هل كان يخطر ببال الخديو إسماعيل حينما أنشأ منطقة وسط البلد، أن عمارات أرقى منطقة بالقاهرة ستتحول إلى مخازن للأوراق والأخشاب والكاوتش والبلاستيك؟.. عدم توقع الخديو إسماعيل لتلك المعلومة المستقبلية، كان سببا رئيسيا من وجهة نظر الخبير المعمارى الدكتور أحمد رشدان، فى افتقاد جميع عقارات وسط البلد أدنى اشتراطات الأمن الصناعى، مما يجعل الحريق الهائل الذى تعرضت له منطقة الشرابية، التى تحولت معظم البيوت بها إلى مخازن، ليس بالأخير، خاصة مع اعتراف محافظ القاهرة عبد العظيم وزير لـ «اليوم السابع» بأن جميع مخازن العاصمة، تحولت إلى قنابل موقوتة تفجر القاهرة، لخلوها من قواعد الأمان.
23 بندا للأمن الصناعى تغيبت عن مخازن ومحلات القاهرة.. هذا ما أكده المهندس إبراهيم أحمد، استشارى المشروعات وخبير الحرائق، مرجعا ذلك لغياب محافظة القاهرة عن أداء دورها التنفيذى والرقابى، فأصبح أغلب العقارات السكنية والمخازن الملحقة بها، تفتقر إلى وجود كاشف للأدخنة والحرارة، وأجهزة إنذار صوتية، ورشاشات مياه الرذاذ التى تعمل بمجرد ظهور أدخنة فى المكان.
تقرير صادر عن وحدة بحوث الأزمات والكوارث بجامعة عين شمس، أشار إلى أن القاهرة تتعرض سنويا إلى 25 ألف حريق، بنسبة تصل إلى 30 % من إجمالى الحرائق التى تحدث سنويا فى مصر، كاشفا عن أن غالبية الحرائق تحدث فى مناطق وسط القاهرة التى تضم أسواقا لبيع الأقمشة، والورق، والأخشاب، والمواد الكيماوية فى المناصرة، والحمزاوى، ودرب البرابرة، وحمام التلات، ووكالة البلح، والموسكى، والأزهر.
وعلى الرغم من وجود قوانين، تشترط تقييم الأثر البيئى لأى نشاط أو مشروع من خلال موافقة جهاز شئون البيئة، إلا أن ذلك لا يتم على أرض الواقع، فنجد ملايين النشاطات والمشاريع والمخازن، تحصل على رخصة من الحى أو المحافظة دون موافقة جهاز شئون البيئة.
لمعلوماتك...
◄6 عدد الحرائق التى وقعت بوسط القاهرة خلال الشهرين الماضيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة