من يتابع أفلام السينما المصرية بدقة يكتشف أنها تقدم أفلاما كوميدية بنسبة تزيد عن الـ 50% والباقى موزع بين التراجيدى والاجتماعى والأكشن الذى لا يوجد من يقدمه بشكل واضح غير أحمد السقا، أما أفلام الرعب فهى خارج نطاق الخدمة، وأسباب صانعى السينما كثيرة منها قلة الإمكانيات والخبرة.
وبعد التدقيق تساءل البعض هل هذا الفقر فى الممثلين بسبب عجز مصر عن إنجاب ممثلين موهوبين؟، أم أن السينما حاليا تحولت إلى نظام الشللية، وأصبحت تخضع لمبدأ الصداقة أولا وأخيرا؟
الناقد رفيق الصبان يرى أن السينما المصرية بالفعل تعانى من عدم التنوع، إضافة إلى اقتصارها على نوعية واحدة من الأفلام يحددها المنتج، وغالبا ما تقتصر على الرومانسى والأكشن الردئ.
وأرجع الصبان الفقر فى هذا التنوع إلى المنتجين الذين يفضلون نوعية واحدة من الأفلام التى يجدون فيها الربح السريع، إضافة إلى ظاهرة النجم الأوحد الذى يلعب دورا كبيرا فى هذا التراجع من خلال فرض أرائه وطلباته على المنتج والمخرج والمونتاج وغيرها من الأشياء التى تصيب العمل الفنى بالإجهاض.
من ناحية أخرى عبر الصبان عن ضيقه من الشللية التى تتمتع بها الساحة السينمائية فى الوقت الراهن، حيث أشار إلى أن كل نجم وفنان له مجموعة من أصدقائه الذين نراهم فى كل عمل يقدمه، مما يصيب المشاهد بالملل والاختناق.
السيناريست تامر حبيب أكد أنه منذ عامين كنا نشتكى استسلام السينما المصرية إلى الأفلام الكوميدية، لكن الآن السينما تتمتع بقدر من التنوع، وفيما يخص الأكشن فهناك محاولات من كثير من الممثلين لتقديم هذا الشكل، لكن تجد أن أحمد السقا هو الأكثر لمعانا بينهم، إضافة إلى تمتعه بلياقة عالية، مع اللمسة الدرامية التى يضيفها إلى أفلامه مما يعطيه قدرا كبيرا من الأولوية.
وعن وجود شللية فى الأعمال أكد حبيب أن هناك بعض النجوم الذين يفضلون العمل مع مجموعة من زملائهم، وقد يرجع السبب فى ذلك إلى الراحة النفسية التى تسود بينهم والتى تعود إيجابيا على الفيلم، وأضاف حبيب أنه فى الأفلام الأخيرة هناك اختلاف كامل فى فرق العمل فى الأفلام، ففريق العمل الذى شارك السقا فى آخر أفلامه ليس نفسه الذى يشاركه فيلمه الذى يصوره حاليا، وكذلك كريم عبد العزيز، أضف إلى ذلك أحمد حلمى الذى يصور حاليا فيلمه الجديد مستعينا بفريق من الوجوه الجديدة.
وأشار حبيب إلى دور المؤلفين، مؤكدا أن تنوع الأفلام ينبع من تنوع الكتاب والمؤلفين، لكنه فى الوقت ذاته دافع عن المؤلفين فيما يخص اختفاء أفلام الرعب عن السينما مؤكدا أن سبب انتشار أفلام الرعب فى الغرب لاختلاف ثقافاتهم عنا، حيث أشار إلى أن عقيدتنا توفر لنا الأمان من أشياء كثيرة هم لا يؤمنون بها، فهم يعتقدون فى أفلامهم أن مصاص الدماء يخرج عند اكتمال القمر وأشياء من هذا القبيل، لكنه عاد ليؤكد أن السينما المصرية قد تحتمل أفلام الرعب، وذلك لإيماننا أيضا بالسحر، لكن العقبة التى قد تقف فى طريقنا إلى ذلك هى التكلفة العالية والإمكانيات الفكرية.