يواصل اليوم السابع عرض إجابات الكاتب الصحفى د.عبد الحليم قنديل منسق عام حركة "كفاية" على أسئلة القراء. ويؤكد قنديل خلال هذه الحلقة ضرورة توحيد المصريين لإسقاط نظام الحكم الحالى، وقال إنه لا ينوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة. كما كشف كثيراً من التفاصيل فإلى نص الحوار:
منى السعيد:
هل موقفك من مبارك شخصى؟ بمعنى أنك تعترض على مبارك كشخص لأسباب خاصة بك، وليس اعتراضك نابعا من رفض سياسات نظام مبارك؟
بالتأكيد لا، لأنى لا أعرفه ولا أريد. واعتراضى على السياسات التى ارتبطت باسم مبارك وعائلته فيما بعد؛ لأن مبارك رئيس للبلاد رسميا، لكن الرئاسة فعليا موزعة بين 3 أفراد، مبارك الأب، وجمال الابن، وسوزان مبارك، قرينة الرئيس، ويتضح ذلك فى التغييرات الوزارية وفى التعيينات الإدارية، فهناك وزارات لكل منهم، بالإضافة لوجود تقسيم وظيفى آخر يجعل مبارك الأب مسئولا عن قطاع الأمن، والابن مسئولا عن الاقتصاد، وقرينة الرئيس مسئولة عن الخدمات.
الحقيقة أن اعتراضى منصب على السياسات الفادحة للنظام، لكن هذه السياسات لا تنفصل عن شخص مبارك بسبب فترة بقائه الطويلة، وهى السبب الرئيسى فى انخفاض معدلات التنمية بشكل مفزع، لتتحول مصر التى كانت تنافس كوريا الجنوبية فى معدلات التنمية فى عام 1973، إلى بلد منافس لـ"بوركينا فاسو" على مؤشر الفساد الدورى، ولذلك لا يمكن الفصل بين السياسات والشخص.
آدم الديب:
تزعم أنك تطالب بحقوق الشعب المصرى.. وتتهم مبارك ونظامه بظلمهم وتريد رفع الأجور، فى حين أن كل الجرائد التى توليت بها مناصب قيادية كان صحفيوها يعانون من الرواتب الضئيلة، ولم تفكر فى مواجهة رؤساء مجالس إدارات تلك الصحف لزيادة المرتبات؟
بالنسبة لصوت الأمة كان شرطى حين طلب عصام فهمى منى تولى مسئوليتها، ولم أكن أعرفه ولم أعمل معه من قبل، قلت له "ممكن أمسك الجرنان أى مدة، بس طول ما أنا موجود مفيش سقف للتحرير، سقفى هو السما فيما يخص النظام، وفيما يخص الأفراد سقفى هو القانون".. وبالنسبة للتعامل المالى كان طلبى الواضح أن يقدر عصام فهمى كشوف الإنتاج التى تعرض على وليس عليه باعتباره صاحب الجريدة، كما كان يحدث من قبل، وهكذا كان اتفاقنا: مالك الصحيفة يحدد القيمة الإجمالية، وأنا أحدد المكافآت للمحررين؛ لأنى "أنا اللى بتعامل معهم"، وقبل فهمى بالشرطين، مع أن الشرط الأول تسبب فى صدام بينى وبينه فيما بعد، أما مكافآت المحررين الأساسيين بالجريدة، فقد خضعت للاتفاق، حتى وصلت دخول العديد من المحررين إلى 2000 جنيه، مع العلم أننى لم آتى بمخصصات إضافية للمرتبات عما كان من قبل، الفارق أن الحساب كان يتم قبلها بالقطعة دون تقدير لقيمة الموضوعات، وبالفعل التزمت بميزانية المرتبات الأساسية وهى 100000جنيه تقريبا، فقط توليت توزيع هذا المبلغ على الجريدة والمحررين بمعرفتى.. ولم يظلم أى محرر على الإطلاق.. على سبيل المثال لم يخرج أحد من صوت الأمة لـ"لدستور" رغم أننى عندما أتيت كانت العلاقات ممزقة داخليا، وكانت سمعة الجرنان تشير إلى أن دخول المحررين منخفضة، وكانت هناك ظاهرة انتقال المحررين من صوت الأمة للدستور، لكن فى عهدى حدث العكس؛ حيث جاء عدد من المحررين من الدستور للعمل بصوت الأمة، ونزح عدد كبير، دون أن يخرج أى محرر من صوت الأمة.
وبالنسبة لجريدة الكرامة كان الوضع مختلفا قليلا، فلم يكن بها أى محرر معين على الإطلاق، ولم أكن وحدى من يقرر، فكان هناك رئيس تحرير آخر هو حمدين صباحى، وهو من كان يتولى تقرر مكافآت، أما صوت الأمة فقد كنت مسئولا عن مرتبات المحررين فيها مسئولية كاملة.
وبالنسبة لجريدة العربى الناصرى فقد كانت قبل عام 2000 جريدة يومية، وكان يتولاها عبد الله إمام - رحمه الله – وقد أفلسها، وكانت مديونة للأهرام بمديونية كبيرة، ولذلك كان الوضع مختلفا، إحنا نفسنا لم نكن نتقاضى أجرا لفترة مثل المحررين طوال عام تقريبا، وحتى بعد أن أصحبنا رؤساء تحرير فقد كنا نتقاضى أجورنا كمحررين.
محمود السيد ضياء الدين:
مفيش فرق بين مؤيد للنظام كون ثروته بسبب تأييده، وبين واحد زيك أو زى حمدين صباحى ومحمد منيب ومحمد الشرقاوى "اللى بيصرف عليه هانى عنان" كونتوا فلوسكم من المعارضة.. أيه تعليقك؟
"ضاحكا"، أنا مستعد أعطى له الثروة التى كونتها – ويستمر فى الضحك - أنا سعيد بهذا القارئ لأنه يتكلم عن شخص آخر لا أعرفه، وحمدين صباحى اسمه حمدين صباحى وليس عبد الحليم قنديل، فليتوجه إليه القارئ العزيز ويسأله، وحقيقة السؤال طريف، الحديث عن ثروة لى شىء مسلى، وأنا مستعد أن أوقع له شيكا على بياض بكل ثروتى إذا ما قال لى أين هى تلك الثروة، فأنا لا أملك فى حياتى سوى الشقة التى أقيم بها مع وزوجتى وأسرتى، وتقع بالهرم، وقد اشتريتها عام 93 بمبلغ 40 ألف جنيه، سددتها على أقساط، ولو وجد القارئ أى ثروة أخرى سأتنازل له عنها كاملة.
كريم زينهم:
أنت تسببت فى تحويل جريدة صوت الأمة لجريدة طائفية، وعناوين الموضوعات التى كنت تنشرها كل عدد عن المسيحيين كانت مستفزة.. لماذا لجأت للتسخين؟ وأين الضمير المهنى؟
جرت العادة على مهاجمة التطرف الإسلامى والجماعات الإسلامية، وفى تقديرى أن العدالة تقتضى التحدث عن كل المواطنين دون تمييز، ودون توزيع اتهامات التطرف الجاهزة، يحق للصحافة تناول القضايا المتعلقة بكل المواطنين، سواء كانت متعلقة بأطراف مسيحية أو مسلمة، ستجد هناك توازنا. نشرنا عن ناس تحولوا إلى المسيحية والعكس، وهذه هى المساواة والعدالة فى تناول كافة أوضاع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الدينى، التطرف الإسلامى والمسيحى كلاهما خطر على التجانس المجتمعى، ونحن بصدد أوضاع فتنة نائمة وأتوقع أن تتحول الفتنة مع الاحتقان الاجتماعى الموجود إلى سجال دم لن يكون فيه المسيحيون سوى ضحايا.
من الجانب المهنى، حق المعرفة للقارئ عن أى موضوع مهما كان نوعه "حق مقدس" والاعتبارات القديمة بعدم التعرض لبعض الجهات خشية إثارة النفوس، أصبحت اعتبارات التطور غير المسبوق فى وسائل الاتصالات.
ومن المفارقات الطريفة مطالبة المجلس الأعلى للصحافة بتحويلى للتحقيق بسبب حوار نشرته مع عدلى أبادير، وهو واحد من رموز أقباط المهجر، وطبعا المجلس مش مهتم بحكم طبيعته الأمنية بالمسيحيين، إنما هو مهتم بمبارك لأن أبادير قال فى الحوار إن مصر يحكمها مبارك و40 ألف حرامى، وبالمناسبة فكرة أن الحكومة المصرية حرامية فى آخر الأعداد التى نشرتها من صوت الأمة على لسان أحمد حجى، عضو الحزب الوطنى الذى قال "حكومة نظيف والمسئولين حرامية"، يعنى مجلس النقابة غير مهتم حتى عندما سجل الملاحظة عن تناولى لموضوعات طائفية، رغم أنه كانت هناك عدالة كاملة لم تتعود على مناقشتها الصحافة المصرية، بالإضافة لحق المعرفة المطلق للقارئ، ولم ننس آراء قادة الكنيسة فى تلك الموضوعات، وهى تهمنا ولها كامل الاحترام، لكن افتعال قداسة معينة للكنيسة غير مقبول، فلا قداسة لا للكنيسة ولا لشيخ الأزهر، وأنا لست ضد أى مؤسسة دينية، لكن الذوق العام يقتضى الدفاع عن الكتب المقدسة والأنبياء، ونحن لم نرتكب أى جريمة بحق نبى أو دين.
أحمد مصطفى:
لماذا تصر حركة كفاية على إلغاء دور الحملة الشعبية من أجل التغيير التى خرجت كفاية من رحمها؟ وما حقيقة الانشقاقات التى جرت قبل يوم من انتخابات المنسق العام الأخيرة والتى رجحها الإسلاميون فى حركة كفاية لصالحك على حساب اليسار.. ودليل ذلك اختفاء جورج إسحق وأحمد بهاء الدين من كافة الفعاليات بعد انتخابك منسقا عاما لكفاية؟
الحملة الشعبية من أجل التغيير ظهرت بعد ظهور كفاية، وجرى حوار بين ضم الحملة إلى كفاية، وحضر عن الحملة الشعبية السيد عادل المشد الذى أصبح رئيسا لمجلس إدارة جريده البديل، وقلت له "نحن مستعدون أن تدخلوا فى لجنة التنسيق المركزية لكفاية بالعدد الذى تريدون، تحت شرط ألا يدخل شخص ممول من جهة أجنبية إلى لجنه التنسيق.. من هنا كان الخلاف معهم، بعد ذلك ظهروا وأخذوا شعار "كفاية"، وهى مشتقات من كتاباتى، لكن الحملة الشعبية كانت شيئا عابرا ظهر طول الوقت لأن أعضاءها كانوا أعضاء فى كفاية، ووقتها قلت لهم إحنا مش حزب اتفضلوا شاركوا، بس شرط عدم دخول أى طرف يحصل على تمويل، راح عادل قالى لا التمويل مش عيب، قلتله مينفعش نبقى ضد النظام والتمويل الأجنبى، ونعمل زيه.
وبالنسبة للإسلاميين، لا يوجد من الإخوان المسلمين سوى محمد عبد القدوس وباعتباره مقرر لجنة الحريات بمجلس نقابة الصحفيين، وليس باعتباره عضوا فى الجماعة، وأنا مستغرب جدا، ففكرة الاعتماد عليهم لا تدل إلا على نقص معلومات، والناس كانت دائما تراهن على حدوث انشقاقات وقت الانتخابات، لكن الطريف أن أحمد بهاء قال بعد أن نظر إلى برنامجى أنه نفس برنامجه مما يؤكد على الاندماج وليس الشقاق.
أما فيما يتعلق بانتخابى، أؤكد أن جورج إسحق وأحمد بهاء شعبان شاركوا فى الجلسة التى تم انتخابى فيها، وكان شعبان أمامى، وانتهت المسألة فى أول ممارسة ديمقراطية حقيقية فى كفاية، لأن المنسق كان يتم اختياره قبل ذلك عن طريق التوافق. فعلى سبيل المثال أنا كنت وراء جورج إسحق، وكنت المتحدث الرسمى لكفاية، أى أننى كنت وراءه بعد أن أردنا أن نقدمه باعتباره قبطيا، وكان هدفنا تقديم وجه قبطى، وأنا الذى اقترحت ذلك، وهو ما ينفى أى كلام عن وجود إسلاميين أعطونى أصواتهم، وكانوا وراء نجاحى، أنا نجحت بأصوات أعضاء كفاية مسلمين وأقباط.
ويؤكد كلامى أن العلاقة متوترة أساسا بين الإخوان وكفاية، بمعنى أننا راغبون فى التعاون طوال الوقت لكن هذا التعاون لم يتحقق، لأن الإخوان المسلمين يتحركون دائما باعتبار أنهم جماعة كبيرة ويتصورون أن كفاية تفرض عليهم أجندة، وأنهم سيدفعون بسببها المزيد من الضرائب الأمنية والاجتماعية.
مينا صدقى:
أذكر أسماء على وجه التحديد لشخصيات وطنية تجدها مناسبة لتولى الحكم؟
آخر تعداد للمصريين يشير إلى أن 84 مليون مواطن مصرى، أقدر أقول إن 84 إلا ثلاثة يصلحون جميعا للرئاسة، ما عدا "مبارك وجمال مبارك وسوزان مبارك"، وأنا لا وصاية لى على الشعب المصرى، لكنى أطالب بأن تكون مصر بلدا حرا، وأن تجرى فيها انتخابات نزيهة مفتوحة، ينتخب فيها الشعب المصرى من يراه مناسبا، وأنا شخصيا على استعداد لترشيح العسكرى اللى واقف على باب مبارك لكى يكون بديلا عن مبارك.
إزالة النظام الحالى شرط جوهرى لكى نكون أحرارا، أما انتخابات 2005 فقد كانت مهزلة، واستفتاء مقنعا، فبعد أن كان استفتاء على واحد، أصبح استفتاء على واحد وكومبارس جابوهم من الأحزاب اللى بتطلعها لجنة شئون الأحزاب، على طريقة الصباحى الله يرحمه، وهو خال زكريا عزمى بالمناسبة، وزكريا عزمى هو الذى كان وراء ترشيحه عشان يسترزق من الموضوع، وفعلا نزل الصباحى وأخد نصف مليون جنيه دعاية، ثم قال إنه سيرشح مبارك، والوحيدان اللذان خرجا من التمثيلية.. وصدقا كانا أيمن نور ودخل السجن، ونعمان جمعة وأخرج من حزبه.
ولو وصلنا إلى 2011 وجرت نفس المهزلة فسينزل مبارك الأب، وسيكون معه وحيد الأقصرى وناس ثانية من نفس العينة، وبالنسبة لى لن أرشح نفسى على الإطلاق لو أن شيئا كهذا جال بخاطر القارئ، لأنى اعتبر نفسى صحفيا وكاتبا وداعيا للتغيير، يحلم بيوم يصبح فيه المصريون بنى أدمين.
منال الشريف:
أنت وزملاؤك فى المعارضة تهاجمون النظام الآن.. طيب أيه برنامج المعارضة لو مسكت الحكم؟
البرنامج واضح فى اليبان التأسيسى الائتلاف من أجل التغيير، ويمكن للقارئ العزيز أن يدخل على موقع كفاية ويطلع عليه، لدينا برنامج لتخريج البلد من أزمة، يتلخص فى الإنهاء السلمى للحكم القائم، واختيار رئيس لفترة انتقالية، ثم يكون الأمر سجالا عبر صناديق الانتخابات.
عادل:
حادث اختطافك منذ بضعة سنوات.. هناك كلام دائر حول أن من فعلها ليس مباحث أمن الدولة.. ولكن جهة سيادية عليا "فاهمنى طبعا" والهدف كان شدة ودن عشان علاقاتك بالنظام الليبى اللى بيمول كثير من الناصريين؟
أنا ضد كل النظم العربية لأنها غير منتخبة ديمقراطيا، وشخصيا أعتبر العقيد القذافى أسوا من مبارك؛ والكلام عن علاقتى بالنظام الليبى أوهام، حتى صدام حسين اللى كان أكثر تعقلا عدت لأكتب عنه صفحة اسمها بغداد تبكى بلا دموع، يتكلم عن حصار الجوع والخوف اللى يفرضه صدام حسين، وهناك حاكم عربى وحيد لدى تقدير شخصى له هو عبد الناصر.
أما حادث الاختطاف فلدى رواية وصلتنى من ضابط بالمخابرات، أكد فيها أن الرئيس كان خارج مصر، وأن السيدة سوزان مبارك هى اللى أمرت بخطفى بعلم جمال مبارك، وتحت إشراف زكريا عزمى.
عدنان بدر الدين:
أيه موقفك مما فعله جمال عبد الرحيم ضد البهائيين بصفتك صحفيا مشهورا وعضوا بالجمعية العمومية للنقابة هتعمل أيه ضد جمال عبد الرحيم؟
أنا ضد منع أى جماعة من الحديث فى أى مكان، ضد المصادرة على أى رأى على وجه الإطلاق، أنا ضد حاجة واحدة بس، وجود إسرائيليين أو أى شبهة مشاركة إسرائيلية فى أى نشاط، هيتقال إن دا موقف عنصرى أهلا وسهلا، أنا لا أعترف أصلا بوجود شرعى لإسرائيل، رغم أنها قد تكون موجودة فعليا، لكنى لا أعترف لها بأى شرعية لأنها قامت على أنقاض شعب آخر هو شعب فلسطين، عدا مقاطعة الإسرائيليين أنا ضد مصادرة أى آراء من أى نوع فى هذا البلد وفى أى مكان، خاصة فى نقابة الصحفيين.
نقابة الصحفيين يعنى نقابة الرأى، يعنى لا تفترض إنها حزب، يعنى فيها آراء مختلفة، فيها اللى مع الحكومة، واللى ضدها، فيجب أن تكون ساحة مفتوحة، والحقيقة أن الحظر متعملش على البهائيين بس، أنا أذكر فى حفل توقيع كتابى "الأيام الأخيرة" فى مايو 2008، أن مكرم محمد أحمد قال بالنص، أنا لم أسمح بهذا الاحتفال، لأنه ضد مبارك، وأغلق أسانسيرات النقابة، ويومها حضر أكثر من 3 آلاف مدعو. واضطروا إلى الصعود عن طريق السلالم، ولذلك أنا ضد المصادرة، والحرية لا تتجزأ.
وبالنسبة للبهائيين ليس لى موقف منهم، هم اختاروا أن يكونوا بهائيين وهذا حقهم، ليس لى رأى حيال ذلك، فأنا مسلم اخترت أن أكون كذلك، ولكل الحق فى اعتناق الدين الذى يعتنقه.
هيما:
لماذا لا تنشأ قناة فضائية للتواصل مع الجماهير بصورة أسرع ومباشرة، فعصر الكلمة المقروءة ولى، والناس فى بلدنا تقبل على الصورة أكثر، وأتمنى أن تتوحد قوى اليسار لتنشأ قناة خاصة بها، لأن أغلب الفضائيات الموجود خاضعة لليمين؟
القارئ عنده حق فى كلامه عن الفضائيات طبعا، لأن فضائية واحدة تساوى ألف صحيفة، لكن يجب أن يعرف القارئ قدر القيود المفروضة على إنشاء الفضائيات فى هذا البلد، الفضائيات المسموح بها فقط هى فضائيات رجال أعمال مرتبطين بالسلطة، وحتى برامج التوك شو يكون التعامل فيها مع القضايا بحرص فى القضايا التى تتعلق بالسياسة، ممنوع الحديث عن الأقباط، ممنوع إنشاء قناة إخبارية.. إلى آخره.
حتى إذا توافرت المقدرة المالية، وأنا لا أعرف شخصا لديه المقدرة المالية لذلك، لا أملك إلا ملاليم، ليس لدى شىء ممكن أساهم به ماليا فى هذا المجال، وحتى لو عثرت على شخص معارض يملك المقدرة المالية، فلن يسمح له بإنشاء هذه القناة، وحتى لو سمح بالقناة، فستتحول إلى قناة منوعات. الأزمة ليست فى الفضائيات، وإنما فى النظام الذى يفرض قيدا على الحرية فى البلد، ولذلك فالأولوية لإسقاط هذا النظام، لتصبح مصر مثل أى بلد يسمح فيها بإنشاء قنوات فضائية بحرية.
ماذا تفضل أن تكون منسقا عاما لحركة كفاية أم متحدثاً باسمها؟
لم يزد شىء بالنسبة لى، فى البداية كنت متحدثا رسميا لحركة كفاية، والآن أقوم بهذا الدور وأنا منسقا عاما لها كذلك، فمنصب المتحدث الرسمى للحركة ألغى منذ عهد الفقيد عبد الوهاب المسيرى، وتم دمج منصبى المنسق العام، والمتحدث الرسمى.
وفكرة أننى أسعى لذلك، أنا لم أسع لشىء، اللى جد على حركة كفاية بعد أن أصبحت منسقا عاما لها، حركة كفاية كان لها دور حين بدأت، نداء من أجل التغيير، هذا حدث خلال الفترة الماضية، وبالتالى كانت الضرورة أن نجدد هذا الدور، وكان أمامنا خياران، إما أنا نقول إن دور حركة كفاية قد انتهى عند هذا الحد مثل ذكر النحل الذى ينتهى دوره بتلقيح الملكة، أو أن نقوم بتجديد هذا الدور، واتفقنا على لعب دور فى بناء حركة تغيير، وليس مجرد الدعوة له.
وما حدث منذ أصبحت منسقا عاما لكفاية – بفضل زملائى وشركائى أولا - نجاحنا فى إطلاق دعوة ائتلاف مصريين من أجل التغيير، وعودة حركة كفاية للشارع، وهذا ملموس جدا فى الفترة الأخيرة، كان الناس دايما يسألوا هى فين حركة كفاية؟.. فى 21 فبراير شفناها، وفى 6 إبريل شفناها، هذه العودة إلى الشارع هى الشق الآخر من هدف بناء ائتلاف التغيير، وهو ما يعود إلى جهد زملائى وشركائى فى الحركة.
حركة كفاية مالهاش شخصية منفصلة عن شخصية البلد، حركة كفاية مظلة عامة، كل ما نجحنا فى حشد ونشر أولوية فكرة التغيير وأولوية فكرة الخروج للشارع وفكرة العصيان، كل ما أصبحت الحركة فاعلة وناجحة فى تحقيق هدفها. حركة كفاية مش كشف عضوية، حركة كفاية نزعة.
محمود السيد ضياء الدين:
ما رأيك فى مصطفى بكرى الذى يقدم نفسه للناس باعتباره قوميا ناصريا؟
يسأل فى ذلك مصطفى بكرى نفسه، أنا رأيى أن يسأل السائل مصطفى بكرى نفسه، لكن من وجهة نظرى الناصرى الحقيقى هو من يعادى عداء قاطعا ونهائيا حكم الرئيس مبارك، أى شخص يوالى الرئيس مبارك هو عدو للناصرية، لأن الرئيس مبارك هو ذروة الانقلاب على الناصرية. مقياسى هو هل أنت ناشط فى حركة التغيير؟.. كلما كنت ناشطا فى حركة التغيير كلما استحققت صفة الناصرية.
السيد مصطفى بكرى مواقفه معروفة فى هذا الإطار، عبد الناصر ليس صورة معلقة على الجدار، ولا أناشيد، ولا كلام عن السد العالى، عبد الناصر لما وجد البلد مقفولة قدامه ولد تنظيم الضباط الأحرار، ورثة التغيير التى أقبل عليها عبد الناصر – وأنا واحد منهم – بيقولوا مش عايزين ثورة ضباط أحرار، عايزين ثورة الناس الأحرار، فالناصرى الحقيقى هو المعادى الحقيقة لنظام مبارك.
خالد حمزة:
تركت صوت الأمة لأسباب معلومة.. لكن ما حقيقة تركك لجريدة الكرامة؟
قلت من قبل أن هناك فرقا بين أصحاب الكرامة وبين أصحاب صوت الأمة، الذى أخذ فى الحالتين، الذى طردنى فى الحالتين نفس الموارد، مورد بيت الرئاسة ومورد أمن الدولة، مع فارق وزارة الإعلام اللى كانت موجودة فى واحدة من الحالتين، ولم تكن موجودة فى الثانية، لكن القرار لم يكن قرار أصحاب الكرامة أو صوت الأمة، هم كانوا مجرد عنوان بريد وصل إليه القرار.
أيمن غراب:
ما ردك على ما يقال بأن شباب 6 إبريل فضحوا الكبار والأحزاب وأنكم سطوتم على إنجازهم؟
شباب 6 إبريل حاجة مفرحة جدا، خاصة بعد أن تحول قطاع منهم نشطاء وراء الكى بورد، إلى نشطاء فى الشارع، طبعا هناك فارق كبير بين الأعداد التخيلية من النشطاء الموجودين على الإنترنت، وبين النشطاء الفعليين فى الشارع، لكن ثمرة هذه الموجة واضحة، وكفاية دخلت فى نوع من الحركة المشتركة فى 21 فبراير، وفى 6 إبريل، والتقارب متزايد لأنهم انضموا أيضا إلى ائتلاف التغيير الذى دعت إليه كفاية، وهم أنضج من أن يستولى أحد على أى نشاط أو إنجاز خاص بهم، وأنا أعتبرهم "كفائيين" لأنهم مع التغيير، وينضجون ويحددون أنفسهم، وهم أقدر من غيرهم على تحديد مسارهم، لكنى أرى ميلا واضحا الآن لدمج نشاط كفاية مع 6 إبريل وطلاب الجامعات. ولا يمكن أن ننسى أن صرخة كفاية الأولى قد أطلقها جيل الوسط، بينما أطلق جيل الشباب صرخة 6 إبريل، وكلاهما فى نفس الاتجاه، ولذلك أرى أنه آن الأوان كى تتحد الصرختين.
على:
لماذا لا تتعاملون مع الحكومة بدهاء وترسمون لها خطة، كما تتعامل هى معم بتعنت؟
إحنا لا نستطيع أن نتعامل بدهاء مع أحد، إحنا نريد الوضوح، بداية تكون أى موجة فى أى مجتمع لابد لها من الوضوح والقطع وتقديم التضحيات، لكى تتضح الصورة أمام الجمهور، فيستطيع أن يفرق بين الأبيض والأسود، أما الألوان الرمادية فى المنطقة الرمادية فهى عماء كامل يفقد الثقة فى أى شخص فى الصحافة أو السياسة. وجوهر المشكلة فى مصر أن الناس لا يثقون فى السياسيين فى الحكومة أو المعارضة لأنهم بيشوفوهم بيغيروا رأيهم من موقف لموقف، وفى كل وقت فى تناقض بين أقوالهم وأفعالهم، وده اللى عمل فجوة الثقة. ولذلك لم يعد أحد يثق فى أحد، ودى مأساة مصر.
عمرو جلال:
ما هى الضمانات التى ستتخذها المعارضة عندما يتم ترشيح جمال مبارك للرئاسة عن الحزب الوطنى؟
أنا شخصيا قلت فى إجابة سابقة أننى أستبعد أن يتولى جمال مبارك الرئاسة لأنه رئيس فعلى الآن، يعنى أن ينتقل من منصب الرئيس الفعلى إلى الرئيس الرسمى، والسبب موضوعيا بسيط عندى، هو أن فى أوضاع خانقة – خاصة على جبهة الاقتصاد – وفى صراع قائم وخفى بين بقاء الأب، أو تولى الابن، وطبعا الأم بتدعم التعديل بتولى الابن، الشرط الجوهرى لأن يتولى جمال مبارك الرئاسة أن يكون ذلك "على حياة عين الأب".
اليوم السابع يواصل نشر ردود عبدالحليم قنديل على القراء..
قنديل: لن أرشح نفسى وموقفى من النظام ليس شخصياً
الأربعاء، 08 أبريل 2009 08:35 م