أعرف تماما لو كان الشاعر الغنائى الكبير الراحل أحمد شفيق كامل يعيش بيننا لكان أكثر الناس حزنا على قيام إسرائيل بإطلاق اسم أغنيته الشهيرة «إنت عمرى» على أحد شوارع «نفيه إيلان» بالقرب من مدينة القدس المحتلة، والذى من اللجنة المحلية الإسرائيلية المختصة بأسماء الشوارع.
أعرف من باب اقترابى بالشاعر الراحل منذ عام 1995 وحتى رحيله فى شهر سبتمبر من العام الماضى، أن إسرائيل ظلت فى كيانه العدو الأول، الذى يجب أن توجه إليه مدافع الشعر، ومن هذه القناعة استجاب لإلهام الشعر أثناء الانتفاضة الفلسطينية المسلحة التى اندلعت عام 2000، وذلك بعد اعتزاله لأكثر من عشرين عاما، فكتب قصيدة «يوم القيامة قام» وراجعتها معه كلمة كلمة، وحملتها بنفسى إلى الشقيقة جريدة «العربى» لنشرها على صفحة كاملة، يومها قال لى: «فلسطين وحدها هى التى أجبرتنى على العودة، ومستعد أعملها فى أى وقت عشان فلسطين»، إسرائيل أيضا هى التى دفعته لتأليف أغنيته الخالدة «خلى السلاح صاحى» التى قدمها عبدالحليم حافظ من ألحان كمال الطويل عقب قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى حرب أكتوبر عام 1973، كانت «خلى السلاح صاحى» واحدة من أغنيات وطنية خالدة ألفها، وقدمها عبدالحليم حافظ فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وبالتوازى كانت «إنت عمرى» افتتاحية لمجال تعاون مع أم كلثوم، شملت «أمل حياتى»، و«الحب كله»، و«ليلة حب»، وضعت هذه الأغنيات أحمد شفيق كامل فى مصاف كبار شعراء الأغنية فى القرن الماضى، لكنه فى لحظة ما اختار الاعتزال، وتلك قصة تستحق أن تروى كما عرفتها منه، وأبطالها كانوا ثلاثة من كبار الدعاة هم الشيخ محمد متولى الشعراوى، والشيخ عبدالحميد كشك، والشيخ ياسين رشدى.
رحل أحمد شفيق كامل فى سبتمبر من العام الماضى، وهو على عهده، يكره إسرائيل، ويحب جمال عبدالناصر والعروبة، ويحب محمد عبدالوهاب، والدعاة الثلاثة الشعراوى، وكشك، ورشدى.
كان صالون منزله تتزين جدرانه بهذه الشخصيات الخمس، والملفت فيها أن الشعراوى كان ببدلة وليس بزيه المعتاد «جلباب وعباءة»، وحين ذهبت إليه أول مرة لاحظ اهتمامى بالصور، سألته:«الأضداد يتجاورون»، علق: «رحمهم الله، هم عند ربهم والله وحده أعلم بالنوايا».
كان جمال عبدالناصر هو الحاضر الدائم فى كل أحاديث أحمد شفيق كامل معى، فمن عنده تأتى أغنية «إنت عمرى» بكل ما فيها من رومانسية حالمة، ومن عنده يأتى الحديث عن أغانيه الوطنية، ومن عنده أيضا يأتى الحديث عن الدعاة الثلاثة.
تدخل عبدالناصر من أجل لقاء يجمع أم كلثوم وعبدالوهاب فكانت أغنية «إنت عمرى» ويحكى سامى شرف مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مقدمات هذا اللقاء، باستقباله الموسيقار محمد عبدالوهاب فى مكتبه برئاسة الجمهورية شاكيا له أحد المسئولين الكبار السابقين والذى توجه إلى عبدالوهاب فى منزله، طالبا منه الحصول على شرائط لألحان نادرة، وأخرى بدأ فيها عبدالوهاب ولم يستكملها، وقال المسئول لعبدالوهاب إنه سيستمع إليها ثم يعيدها إليه، لكنه لم يف بوعده وظل يماطل فى استرجاع هذه الكنوز النادرة، رفع سامى شرف شكوى الموسيقار الكبير إلى جمال عبدالناصر، فاستدعى المسئول السابق ومعه المقتنيات النادرة، وأعادها إلى عبدالوهاب، ومعها رسالة شفهية من عبد الناصر: «متى سنرى لقاء فنيا بينك وبين أم كلثوم؟»، دارت أحداث هذه القصة عام 1963، وبعدها بعام وفى احتفال عيد العلم كان تكريم أم كلثوم وعبدالوهاب من عبدالناصر، فسأل عبدالناصر الاثنين: «متى سنرى لقاء فنيا بينكما؟»، لتبدأ العجلة فى الدوران.
كانت كلمات «إنت عمرى» عند عبدالوهاب، أعطاها له أحمد شفيق كامل ليغنيها بنفسه، كان شفيق كما يقول: «عشت وهابيا فى الغناء، عبدالوهاب هو أجمل صوت بشرى سمعته فى حياتى، وأنا صغير وعدنى والدى بخمسة جنيهات لو نجحت بتفوق فى الابتدائية، وسألنى ماذا ستفعل بها، قلت له سأشترى عبدالوهاب، كنت أظنه بلبلا،كروانا، شيئا جميلا يمكن أن أشتريه»، يضيف شفيق: «عبد الوهاب كان من مزاياه التى لا تقل عن موهبته فى الغناء والتلحين امتلاكه لشىء أسميه «رادار الكلام»، كان فى مرحلة من حياته يمر بظروف شخصية صعبة، ويصطحبنى معه إلى السينما، ولاحظت فيه أنه كلما جاءت كلمة جميلة ومعبرة فى حوار الفيلم، وقبل أن يشعر بها أى مشاهد ينطق هو: «الله»، وأنا كلما كنت أبدأ فى تأليف أغنية جديدة، أجرى على التليفون لأقرأ له، ثم أحكم على ما أكتب من رد فعله، إذا استمعت منه إلى: «الله» أستكمل مهمتى، وبقيت على هذا الأمر طوال فترة تأليفى، وفى أغنية «إنت عمرى» قال بعد المقطع الأول: «الله.. ملينى يا أحمد الكلمات»، كان من عادة عبدالوهاب كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» على الورقة التى فيها أشعار الأغنية التى يعتزم تلحينها فقط، ثم يبدأ فى كتابة اللحن، وفعل ذلك مع «إنت عمرى»، على أساس أنه سيغنيها هو، ويوجد عندى تسجيل بصوته، يختلف جذريا عن اللحن الذى قدمته أم كلثوم.
لم تكن أم كلثوم فى الصورة نهائيا، حتى طلب عبدالناصر التعاون، فأخرج عبدالوهاب الكلمات من دولابه، وبدأت اللقاءات فى فيلا أم كلثوم التى طلبت تغيير مطلع الأغنية: «شوقونى عينيك»، وكاد هذا المطلب يفسد اللقاء، لكنه انتهى إلى ما نستمع إليه الآن: «رجعونى عينيك لأيامى اللى راحت»، يرى شفيق أنه لولا مطلب عبدالناصر ما كان التعاون بين القطبين، فكلاهما ظل ينظر إلى بعضهما بعين الشك والريبة، عبدالوهاب كان زعيما وأم كلثوم كذلك، وتصور الاثنان أن التعاون بينهما سيسحب منهما ولن يضيف.
سألت أحمد شفيق كامل: «ما الذى ساهمت به «إنت عمرى» فى الغناء الكلثومى خاصة، والعربى عامة؟»، فأجاب: «كان رياض السنباطى يحتكر صوت أم كلثوم حتى جاء عبدالوهاب فأعطاها الشباب، والشاعر الراحل صلاح جاهين أفضل من عبر عن هذه الحالة، وذلك حين رسمها فى الأهرام وهى تنط الحبل، أيضا كان عبدالحليم حافظ هو المسيطر على الشباب بأغانيه القصيرة والسريعة، ولما جاءت «إنت عمرى» وضع عبدالوهاب جمهور عبدالحليم فى علبة، وأهداها إلى أم كلثوم، أمدنى شفيق بقصاصات ورق يحتفظ بها عن ردود الفعل على الأغنية، كان أبرزها رأى للمفكر الكبير عباس محمود العقاد يقول فيها: «كلماتها ولحنها وأداؤها كفلت لها النجاح... إن أم كلثوم سبقت فيها نفسها، وجلا الملحن صوتها بعبقرية فذة، أما الكلمات فهى فى مجالها لا تقل عن مستوى اللحن أو الأداء، وما قيل من أم كلثوم أنها قد غيرت بعض الألفاظ فإن التغيير كان إلى الأجمل وإلى الأحسن، فكلمة «رجعونى» مثلا أقوى من «شوفونى»، لأنها شوق وعمل.
قدم شفيق لأم كلثوم بعد «إنت عمرى» أغنيات «أمل حياتى» و«ليلة حب» ألحان عبدالوهاب، و«الحب كله» لبليغ حمدى، فيما بدا أنه خصص العاطفى لأم كلثوم، وقبلها بدأ تخصصه فى الوطنى بحنجرة عبدالحليم، كان عبدالحليم كما يشير شفيق هو منطقة الصدق فى هذه الأغانى: «كان زى ما بيقول كامل الشناوى لا يصدقه أحد إلا إذا غنى..متكامل فى أحاسيسه وهذا ما جعله صوت الثورة، لما أسمع كلامى اللى كتبته له، كأنى أسمعه أول مرة، عبدالحليم يغنى الوطنى تصدقه يغنى العاطفى تصدقه، الموال تصدقه، إنسان تربى يتيما، شرخ الألم اللى موجود فى صوته كان من تأثير تربيته».
قسمة شفيق فى جعل العاطفى لأم كلثوم والوطنى لعبد الحليم انكسرت مرة واحدة حين كتب لأم كلثوم أغنية وحيدة من ألحان رياض السنباطى: «بسم مين يا خارجين على الشعب.. بسم مين» وكانت عام 1961 بعد ساعات من إعلان انفصال سوريا عن مصر وفشل تجربة الوحدة التى قامت عام 1958. أذيعت الأغنية حسب قوله يوما واحدا، وتم منعها بعد ذلك هى وأغنيات أخرى بقرار من عبدالناصر لأنه رأى فيها تحريضا ضد سوريا.
هذا الزخم من العطاء الشعرى الغنائى فى المجالين العاطفى والوطنى، خرج من قلبهما قصة اعتزال أحمد شفيق كامل، وأعود هنا إلى الصور المعلقة على جدران صالون منزله فى شارع القصر العينى، طلبت منه أن أعرف قصة الدعاة الثلاثة معه «الشعراوى وكشك وياسين رشدى»، فجاء كلامه:
«عرفت الشيخ الشعراوى، قبل ظهوره إعلاميا على أيدى الإعلامى أحمد فراج، كان يعمل فى جدة بالسعودية أستاذا فى جامعة الملك عبدالعزيز، وكنت أنا وزيرا مفوضا فى السلك الدبلوماسى، وتوطدت العلاقة بيننا، ولم يكن يعرف اننى مؤلف أغنية «انت عمرى»، وحين عرف ضحك كثيرا. استمرت العلاقة هنا فى مصر وكنا نتزاور عائليا، وعلى نفس المقعد الذى تجلس عليه كان يأتى، نتبادل الحديث والمشورة، وقبل أن أخرج إلى المعاش بفترة، وبالتحديد فى عام 1983 قال لى: «إيه رأيك يا أحمد انت غنيت للدنيا كتير، وسيبك من كده واعمل للى انت رايح له»، يضيف شفيق: كنت مستعدا، وشوف كمان لما تستقبل الكلام ده من رجل دين أنت تحبه».
هزمت نصيحة الشعراوى إلهام الشعر عند شفيق قائلا: «كتبت أغنية عاطفية وأنا فى آخر خدمتى فى إسطنبول بتركيا، وكالعادة أسمعتها لعبد الوهاب فقال لى: «الحق ابعتها لى فى الحقيبة الدبلوماسية»، وهو ماحدث بالفعل، ثم أبلغت الشعراوى بها، فقال لى: «بلاش يا أحمد، انت نويت وخلى نيتك تمشى»، وتصادف أن عبدالوهاب كان سيسافر لقضاء إجازته الصيفية فى أوروبا، وفى خطته أن يحمل معه الأغنية لتلحينها، لكنى توسلت إلى زوجته السيدة نهلة القدسى ألا تضعها فى الحقيبة، وتردها لى دون أن يشعر، وهو ما حدث بالفعل، ونجح مخططى، اقتناعا بما قاله لى الشيخ الشعراوى.
كان هناك من يقاوم رغبة شفيق فى هذه الخطوة فحسب قوله: «عبد الوهاب لم يوافق، وحاول إقناعى بالعودة لكنه استسلم فى النهاية، ولم يوافقنى أيضا صديقى الإعلامى الكبير أحمد سعيد الذى أتشاور معه دائما فى الكثير من أمورنا».
الوازع الدينى عند شفيق ظل قويا، فهو كما يقول كان دائم التردد أيضا على الشيخ شلتوت فى منزله بالضاهر فى الخمسينيات قبل أن يصبح شيخا للأزهر، وتعرف عليه عن طريق صديقه المطرب سعد عبدالوهاب ابن شقيق محمد عبدالوهاب، أضف إلى ذلك أنه كان يحتفظ فى بيته بشرائط نادرة لكبار مقرئى القرآن الكريم مثل الشيخ محمد رفعت والبهتيمى ومصطفى إسماعيل، والمنشاوى «الكبير» وغيرهم، ومن جانبى كنت أعرف أنه لا رد على التليفون، ولا زيارة إليه أوقات الصلاة، وفى أوقات العمرة يسافر إلى الأراضى المقدسة، ولما علم بمرض عضال أصابنى عام 2000، كان يتصل بى تليفونيا، وأردد وراءه الآية: «أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين» صدق الله العظيم، ويوصينى باستكمال الترديد 70 مرة.
من هذه الخلفية كنت أستمع إليه وهو يقص على قصته مع الشيخين عبدالحميد كشك وياسين رشدى، يضحك وأضحك معه على المواقف الطريفة فيها خاصة فى تأكيده أن الشيخ كشك كان «سميع» أغانى ممتاز، وبالذات لأغانى محمد عبدالوهاب، كان كشك ممن يندرجون تحت الدعاة المحرضين ضد رجال السياسة، من عبدالناصر إلى السادات، وتعاظمت موجته منذ السبعينيات وحتى التسعينيات. مسجده فى دير الملاك كان يأتيه الآلاف للاستماع إليه يوم الجمعة، وفى المحال التجارية كان صوته يلعلع للمارة والزبائن، وفى سيارات الميكروباص أدمن السائقون شرائطه، كان ظاهرة يجد فيها الناس تنفيسا عن عجزهم أمام ضيق الحال، وبقدر ما كان يهاجم السياسة والسياسيين، كان للفن والفنانين نصيب لا بأس به فى هجومه. سخر من أم كلثوم وعبدالحليم، عن الأولى ظل يردد: «شوفوا الست رجليها والقبر، وبتقول خدنى فى حنانك خدنى»، وعن عبد الحليم: «المدعو عبدالحليم حافظ هو المتهم الأول فى انحراف شباب مصر»، والمفارقة هنا أن الصداقة ستجمع بينه وبين الشاعر الذى كتب مقطع «خدنى فى حنانك خدنى» من أغنية «انت عمرى» وكتب لعبدالحليم أغانى وطنية، فكيف ولدت؟ وماذا شاهدت؟ يحكى شفيق:«عرفت هجومه الكاسح على أغنية «انت عمرى»، أثناء خدمتى فى التمثيل التجارى فى تركيا، وكان معى فى العمل صديق مستشار تصادف أنه صديق لكشك، وكان دائم الحديث معى عن هذه الصداقة، وتصادف أننى ذهبت لقضاء مناسك الحج، وقبل بدء الرحلة استمعت إلى الواعظ الدينى الخاص بها، وحدث خلاف فقهى بينى وبينه حول الحديث الشريف: «أى لحم نبت من الحرام النار أولى به»، وكنت أفهم أن المقصود به فى الحديث هو اللقيط، فقلت للواعظ: «وما ذنب اللقيط؟، ولم يجبنى بما يكفى ويقنعنى، فحملت الأمر إلى صديقى فى العمل وصديق الشيخ كشك فى نفس الوقت، وأوصيته أن يسأله، ولما حدثه رد كشك:«غريبة صاحبك بتاع إنت عمرى يسأل السؤال ده.. هو ماله ومال الكلام ده»، دافع صديقى عنى مؤكدا له أننى رجل متدين، وعن طريقه بدأ التعارف مع الشيخ وبدأت الصداقة.. كانت دماغه حجر اللى يجى فيها لازم ينفذه، أراد الرئيس السادات أن يأخذ معه هدنة بعد العديد من مرات اعتقاله، فأرسل زوجته السيدة جيهان للصلاة فى مسجده، وصورت الكاميرات، لكنه واصل الهجوم، فقلت له:«يا مولانا ليه كده زوجة الرئيس صلت وراك» فرد: «دى حاجة ودى حاجة يا أستاذ أحمد»؟.
يواصل شفيق.. رغم حدة كشك ولسانه اللاذع كان سميع أغانى من الدرجة الأولى، وكان يعشق أغانى عبدالوهاب، وأغلى هدية كنت أحملها له، كانت شريطا لأغنية نادرة لعبدالوهاب، عزمت مرة زيارته فى البيت لأتكلم معه فى قضايا دينية، وحين ذهبت إليه قلت له مداعبا: «إمبارح جيت عشان أعرف البيت قبل ما أجيلك النهارده، كده أنا عملت زى ما بيغنى عبدالوهاب.. مريت على بيت الحبايب... انتفض جسمه من الضحك «هأ. هأ. هأ» وبدأ يدندن:«مريت على بيت الحبايب.. وقفت لحظة»، ضحكنا وزادت سعادته وأنا أعطيه مجموعة من شرائط كاسيت جديدة لعبدالوهاب تم تسجيلها بإيقاعات عصرية.
يبقى الداعية ياسين رشدى فى ثالوث الدعاة الذين صادقهم أحمد شفيق كامل، كان الشيخ ياسين خطيبا لسنوات فى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، حتى انتقل الشيخ إلى الإسكندرية، كان المصلون بالآلاف يأتون إليه فى المسجد، وشاعرنا الكبير كان واحدا منهم، يقول شفيق: «مرة قال لى الشعراوى كلاما عما كتبته فهمت منه أنه مش راضى عنى، فذهبت إلى شقتى فى الإسكندرية حزينا، وقلت لنفسى أسأل ياسين رشدى، هل ما كتبته حرام ولا حلال؟... ذهبت إليه وكان يلقى حديثا لمريديه، وفوجئت وأنا أدخل عليه يقول: «ولا واحد بيقول.. قلنا حانبنى وآدى احنا بنينا السد العالى.. بأمارة إيه بيقول الكلام ده.. الله هو الذى يقرر.. ويأمر عباده.. وبعدين سد إيه الذى يتحدث عنه اللى بيسموه ويسمى نفسه شاعر»، ترك شفيق الشيخ يتحدث ثم فاجأه: «أنا يا مولانا الشخص الذى كتب الكلام ده» فرد: «مرحب يا سيدى، إيه حكايتك؟» فقلت له حكايتى.
لمعلوماتك...
◄كسر عزلته مع الانتفاضة الفلسطينية وكتب قصيدة «يوم القيامة قام»
◄1923 مولد أحمد شفيق كامل فى 4 نوفمبر
◄1945 أول قصيدة نشرت له وكانت فى مجلة الثقافة
◄ولد من عائلة تنتمى إلى قرية «ولسة»محافظة المنوفية
-عمل مديرا لمكتب الدكتور عبدالمنعم القيسونى بدمشق وقت أن كان وزيرا فى دولة الوحدة بين مصر وسوريا «الجمهورية العربية المتحدة»
-انتقل إلى العمل فى التمثيل التجارى لمصر فى الخارج وتدرج حتى أصبح وزيرا مفوضا
من أشهر أغنياته الوطنية: ذكريات - حكاية شعب - مطالب شعب، وأغانٍ أخرى بصوت عبدالحليم حافظ
أقنعه الشعراوى بالاعتزال.. واكتشف أن صديقه الشيخ كشك «سميع أغانى» ويعشق صوت عبدالوهاب
أحمد شفيق كامل... شاعر الحب والثورة الذى أطلقت إسرائيل علىأحد شوارعها اسم أغنيته «إنت عمرى»
الخميس، 09 أبريل 2009 11:19 م
تصوير محمد مسعد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة