بعد قرارهم الأخير الانسحاب من انتخابات نادى قضاة الإسكندرية، ينتظر أعضاء "تيار الاستقلال" القول الفصل من الجمعية العمومية للنادى، والتى سيحسم قرارها موقفهم بعد انسحابهم من انتخابات نادى الإسكندرية احتجاجاً على قرارات المستشار إسماعيل البسيونى رئيس النادى ضم 161 اسماً جديداً لكشوف الناخبين بدون علمهم.
قرارات البسيونى قلبت موازين تيار الاستقلال الذى كان يعد نادى الإسكندرية أملهم الوحيد فى استرداد مكانتهم بعد هزيمة مرشحيهم فى انتخابات نادى قضاة مصر، ولم يعد أمامهم سوى سيناريوهين لا ثالث لهما فى الفترة المقبلة، الأول يتعلق باستجابة أعضاء الجمعية العمومية لمطالبهم بفتح باب الترشيح من جديد، وبالتالى يستعيد التيار نفوذه وقوته مرة أخرى، أما السيناريو الثانى فهو أن يقر أعضاء الجمعية العمومية فوز منافسيهم، وهنا سيجد تيار الاستقلال نفسه وحيدا بعد أن خسر ثانى أكبر حصونه القضائية، الأمر الذى قد يضطر معه أعضاؤه للجوء إلى سلاح الدعاوى القضائية ليدخلوا به إلى النفق المظلم من المعارك الذى لا نهاية له.
العقبات التى يواجهها تيار الاستقلال ليست قاصرة فقط على انتخابات الإسكندرية بل تمتد إلى انتخابات نادى قضاة طنطا، والتى قرر رئيسها تأجيل الانتخابات إلى ديسمبر المقبل رغم قرب انعقادها، وهو ما فسره المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس نادى قضاة مصر السابق، بأنه يعكس رغبته فى البقاء على الكرسى بعد ما أثير حول رفع السن، ليصبح أمام قضاة "الاستقلال" عدة جبهات مفتوحة تجعل مستقبلهم فى مهب الريح.
"الانسحاب ليس أمراً مقبولاً، ولكن فرصتنا فى النجاح كانت ضعيفة"، بهذه العبارة برر المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادى قضاة الإسكندرية سابقاً، موقف تيار الاستقلال من الانتخابات.
وقال: لم يكن أمامنا مفر سوى الانسحاب أمام المخالفات المعيبة التى قام بها إسماعيل بسيونى رئيس النادى الحالى. وأضاف أن تلك القرارات كانت مدبرة و مقصودة بهدف إقصاء تيار الاستقلال خارج أسوار نوادى القضاة "لأنهم يعرفون أننا سنرفض خوض انتخابات باطلة"، مشيراً إلى أن أعضاء تيار الاستقلال لم يتوقعوا أن يحدث ذلك مع قرب انعقاد الانتخابات، وهو ما لم يسمح لهم بفرصة للرد سوى بالانسحاب. لكنه أضاف "لن يمنعنا أحد من استكمال طريق كفاحنا فى الدفاع عن مبادئ الاستقلال الكامل للقضاء حتى خارج نوادى القضاة ".
وجهة النظر نفسها أكد عليها المستشار أشرف البارودى، أحد المرشحين المتنازلين، مشيراً إلى أن هناك مخططا لإقصاء تيار الاستقلال من خريطة نوادى القضاة، وهو ما تم بالفعل فى انتخابات الإسكندرية. وقال إن ما حدث "لا يجب أن يمر مرور الكرام، وسيسجله التاريخ"، مشيراً إلى رغبة النظام فى السيطرة على نوادى الأقاليم وإحكام قبضته عليها، وعدم السماح للمرشحين المنافسين له بالاستمرار فى الانتخابات، على حد قوله. ودلل البارودى على قوله بأن عددا من القيادات أجرى اتصالات مع القضاة بهدف تخويفهم من انتخاب مرشحى الاستقلال، لأنهم شعروا "أننا نشكل خطراً على مستقبلهم القضائى".
إلا أن البارودى أكد على أن أعضاء تيار الاستقلال متمسكون بمطالبهم فى الاستقلال الكامل، وأنهم ليسوا فى حاجة إلى الحصول على أغلبية فى انتخابات النوادى حتى يتمكنوا من نقل آرائهم إلى جموع القضاة وكافة المواطنين.
قضاة تيار الاستقلال.. مصيرهم معلق فى عمومية الإسكندرية.. وفرصهم محدودة فى استعادة النفوذ
الأربعاء، 08 أبريل 2009 10:52 ص
المستشار محمود مكى أحد مرشحى تيار الاستقلال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة