تبدأ محكمة جنايات شمال القاهره غدا السبت، نظر أولى جلسات محاكمة المهندس شريف كمال الدين (56 سنة) المتهم بقتل جميع أفراد أسرته فى شقته، بمنطقة النزهة بمصر الجديدة، باستخدام "بلطة" حديدية، قبل أن يقطع شريان يده اليمنى.
وتحدد لنظر القضية الدائرة الخامسة بمحكمة شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت.
ترجع وقائع القضية إلى 15 يناير الماضى، بقيام المتهم بإحضار "بلطة" فى الساعه الثانية فجرا بعد نوم أفراد أسرته داخل منزله بالنزهة، وقام بضرب عنق زوجته عبلة يحيى طنطاوى (53 عاما) أثناء نومها، مما أدى إلى وفاتها دون مقاومة، ثم توجه إلى غرفة ابنته داليا (25 عاما) مدرسة باليه، وانهال عليها ضربا بنفس البلطة على رأسها، مما أدى إلى تهشم جمجمتها ووفاتها على الفور، ثم توجه إلى غرفة ابنه وسام (28 عاما) مهندس، ولكنه فوجئ بالمجنى عليه مستيقظا داخل غرفته فسارع بضربه على رأسه بالبلطة وقاومه الابن، إلا أن المتهم صمم على قتله.
وبعد أن انتهى من قتل جميع أفراد أسرته عاد إلى غرفة نوم زوجته وكتب على مرآة الغرفة بالدم "تحيا البورصة وتحيا أمريكا"، ثم قام بقطع أحد شرايين يده بقصد الانتحار.
وأثناء استجوابه، قال المتهم إنه عندما قام بارتكاب الجريمة بدأ بزوجته أولا، حيث دخل إلى غرفتها وكانت نائمة، ووقف إلى جوار سريرها، وضربها بقوة على رقبتها بالبلطة، مما أدى إلى اندفاع نافورة من الدماء أغرقت ملابسه والغرفة، وخرج من غرفة الزوجة إلى غرفة ابنته، وكانت الدماء تتساقط من يده على أرض الصالة، دخل إلى غرفة الابنة، التى كانت مغطاة ببطانية "ولحاف" وبنفس الطريقة هوى على رأسها ببلطته، ثم توجه إلى غرفة الابن الذى لم يكن قد غاب فى النوم تماماً، فأحس بحركة فى غرفته، ووجد والده أمامه، لكنه لم ينتبه تماماً إلى ما يحمله فى يده، حاول القيام من سريره ليتحدث معه، لكن الأب عاجله وضربه بالبلطة على رأسه فوقع الابن على الأرض وحاول أن يقوم من مكانه ليصد ضربة أبيه، إلا أن الأب عاجله بضربه بسكين فى يده ورقبته ثم غطاه ببطانيته وخرج من الغرفة، وجلس فى الصالة على كرسى يشاهد التليفزيون، بعد أن غطت الدماء الكرسى، وما هى إلا لحظات حتى قرر أن يلحق بعائلته التى أنهى بنفسه حياتها، قام بقطع شرايين يده اليمنى وشرايين كاحل رجله اليمنى، ثم دخل مسرعاً إلى غرفته ونام إلى جوار جثة زوجته عشر ساعات كاملة حتى الثانية من ظهر اليوم التالى.
وأضافت التحقيقات أنه فى اليوم التالى ذهب علاء يحيى طنطاوى شقيق الزوجة إلى منزل شقيقته وطرق الباب لم يجبه أحد، فاتصل على هواتف شقيقته وابنيها وزوجها ولكن بلا مجيب، فشعر بالقلق، نزل إلى الشارع واصطحب حارس العقار واثنين من الجيران وصعد إلى الشقة وأخذ يضرب باب الشقة حتى انكسر الباب، ودخل إلى الشقة ففوجئ بالدماء فى كل مكان.
فأسرع إلى غرفة شقيقته ففوجئ بالدماء تغطيها ووزوجها يرقدان إلى جوار بعضهما على السرير وبلطة مغطاة بالدماء ملقاة على الأرض، أسرع إلى غرفة ابنى شقيقته فوجدهما فى نفس الحال، اتصل بالإسعاف التى حضرت وقامت برفع الجثث الثلاث، نقل الزوج الذى اكتشف أنه لازال على قيد الحياة إلى المستشفى وتم انتداب نيابة حوادث شرق القاهرة لمباشرة التحقيق التى صرحت بدفن جثث الضحايا، وانتقلت النيابة لمعاينة مسرح الجريمة بإشراف المستشار محمد رمزى، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة.
واستمعت النيابة إلى أقوال رئيس المباحث الذى قال فى التحقيقات إنه فور علمه بالحادث توجه إلى مستشفى هليوبوليس وتمكن من استجواب الزوج الذى أخبره أنه قتل زوجته وابنه وابنته لخوفه على مستقبلهم لمروره بضائقة مادية وحالة نفسية سيئة وإحباط شديد، فور علمه بخسارته مبلغ 2 مليون جنيه، فراودته فكرة التخلص من حياته وزوجته وأولاده ليريحهم من حياتهم، وحتى لا يغرقون فى ديونه وتم التحفظ على الزوج فى المستشفى، وبعد انتهاء التحقيقات فى القضية تم إحالتها إلى المستشار عادل اندراوس رئيس محكمة الاستئناف الذى حدد جلسة الغد لبدء أولى جلسات محاكمة متهم "مذبحة النزهة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة