ذكرت صحيفة لوفيجارو أنه تم استبعاد إمام مغربى بسبب آرائه المعادية للسامية من البرنامج السنوى لدمج الأئمة فى المجتمع الفرنسى، الذى يعقده المعهد الكاثوليكى وتموله وزارة الداخلية الفرنسية، بهدف تحويل الأئمة الأجانب إلى أئمة "على الطريقة الفرنسية"، وذلك عن طريق تعريفهم بعلمانية فرنسا ومؤسساتها وتاريخها وكذلك الأديان الأخرى.
وصرح الإمام عبد الصمد المريمى، أثناء محاضرة عن العالم اليهودى، عن رأيه الذى جاء على ما يبدو معاديا للسامية، إذ قال إن الصهيونية من وجهة نظره هى مجرد مؤامرة كبيرة ضد المسلمين. وعلى الرغم من أن الإمام عبد الصمد المريمى قد نفى التهمة عن نفسه، مشيرا إلى أن الأمر برمته هو مجرد سوء فهم لما قاله، قرر المعهد الكاثوليكى بعد أسابيع من المماطلة فى دراسة هذه الواقعة، التى كان أئمة آخرون قد قاموا بإبلاغ إدارة المعهد عنها، باستبعاد الإمام المريمى من التدريب. وذلك لأنه، كما أكدت وزارة الداخلية الفرنسية، كان لابد من اتخاذ موقف بهذا الشأن كضرورة تربوية لتذكير الجميع باحترام القانون.
ومن أجل تجنب وقوع حوادث مماثلة، طلب تجمع مسلمى فرنسا من الإمام المريمى عدم حضور دروس البرنامج، وأصر رئيس التجمع أنور كبيبش على ضرورة تواجد لجنة إرشاد من الآن فصاعدا لضمان جودة سير برنامج التدريب، حيث إن بعض الأئمة حديثى العهد فى فرنسا لا يدركون على الإطلاق أن بعض العبارات التى يعتقدون أنها غير مؤذية أو لا قيمة لها قد تكون على العكس، غير مقبولة فى فرنسا.
ومن جانبها، انقسمت إدارة المعهد بين أنصار فكرة استبعاد الإمام وبين مؤيدى بقائه لأن مهمة تعديل الأفكار الخاطئة ترجع كذلك إلى المعهد. وقد كلفت الإدارة وحدة دراسة لتصحيح المعتقدات المسبقة المعادية للسامية. ومن ضمن ردود الأفعال على هذه الواقعة، أرسل البروفسور روبرت كران رسالة الكترونية يعبر فيها عن فخره بحسن التصرف فى هذا الموقف العملى الذى انحاز فيه الجميع "للعائلة اليهودية التى تعانى من العنصرية".
ويدرك المعهد جيدا أنه على المدى البعيد ستقع على عاتقه مهمة مواجهة بعض الأصوليين فى الدفعات القادمة. على الرغم من أنه فى 2008، لم يتعرض لأية مشكلة مع أول طلابه، والذين كان معظمهم من الجزائريين الذى انتقاهم المسجد الكبير بباريس.
ويصل عدد الأئمة فى برنامج التدريب هذا العام إلى 25 إماما، من بينهم 15 إماما عسكريا، مما يعنى أن لديهم بالفعل علم بقيم المجتمع الفرنسى، وعشرة أئمة أجانب. وهو الأمر الذى يمثل تسوية مرضية بالنسبة للمعهد الكاثوليكى، إذ يؤكد أنه لا يكفى تدريب هؤلاء الذين يتمتعون بنفس الفكر الفرنسى، ولا يجب فى الوقت ذاته الاكتفاء بتدريب المتطرفين فقط، لأنهم سيكونون آنذاك رابطة بينهم.
وتشير الصحيفة إلى تخوف الجميع من قيام تلك الواقعة بإشعال الانتقادات من جديد التى سبقت إعداد هذا البرنامج التدريبى، حيث اعتبره المسلمون نوعا من السيطرة بلا وجه حق من قبل الدولة، مندهشين من فكرة وجود أئمة مسلمين فى المعهد "الكاثوليكى"، فى الوقت الذى أعرب فيه العلمانيون عن استيائهم من أن توجه أموال الدولة لتمويل برنامج إدماج "لأئمة مسلمين".
ويذكر أن فرنسا لم تلجأ لهذا الحل إلا بعد فشل كل المحاولات فى إنشاء معهد حقيقى لتدريب الأئمة فى فرنسا، بسبب المنافسة بين التيارات والجنسيات المختلفة التى تكون المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية.
لوفيجارو: معاقبة إمام مغربى لآرائه المعادية للسامية
الأربعاء، 08 أبريل 2009 03:25 م
استبعاد إمام مغربى من برنامج تدريب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة