الإندبندنت: جابر حسين المسلم الذى أعطى اليهود "خبز الفصح"

الأربعاء، 08 أبريل 2009 06:38 م
الإندبندنت: جابر حسين المسلم الذى أعطى اليهود "خبز الفصح" جابر حسين مدير فندق عربى فى إسرائيل ساعد اليهود المتشددين فى الاحتفال بعيد الفصح
إعداد رباب فتحى عن الإندبندنت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة الإندبندنت بتسليط الضوء على جابر حسين، مدير فندق عربى فى إسرائيل ساعد لأكثر من عقد، اليهود المتشددين فى الاحتفال بعيد الفصح، عن طريق شراء الطعام الممنوع، فإلى نص التقرير:

صدق جابر حسين أمس الثلاثاء، على اتفاقية مع رئيس حاخامات إسرائيل، بموجبها يتمكن حسين من الحصول على جميع الخبز، والمكرونة، والبيرة فى إسرائيل – أو على الأقل كمية ضخمة مما سبق ذكره، وكانت هذه الاتفاقية الأولى التى تجمع بين العرب واليهود ويطبقها كلا الجانبان بمنتهى الدقة. ويعتبر العقد، الذى وقعه منذ 12 عاما مدير فندق الطعام المسلم، جزءاً من احتفالات اليهود التقليدية بعيد الفصح.

ويمنع الكتاب المقدس اليهود من شرب البيرة وأكل الخبز أو أى طعام مصنوع من العجين المختمر، وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر والمخبوز خصيصاً من أجل العيد، ويشرح سفر الخروج هذا التقليد كرمز لاستعجال بنى إسرائيل عند خروجهم من مصر، حيث لم يتمكنوا من الانتظار لانتفاخ العجين عندما أعدوا مئونتهم وأكلوا خبزاً غير مختمر يعرف بـ"الماتزا" ، ولكن ما يدعو للمفارقة، أن العيد اليهودى لا يكتمل دون مساعدة حسين العربى. ويوفر الاتفاق مع حسين وسيلة للامتثال للمراسم الدينية دون الحاجة إلى الإسراف وخسارة كميات هائلة من الطعام.

تباع الأطعمة المحرمة خلال فترة الاحتفالات عن طريق لعبة قانونية، تتمكن من خلالها الدولة العبرية من بيع طعامها إلى حسين، ثم تأخذها إسرائيل مرة أخرى بمجرد انتهاء الفصح، وهو الأمر المشابه لما تفعله الحكومة الإسرائيلية أيام "السبت"، فالاحتفال يجعل إسرائيل دولة ملتزمة بالتقاليد الدينية.

يؤكد حسين، أحد سكان عرب إسرائيل فى بلدة أبو جوش، قرب القدس، أنه لا يرى شيئاً غريباً فى الاتفاق بين فندقه وبين إسرائيل، موضحاً أن الدين الإسلامى واليهودية يتشابهان فى عدد من الأوجه. ويقدر حسين كثيراً الدور الذى منحته إياه الدولة العبرية، فأداء هذا الدور يضمن له الظهور على الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية كل عام فى نفس الوقت. ويقول: "أرى (عملى) وسيلة لمساعد الأشخاص الذين أعمل وأعيش معهم".

ويعتبر حسين الاختيار الأمثل والطبيعى لأداء هذا الطقس، وذلك لأنه يعمل فى فندق يلتزم بقوانين طعام اليهود، كما يحترم الديانة اليهودية ويحتفظ ببعض أسفارها فى منزله. ويقول: هناك العديد من الصفات المشتركة التى تجمع بين الديانتين، ولولا السياسة، لتوافقت الديانات بصورة كبيرة، ويعطى مثالاً على هذا فى تشابه مراسم الذبح "الحلال"، فى الإسلام، مع مراسم "الكوشير"، وهى مجموعة القوانين اليهودية الخاصة بالأطعمة.

يبدأ عيد الفصح، والذى يحتفل بالنزوح من بيت العبودية فى مصر، عشية اليوم الأربعاء، ويستمر لسبعة أيام، وثمانية خارج إسرائيل. ويحتفل اليهود فى إسرائيل الحديثة بهذا العيد كل ربيع، وهو الوقت الذى يخيم فيه على البلاد أجواء العيد، حيث تصبح ربات المنازل، عبيداً مرة أخرى، يغسلن وينظفن ويزلن جميع أثار "التشمتيز"، أو النزوح، ويقوم رجال الدين بحرق الأوانى فى الشوارع لجعلها صالحة لاستقبال العيد.

أما بالنسبة لليهود المتشددين، الذين لا يقبلون بأنصاف المعايير، خطأ واحد فى الاحتفال قد يفسد الفصح. ومن ناحية أخرى، تقوم العائلات التى لا ترغب فى تحمل أعباء العمل الإضافية بسبب العيد، بالإقامة فى الفنادق التى تحتفل بطقوس الفصح، ويخزن الإسرائيليون العلمانيون الكثير من الخبز فى الثلاجات، حتى يتمكنوا من أكله طوال أسبوع الاحتفالات.

وعلى الرغم من ذلك، يختلف الإسرائيليون فيما بينهم حول أحقية الدولة فى فرض عيد الفصح، ويمنع قانون صدقت عليه الأحزاب الدينية عام 1986، بوجود الخبز فى الأماكن العامة، باستثناء الأماكن التى تهيمن عليها الأقليات غير اليهودية. ومع ذلك، أصدرت المحكمة قراراً العام الماضى يقر بحق المطاعم فى بيع الطعام المختمر خلال الفصح، ولكن يشترط ألا تكون أماكن عامة، وهو الخطوة التى أثارت غضب اليهود المتشددين. لذا قام النشطاء المتشددون بإرسال خطابات تحذير إلى المحال والمطاعم، حتى لا يبيعوا الخبز أو العجائن خلال العيد، وذلك لأن هذا سيتسبب فى وقوع عقاب إلهى على المدينة.

ويعج مطعم حسين خلال هذا الأسبوع باليهود، الذين يحتفلون بالفصح، كما يأتى العلمانيون للهرب من طقوس العيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة