المدنيون معزولون وسط إطلاق النيران دون طعام وماء وعناية طبية..

"أطباء بلا حدود" توقف أنشطتها فى وادى سوات بباكستان

الإثنين، 11 مايو 2009 08:27 م
"أطباء بلا حدود" توقف أنشطتها فى وادى سوات بباكستان الأوضاع فى الإقليم تزداد سوءاً
كتبت أميرة عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" اضطرارها لإيقاف أنشطتها فى العناية الطبية الطارئة فى إقليم سوات غرب باكستان، وتقليل أنشطتها فى المناطق الأخرى المتأثرة بالصراع الحالى، وذلك نتيجة لتدهور الوضع الأمنى عموماً، بالإضافة إلى بعض المضايقات التى تعرض إليها موظفو المنظمة.
يذكر أن "أطباء بلا حدود" كانت هى المنظمة الإنسانية الدولية الوحيدة التى تقدم الخدمات المتنقلة بالإقليم والدعم الطبى لمستشفى مينغورا.

ومن جانبه قال بريس لوفين منسق عمليات المنظمة فى باكستان وأفغانستان من بروكسل "كان الباكستانيون يعيشون فى ظروف غاية فى الصعوبة يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة حتى قبل الهجمات الأخيرة. أما اليوم فيستحيل وصولهم إلى المستشفى والعيادات بسبب حظر التجوال وقطع الطرق وإطلاق النيران من جميع الجهات. فهم حقيقة معزولون وفى وضع يطغى عليه أقصى أنواع العنف. وفوق كل هذا يصعب على فرقنا الطبية أن تقدم إليهم أى مساعدة.

وأضاف أن إمكانية هروب الأفراد من هذا الصراع أصبحت شبه مستحيلة، فهم يقبعون فى منازلهم لا يستطيعون الخروج لشراء مستلزماتهم أو الحصول على الماء الصالح للشرب أو حتى لزيارة الطبيب فى حالة حاجتهم إلى ذلك.

ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" جميع الأطراف إلى احترام حقوق الجرحى المدنيين فى العلاج، وتوفير ظروف مناسبة تمكن موظفيها من مساعدة الجرحى دون التعرض لأعمال عنف أخرى أو تهديد أو وعيد. وأكد بيان المنظمة أنها تحتاج إلى استعدادات لإجلاء الجرحى إلى مستشفى سيدو شريف بعد إجراء الإسعافات الطبية العاجلة.
وأضاف لوفين، هذا الوضع غير محتمل وتبدل من سيئ إلى محبط ولا أمل فى تغييره، مشيراً إلى أن الأمور قد تصبح أسوأ مما هى عليه، وأن الأخطار تزداد بسرعة جنونية.


وأشار بيان المنظمة إلى أن مئات الآلاف من الأهالى يبحثون عن مأوى فى أجزاء أكثر أمنا فى باكستان. وفى كثير من الأحيان يبقون مع أقربائهم مضيفين أعباء أخرى على الموارد المحلية المحدودة، وخصوصا المتعلقة بالعناية الصحية، فيما يضطر بعضهم للعيش فى مخيمات عشوائية.

وتواصل "أطباء بلا حدود" فى منطقة الدير السفلى إمداد النازحين بالماء الصالح للشرب والخدمات الصحية الأساسية، كما تعد لاستقبال أعداد أخرى منهم فى "بيشاور" ضمنهم جرحى مدنيون لم يتمكنوا من الحصول على علاج فى مناطقهم. كما أن هناك فريقا آخر للمنظمة يتأهب لاستقبال كل من يحتاج إلى جراحة فى "دارغير".

يذكر أنه أثناء مرحلة حظر التجوال التى كانت مفروضة فى الفترة ما بين ديسمبر 2007 وديسمبر 2008 نقلت سيارات إسعاف تابعة للمنظمة حوالى 1300 جريح حرب وحالات طارئة أخرى من مناطق مختلفة فى إقليم سوات إلى مستشفى سيدو شريف ومستشفيات أخرى فى بيشاور وإسلام أباد. وفى سبتمبر 2008 عالج موظفو المنظمة ما يقارب 4000 مريض مصاب بالكوليرا أثناء فترة انتشار هذا المرض، إلا أن المنظمة تؤكد انعدام أى إمكانية للقيام بأى عمليات لإنقاذ الأرواح فى الوقت الحالى.

علماً بأن أنشطة المنظمة التى تتواصل فى المناطق الأخرى من باكستان فى بالوشيستان فى وكالة كورام وفى منطقة بيشاور لم تتأثر. حيث توجد ثلاث وحدات صحية للرعاية الأولية تتبع المنظمة فى أحياء بيشاور التى تستقبل أسر النازحين من الحرب. وتقدم فرق المنظمة الخدمات فى مخيم شارسادا، حيث وزعت مواد غير غذائية لأكثر من 30000 نازح فى
"بيشاور" و"شارسادا" و"ماردان" منذ أغسطس الماضى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة