"نيويورك تايمز" تتوقع فشل لقاء أوباما ونتانياهو بواشنطن

الثلاثاء، 12 مايو 2009 07:37 م
"نيويورك تايمز" تتوقع فشل لقاء أوباما ونتانياهو بواشنطن توقعات بفشل لقاء أوباما ونتانياهو
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الثلاثاء الضوء على زيارة رئيس وزراء إسرائيل الجديد بنامين نتانياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل فى 18 مايو، للقاء الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، فى ضوء سلسلة المقابلات مع زعماء إسرائيل وفلسطين ومصر للتباحث بشأن عملية سلام الشرق الأوسط المحتضرة.

تقول الافتتاحية إن أوباما قد أوضح أولويات زيارة نتانياهو إلى البيت الأبيض، حيث قال نائب الرئيس الأمريكى، جوزيف بايدن لنشطاء أمريكيين من أصل يهودى الأسبوع الماضى، إن الإدارة الأمريكية تريد من إسرائيل إظهار حسن نيتها إذا كانت ترغب فى سلام جاد مع الفلسطينيين عن طريق العمل على حل الدولتين، وإيقاف النشاط الاستيطانى المتصاعد فى الضفة الغربية، وإزالة الحواجز غير الضرورية بين المدن والقرى الفلسطينية. إسرائيل كذلك يجب أن تمنح الفلسطينيين مزيدا من المسؤولية عن الأمن إلى درجة تسمح لهم بمكافحة المتطرفين وتثبيط التحريض ضد إسرائيل.

وترى الصحيفة إن هذه الشروط، إن جاز القول، ليست جديدة بالنسبة لنتانياهو، نظراً لترويج الرئيس الأمريكى ومساعديه لهذه الشروط طيلة الأسابيع الماضية، ولكنها لم تلاق سوى أذان صماء من القيادة الإسرائيلية التى استجابت بصورة غير مقنعة ولا كافية.

على الرغم من تأكيد نتانياهو فى عدد من المناسبات على رغبته فى تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأنه ملتزم بالجلوس إلى طاولة المفاوضات "دون أى تأخير أو شروط مسبقة"، إلا أن هذه التصريحات اتسمت بالخواء. ومن المعروف أن نتانياهو ووزير خارجيته، أفيجدور ليبرمان، شريكه فى حكومة الوحدة الوطنية، قد قاوما فكرة حل الدولتين، هذا الحل الذى سيضمن سلام المنطقة، الذى أيده أمس الاثنين مجلس الأمن المكون من 15 عضواً بالإجماع.

تقول الافتتاحية إن الاختلافات الأخرى تهدد لقاء الأسبوع المقبل بين الزعيمين الإسرائيلى والأمريكى، ومن بين هذه الاختلافات قرار أوباما بالتواصل مع إيران، مما أصاب إسرائيل بالقلق. ويحاول نتانياهو على ما يبدو التلميح بأن المفاوضات مع فلسطين لن تجدى نفعاً، كما حاول ربط جهود السلام بنجاح أوباما فى وضع نهاية لبرنامج طهران النووى.

لا أحد يختلف مع خطورة برنامج إيران النووى، وإيقافه أمر ذات أهمية قصوى، ولكن النهج الذى يتبناه أوباما الذى ينطوى على فرض عقوبات فى حال فشل المباحثات، نهجاً لا يخلو من المخاطر، ولكنه فى الوقت نفسه جدير بالمحاولة. نعم، قدرة إيران النووية تتحسن مع مرور الوقت، ولكن نتانياهو لا يجب أن يضيق الخناق على مبادرة الرئيس الأمريكى، الذى يجب أن يثبط أى حركة يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلى لقيادة إسرائيل أو دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى أخذ خطوة عسكرية غير ضرورية.

وتقول الصحيفة إن الموقف لا يحتمل تأخر أوباما، مثلما فعل نظيره السابق جورج بوش حيث أجل الانخراط فى القضية المتفاقمة فى الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين مما أثر بالسلب على المصالح الأمريكية فى أفغانستان وباكستان والعراق وإيران، وأعطى الفرصة للقاعدة والجماعات المتشددة الأخرى للاستغلال الأوضاع وقلبها ضد الولايات المتحدة. وهناك عقبات ضخمة فى طريق صناعة السلام، بينها العداء بين فتح العلمانية والحركة الإسلامية حماس. ولحسن الحظ الدول العربية مثل السعودية ومصر قد أبدت قلقها البالغ إزاء طهران، وهو الأمر الذى جمعهم مع إسرائيل من أجل مواجهة قضية مشتركة، إلا وهى دفع عملية السلام قدماً وكبح قوة إيران.

وترى الصحيفة أن نتانياهو، المعروف بكلامه المعسول ووعوده الكاذبة، ينبغى أن يفكر فى شىء أفضل من الوعود الغامضة لاستمالة أوباما، ففى حال وافق نتانياهو على وقف بناء المستوطنات، والتفاوض النهائى، حينها سيقوم أوباما بدفع القادة العرب الذين أيدوا مبادرة سلام عام 2002، إلى الاستجابة السريعة، ربما عن طريق بدء علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل. وتختم الصحيفة قائلة إن التشاؤم هو العرف السائد فى الشرق الأوسط، ولكن من يدرى قد يكون لهذه الخطوات الإيجابية شأنها فى تغيير قوانين اللعبة السياسية فى المنطقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة