التايمز ترصد احتجاجات المسيحيين لإعدام الخنازير

قالت صحيفة التايمز إن مئات المزارعين المسيحيين المصريين الفقراء يقومون باحتجاجات غاضبة، بعد أن صدرت أوامر من السلطات المصرية بذبح مئات الآلاف من الخنازير للمساعدة فى الحماية من أنفلونزا الخنازير، وهو القرار الذى وصفه أحد كبار خبراء التغذية بالأمم المتحدة بالخطأ الحقيقى.

وأضافت أن مصر أكبر دول العالم من حيث الكثافة السكانية، تضررت بشدة من جراء انتشار فيروس أنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" فى السنوات الأخيرة، لذا فإن إعدام ما يصل إلى 400 ألف خنزير، يهدف إلى تهدئة المخاوف من خطر الوباء. وأشارت الصحيفة إلى قيام جامعى القمامة من المسيحيين الذين يعتمدون على تربية الخنازير لكسب قوتهم، بإغلاق الشوارع وإلقاء سيارات وزارة الصحة بالحجارة لمنعهم من تنفيذ قرار الإعدام.

وقال جرجس فارس، أحد المربين، للصحيفة "نحن نذكر الرئيس مبارك بأن جميعنا مصريون، فأين يريدنا الرئيس أن نذهب؟". وأضاف "نحن أفراد غير متعلمين، نعيش فقط على قدر يومنا وإذا ما تم ذبح الخنازير دون تعويضنا عن ثمنها فمن أين سنعيش؟". وكان وزير الصحة حاتم الجبلى قد أعلن قرارا بإعدام الخنازير عقب اجتماع مع الرئيس مبارك، أمس، الأربعاء. وبينما قال مسئولون إن المزارعين سيتم تعويضهم عن كل خنزير بـ 1000 جنيه مصرى، إلا أن أحداً لا يثق فى إمكانية الحصول على هذه التعويضات.

ونقلت الصحيفة عن عادل إسحاق، أحد مربى الخنازير من القمامة التى يجمعها من منشية ناصر، قوله إن الخنازير بصحة جيدة ولا يوجد بها أى أمراض، فهى "رأس مالنا الذى نكسب منه قوتنا اليومى". وتساءل فى يأس: "ما الفائدة من التعويضات فهى لن تساعدنا على العيش سوى لعدة أشهر فماذا سنفعل بعد ذلك؟". وأوضح إسحاق أنهم يستقبلون يوميا 6 آلاف طن من المخلفات العضوية "القمامة" التى يتغذى عليها الخنازير، فإذا ما أعدمت تلك الخنازير فلن يجدوا مكانا للتخلص من هذه المخلفات.

وذكرت الصحيفة أن منظمة الصحة العالمية قد أكدت عدة مرات أنه على الرغم من أن الفيروس المتحور حديثا "إتش 5 إن 1" لا يوجد فى الخنازير، إلا أن الحيوانات يمكن أن تكون الحامل أو الوسيط الذى يتحور فيه الفيروس لينتج سلالات جديدة، لذا فإن أكل لحم الخنازير آمن تماما ولا يؤدى إلى الإصابة بالمرض.

وأدان جوزيف دومينيك ، رئيس دائرة الصحة البيطرية لدى مكتب الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فى روما القرار المصرى بإعدام جميع الخنازير، واصفا إياه بالخطأ الحقيقى، وقال إنه لا يوجد سبب لإعدام الحيوانات فهى ليست إنفلونزا تصيب الخنازير ولكنها تصيب الإنسان.

ولم تشهد مصر حتى الآن حالات مؤكدة من أنفلونزا الخنازير، إلا أن الخبراء الحكوميين يخشون من تحول المرض إلى وباء ينتشر سريعا فى البلاد، خاصة أن أغلبية الـ 80 مليون مصرى يعيشون فى وادى النيل المتكدس بالسكان والكثيرين فى أحياء فقيرة داخل وحول القاهرة.