وفى الأول من مايو من كل عام تمتلئ شوارع وميادين العالم بالوقفات الاحتجاجية احتفالا بعيد العمال العالمى، لتتحول لمواجهات بين قوى اليسار والشيوعية والقوى الليبرالية واليمينية وقوات الشرطة، لتنتهى فى الغالب بإلقاء القبض على المئات وإصابة العشرات.. وبالفعل هذا ما شهده العالم اليوم بمختلف عواصمه..
ففى روسيا، اليوم، أوقفت الشرطة الروسية أكثر من مائة من أنصار اليمين المتطرف وناشطين مناهضين للمهاجرين، حاولوا التظاهر فى سان بطرسبرج ثانى كبرى المدن الروسية، فى حين شهدت عدة مدن روسية تظاهرات بمناسبة إحياء عيد العمال.
ولم تخل المظاهرات من اللافتات، كالتى تقول "يجب أن يكون اللصوص فى السجن وليس فى الكرملين".. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس إنه تم توقيف 120 شخصا فى حوزتهم أسلحة بيضاء وقبضات أمريكية. كما نظمت مجموعات من المعارضة الليبرالية تظاهرات صغيرة فى موسكو لألفى شخص رافعين صور لينين، وتجمعوا عند تمثال كارل ماركس ملوحين بلافتات وأعلام سوفيتية، وهم ينشدون أناشيد شيوعية.
وكتب على اللافتات "الاقتصاد لملايين الناس وليس لأصحاب المليارات" و"الاشتراكية هى الحل للأزمة". وسان بطرسبرج هى إحدى مدن البلاد التى انطلقت منها الثورة البلشفية فى 1917، واتهم أحد المتظاهرين السلطات بأنها فقدت مصداقيتها بالكامل.
وفى المكسيك.. أنفلونزا الخنازير جعلت المكسيكيين يلزمون بيوتهم فى عيد العمال، بسبب تحذيرات منظمة الصحة العالمية من وباء وشيك، ولأول مرة كانت ساحة "زوكالو" فى وسط مكسيكو خالية من آلاف الأشخاص الذين اعتادوا تنظيم مسيرات فى هذه المناسبة.
أما فى ألمانيا.. فأكدت الجهات الأمنية أنه تم توقيف 49 شخصا إثر مواجهات تقليدية بين متظاهرين وعناصر الشرطة، أمس، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، وأكد متحدث باسم الشرطة إصابة 30 شرطيا بجروح طفيفة.
كان شبان متظاهرون قد ألقوا مساء أمس زجاجات وحجارة على عناصر الشرطة فى حى "فريدريكهاين" فى برلين. ومن جانبها، أعلنت تشكيلات أقصى اليسار أنها تعتزم القيام باستعراض قوة فى الأول من مايو 2009، ونشرت الشرطة نحو خمسة آلاف من عناصرها فى برلين، كما جرت مواجهات مماثلة فى هامبورج، دون إصابات، بحسب مصادر الشرطة.
وفى الفلبين.. خرج آلاف العمال اليوم، الجمعة، إلى شوارع العاصمة مانيلا لمطالبة الحكومة بحماية وظائفهم التى أصبحت على المحك بسبب الأزمة المالية العالمية. وذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن المتظاهرين نددوا بعقود العمل قصيرة الأجل، ودعوا إلى تحسين أوضاع العمال فى البلاد. وجاءت هذه المظاهرة بمناسبة إحياء اليوم العالمى للعمال.
وفى تركيا.. استخدمت قوات شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لفض تجمعات العمال والتخلص من الاشتباكات مع المحتجين فى عيد العمال باسطنبول، اليوم، بعد أن رشق تجمعات من الشباب الشرطة بالحجارة وزجاجات "المولوتوف" الحارقة وحطموا واجهات بنوك ومحلات سوبر ماركت، فأطلقت الشرطة طلقات تحذيرية وغاز الفلفل لتفريق جماعات المحتجين الملثمين. وسمحت الشرطة لآلاف من أعضاء اتحاد العمال بالمرور عبر نقاط تفتيش إلى الميدان حيث ألقى قياديون بالاتحاد كلمات أمام الحشد لكنهم تركوا المتظاهرين يرحلون فيما بعد.
وأغلقت المكاتب الحكومية وأسواق المال اليوم الجمعة بمناسبة عيد العمال انصياعا لضغط من الاتحادات العمالية، فى وقت يشهد مشاكل اقتصادية كبيرة وبطالة بمعدل قياسى. وفى اليونان.. أطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فى عيد العمال، الذين أحرقوا سيارة واحدة على الأقل فى شوارع وسط أثينا اليوم. وأكد مسئول بالشرطة أنها مجموعة من 300 شخص بكلية الفنون فى أثينا.
الاشتباكات اندلعت مع من يصفون أنفسهم بأنهم "فوضويون" بعد أن خرج أكثر من ستة آلاف فى مسيرة سلمية بالعاصمة اليونانية فى إطار الاجتماعات الحاشدة التقليدية التى تعقد بمناسبة عيد العمال، ولم تسفر الاشتباكات عن سقوط جرحى كما لم تقم الشرطة باعتقالات.









