية التصنيع، وكثيراً ما تحدث حرائق داخل المصانع، ويقوم العمال بإخمادها ويستغرقون وقتاً كبيراً وفى حالة عدم السيطرة على هذا الحريق فسيحدث ما لا يحمد عقباه، وتبعد المطافئ حوالى 10 كيلو مترات ويستغرق الوصول إلى المصانع ما يقرب من ساعة تقريباً.
استغاثة من أصحاب المصانع للمحافظ..
6 أزمات تهدد مستقبل صناعة الطوب بحلوان
الأربعاء، 13 مايو 2009 12:05 م