الثالثة والنصف ظهر الأربعاء 23 إبريل2008 ، نشرت وكالة أنباء رويترز خبر الإفراج عن الناشطة المصرية إسراء عبد الفتاح بعد 18 يوما من الاعتقال ... هذا الخبر تناقلته بعد ذلك وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية المختلفة على الإنترنت، بل وخصصته جميع الصحف فى اليوم التالى ليكون مانشت رئيسيا، وسعى الكثير لينال السبق بإجراء حوار معها.
إسراء خرجت من السجن لتترك خلفها تهم التحريض على الإضراب وإتلاف الممتلكات العامة والتسبب فى أعمال الشغب لتجد نفسها رئيسة لجمهورية الفيس بوك وقائدة أول إضراب حقيقى فى مصر، يترك صدى وراءه ويؤثر فى قطاع عريض من الشعب المصرى بكامل طوائفه المختلفة.. خرجت إسراء لتجد آلاف الشباب قد اتخذوا يوم السادس من إبريل اسما لحركة شبابية سياسية تعبر عن مطالبهم وتنقل مأساتهم وتحمل فى طياتها مختلف الطوائف الحزبية.
تأثر المصريون بما فعلته إسراء، دعا أحد المواطنين لأن يغازلها بالأشعار قائلا بـ" بت يا إسراء الله ..دى عيونك حلوه أوى..ورموشك خيل..بترج الليل..وبترمح من سيوه لملوي..ولحد سيناء ، واقفين يا أميرة على بابك..مستننيين أمر جنابك..شاورى بعيونك لأحبابك..باركيهم يا أم العشاق".
شهور قليلة خلفت إضراب 6 إبريل واستطاعت تلك الحركة الوليدة أن تحتل مكانا رئيسيا فى الشارع السياسى موازيا للحركات والأحزاب السياسية الأخرى، بل إنها تميزت عنهم باكتساب عطف الجميع.
وأصبح وجود شباب 6 إبريل فى أى مظاهرة أو وقفة احتجاجية دورا أساسيا لنجاحها، وظهر للشباب دور مؤثر فى تحريك الرأى العام والضغط على الأمن المصرى بالوقوف على سلالم الصحفيين والنائب العام إلى أن يفرج عن زملائهم من معتقلى المحلة والإسكندرية وباقى محافظات مصر .
فطيلة عام مضى كان لشباب 6 إبريل اتجاه ولإسراء عبد الفتاح اتجاه مغاير، تغيب عن العيون وتظهر تشارك وأحيانا أخرى تبتعد حتى تعذر على العديد فهم طبيعة تفكيرها فى مباشرة الحياة السياسية، فهل فازت بشهرة الإضراب فى صنع اسم لها فى الحياة السياسية؟
دارت الأيام وجاء اليوم الموعود ..اليوم الذى ولدت فيه شهرة إسراء وأصبح لها كيان بين الوسط السياسى، جاء يوم 6 إبريل 2009 ، لم تكن فيه إسراء كالعام الماضى، فلا هى تلك الفتاة المغمورة ولا هى تلك الفتاة التى تنتظر عريسا طيبا ابن حلال ولا حتى تلك التى تبحث عنها الكاميرات، ولا حتى إسراء التى دعت أو طرحت فكرة جديدة استكمالا لما قدمته العام الماضى ...إسراء هذا العام تحركت فى جلباب أيمن نور، حملت على كتفها " لافتة برتقالية اللون مكتوب عليها إعلان القاهرة "
إسراء وصلت إلى سلالم نقابة الصحفيين بعد ثلاث ساعات من بدء الوقفة الاحتجاجية ، وياليتها وصلت لتلقى كلمة لمن حملوا الراية بعدها من شباب 6 إبريل ، إسراء وصلت أمام سلالم النقابة مع زميلة لها تحمل " كاميرا ديجيتال " وتبادلا التقاط الصور وتغيير الخلفيات بين علم مصر ولافتات مكتوب عليها يوم الغضب.
إسراء هذا العام لم تكن متحمسة لأن توصل رسائلها للجميع بالمشاركة فى الإضراب وإنما اهتمت فى أن تظهر ابتسامتها الطيبة فى الصور الملتقطة، فهل حقا تلك هى إسراء رئيسة جمهورية "جيلي" التى عشقتها وعشقها مثلى الكثير؟ فهل حقا هى إسراء التى حركت مشاعر الجميع بدمعة والدتها عقب الإفراج عنها؟ وهل حقا إسراء 2008 هى إسراء 2009؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة