أكد عدد من خبراء الشئون الإسرائيلية، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لمصر فشلت فى تحقيق أهدافها، وهى تسويق مشروع نتانياهو وحكومته اليمينية المتشددة بدولة يهودية واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، ورفض حل الدولتين الذى تصر عليه الإدارة المصرية والمجتمع الدولى.
وبينما أشار الخبراء إلى أن هدف زيارة نتانياهو تسويق الخطر الإيرانى فى المنطقة وإقامة جبهة موحدة فى الشرق الأوسط لمواجهته تضم ما يسمى بمعسكر الاعتدال، بالإضافة إلى إسرائيل وإقامة سلام مع سوريا، إلا أن مصر مع اقتناعها بالخطر الإيرانى أكدت أهمية نزع السلاح النووى الإسرائيلى الذى يهدد المنطقة.
هدف محدد لنتانياهو
الدكتور عماد جاد خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أكد أنه لا يوجد هدف محدد لنتانياهو من تلك الزيارة، فقد جاء بدعوة من الرئيس مبارك، وهى تعد وسيلة لتصفية توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب نتيجة تولى ليبرمان وزارة الخارجية، بالإضافة إلى أن تلك الزيارة يوجه بها رسالة إلى أوباما قبل زيارته فى 18 مايو الحالى بأنه مستعد للنقاش مع الدول العربية حول القضايا المختلفة وعدم وجود خلافات معهم.
كما أن الزيارة عادة تكون روتينية من جانب كل رئيس وزراء إسرائيلى جديد لتبادل وجهات النظر، وأوضح جاد أنها تكون دائماً من أجل بحث سبل حل كافة القضايا المختلفة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لكن الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يرى أن نتانياهو يريد تحويل الأنظار عن استئناف المفاوضات ورفضه لحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ومضى حكومته فى الاستيطان، ليكون الخطر الأساسى للجميع هو الخطر الإيرانى، والحصول على تأييد الدول المعتدلة وعلى رأسهم مصر والأردن والسعودية فى ذلك الشأن، ليزعم بأن كل تلك الدول العربية تتفق معه فى ذلك الشأن عند مقابلته لأوباما.
أساس حل الصراع
ويأتى كل ذلك، وفقاً لثابت، إلى جانب إزالة التوتر مع القاهرة بخصوص تصريحات ليبرمان السابقة مع التأكد من جدية الطرف المصرى فى مراقبة الأنفاق وتفجيرها على الحدود مع غزة التى تستخدم فى تهريب الأسلحة لحماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.
بينما أكد الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، أن هدف زيارة نتانياهو واضح وهو محاولة جمع المكاسب بإثبات وجود توافق مع الزعماء العرب، وأن أولويات المنطقة تختلف عن الأولويات التى وضعها أوباما، الذى يرى أن حل الدولتين هو أساس حل الصراع فى المنطقة وحل القضية الإيرانية عن طريق الحوار.
أشار غطاس إلى أن هناك خلافاً عميقاً مع مصر فى ذلك الشأن، لأن مصر ترى حل الخطر النووى الإيرانى عن طريق إخلاء المنطقة بالكامل من النشاط النووى وعلى رأسها إسرائيل، وتربط بين التقدم فى العلاقات والتسوية بتقدم مسار السلام وقيام الدولة الفلسطينية، وتلك المواقف المعلنة مما يؤكد فشل الاتفاق المصرى الإسرائيلى، والمتوقع أن ذلك سيتكرر فى الدول العربية المعتدلة الأخرى وعلى رأسهم الأردن التى تتبنى نفس المواقف.
تداعيات سيئة
ومن جانبه يؤكد الدكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ الدراسات السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر أعطت نتانياهو تذكرة مجانية للخروج من العزلة والحصار التى فرضتها حكومات الدول على إسرائيل جراء سياستها المنفرة بعد أن سقطت الأقنعة من على وجهها القبيح.
ويضيف ربيع، أن زيارة نتانياهو سيكون لها تداعيات سيئة على القضية الفلسطينية، فسيحدث تهويد للقضية وتسويف.
ويقول إنه فى الوقت الذى تستعد فيه الدول العربية لعمل موقف موحد وإبلاغه للأمم المتحدة تأتى مصر وتقوم بدعوة لإجهاض كل هذه المحاولات.
ويرى منير فخرى عبد النور سكرتير عام حزب الوفد، أن المتابع لما يكتب فى الصحف الإسرائيلية يجد أنه هناك حالة قلق كبير داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية من مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة، وخاصة بعد الإعلان عن زيارة أوباما لمصر، بالإضافة إلى أن زيارة نتانياهو قد تحمل رسالة لدول الشرق الأوسط كتخفيف حدة الخطابات المتطرفة التى يحملها بعض الوزراء إسرائيل أمثال ليبرمان مما يجعل زيارة نتانياهو بهدف طمأنة مصر والشرق الأوسط.
خبراء: زيارة نتانياهو فشلت فى تحقيق هدفها بإسقاط حل الدولتين
الإثنين، 11 مايو 2009 07:01 م