نحن فى خطر.. بيوتنا وأعراضنا فى خطر..أمننا الاجتماعى وقيمنا وثوابتنا فى خطر..والسبب هو تلك الكاميرا اللعينة التى توجد فى الموبايل، والتى تدخل بيوتنا كالسرطان عن قصد أو دون قصد، وأصبح يحملها السفهاء والمراهقون والمرضى النفسيون..لا تتعجب إذا رأيت زوجتك أو ابنتك أو جارتك على النت أو شاشات الموبايل ..لا تتعجب إذا أتى عليك يوم وبقت فضيحتك بجلاجل دون أى ذنب اقترفته أنت أو اقترفته زوجتك أو ابنتك، ولكن بسبب هذه الكاميرا اللعينة التى تكشف العورات وتهتك الأعراض وتفضح المستور دون أن يلاحظها أحد.
ما دعانى إلى الكتابة عن هذه الكاميرا الخبيثة محاولاً تحذير الناس منها، هو تفشى ظاهرة فضائح الموبايل، والتى أصبحت تنتشر بصورة كبيرة على النت وخاصة على موبايلات الشباب والمراهقين التى تملأ معظمها بمقاطع وفيديوهات وكليبات جنسية فاضحة ..ليست لفتيات البلاى بوى، ولكن المؤسف أنها لفتيات عربيات..محجبات ومنقبات..مسلمات ومسيحيات..من المحيط إلى الخليج..تم تصويرهن فى أوضاع مخلة إما برغبتهن أو دون إرادتهن أو عن غفلة منهن.
المجتمع العربى أثبت أنه مجتمع تافه ..ليس على قدر المسئولية التى تمنح له فيكفى أن تدخل إلى شبكة الإنترنت لترى فضائح العرب وماذا فعلوا بأنفسهم وكيف استخدموا التكنولوجيا فى فضح أنفسهم والتشهير بسمعتهم وهتك أعراضهم بأيديهم، وهذا المريض النفسى يصور أخته وهى نائمة ..وهؤلاء يصورون ضحيتهم وهم يغتصبوها فلا يكفيهم ما فعلوه بها ولكنهم يصرون على تدميرها نهائياً والقضاء على ما تبقى لها من سمعة..وهذا يلتقط مشاهد لجارته وهى تبدل ملابسها دون أن تلاحظ..وهذا يصور حبيبته أو عشيقته فى لحظة ضعف منها..وهذا يصور إحداهن وهى ترقص فى أحد الأفراح دون أن تدرى.. وهذا يصور زميلته فى العمل..
هذا قليل من كثير فعلته هذه الكاميرا اللعينة بالمجتمع العربى عامة والمجتمع المصرى خاصة.. لقد حولت هذه الكاميرا كثيراً من النساء الفاضلات فى لحظة ودون أن يدرين إلى عاهرات على النت وعلى الموبايلات..لقد قضت على سمعة الكثيرات لمجرد أنهن غفلن عنها.. وأريد أن أزيدكم من الشعر بيتا وأخبركم بأن هذه الكاميرا أصبحت موجودة فى كل الأماكن الخاصة بالنساء، والتى تذهب إليها زوجتك وابنتك مثل الكوافير ومراكز التجميل ومحلات الملابس، والتى تدخل إليها الفتاة أو السيدة دون أن تدرى أنها من الممكن أن يصورها شخص مريض، وما هى إلا لحظات وتبث صورتها إلى العالم عن طريق الإنترنت ..فكاميرا الموبايل صغيرة جدا وخفية لا يستطيع أحد كشفها، كما أنها تستطيع التقاط أى صورة لأى شخص عن بعد دون أن يلاحظها أحد.
لابد أن نعى تماما أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، والمشكلة أنها وصلت إلى حد لا يستطيع أحد ضبطه وأود أن أخبر كل من يستخدم كاميرا الموبايل فى تصوير نفسه أو تصوير أفراد أسرته، أن هذه الكاميرا غير مأمونة تماما، فعن طريق الجرافيك يمكن تغيير محتويات الصور، وهو ما يهدد سمعة الفتيات والسيدات اللاتى يتم التقاط الصور لهن بواسطة كاميرا الموبايل، فإذا وقعت هذه الصورة للفتاة فى يد أى خبير فى مجال التصوير فبإمكانه عمل مونتاج للصورة بقص الوجه وتركيبه على جسد آخر فى وضع فاضح.
وأود ايضا أن أخبر كل من يتوهم بأنه إذا قام بمسح صورة أو مشهد من الموبايل الخاص به، فإن ذلك يزيل تماماً خطر أن يطلع الآخرون على خصوصياته فى حال فقدان أو بيع هذا الموبايل ..ولكن الحقيقة هى أن أجهزة الموبايل غير مأمونة فى حفظ الصور ومشاهد الفيديو، حيث يمكن استعادتها مرة أخرى، حتى وإن تم مسحها من على الجهاز عن طريق بعض الطرق الفنية والتقنية، والتى تمكن من استعادة أى صورة أو مشهد مخزن على الذاكرة.
لابد أن نحترز جميعا من كاميرا الموبايل..فلا مجال هنا لأى تهاون أو استهتار فهذه الكاميرا اللعينة قد تحطمك وتحطم أسرتك وسمعتك ومستقبلك فى لحظة..لابد أن نخاف منها ولا نخجل من خوفنا هذا وأن نعلنها بأننا لا نريد هذه التكنولوجيا الخبيثة مادامت ستهتك أعراضنا وتكشف سترنا بعدما حملها المراهقون والصبايا والسفهاء..كما لابد أن يأخذ الإعلام دوره فى تحذير الناس من خطر هذه الكاميرا وتوعيتهم بكيفية استخدامها، وأنها صنعت لتسجيل اللحظات الجميلة وتصوير المشاهد والمناظر الطبيعية أو التقاط حدثاً مهماً أو آية من آيات الله فى كونه..أما نحن فقد استخدمناها فى تصوير نسائنا فى غرف نومنا واستخدمها شبابنا فى التلصص على أعراض الناس واستخدمتها بناتنا المراهقات..
اخجلوا أيها السادة من أنفسكم قليلاً، ودعوا لرجولتكم العنان لتمنع هذه الكاميرا الفاضحة من دخول بيوتكم..فماذا سيحدث لو لم تدخل إلى حياتكم.
وادعوا كل القائمين على حماية مجتمعاتنا العربية وكل الإعلاميين والصحفيين إلى النظر بعين الاعتبار والجدية إلى هذه الظاهرة المخيفة، وأطالب بتقنين استخدام هذه الموبايلات المزودة بكاميرا لأنها خطر على أمننا القومى والاجتماعى ..فنحن لا نرى فى أى مكان فى العالم مثل هذه الهوجة العشوائية من استخدام الموبايلات إلا فى مجتمعنا العربى، وكأن شركات الموبايل لا تنتج إلا لنا .. وأطالب أيضا بتفعيل قانون انتهاك الحرية الشخصية، فعلى حد علمى أن التقاط هذه الأفلام والصور ونشرها بهذه الطريقة يعد جريمة هتك عرض بالإكراه وعقوبتها السجن.
لا تتردوا لحظة أيها السادة فى اتخاذ أى موقف صارم تجاه هذه الكاميرا، وكل من يستخدمها فى مآرب دنيئة وسافلة تهدد شرف أمة بأكملها وتذكروا جيدا بأنه ليس هناك أحد بمنأى عن خطرها، ومن يتهاون فى ذلك فلا يندهش إذا رأى زوجته أو ابنته ولأى سبب فى وضع مخجل ومؤسف على شاشات الموبايل وعلى مواقع الإنترنت وساعتها لا يلومن إلا نفسه.
