عقدت أمس الاثنين، ورشة الزيتون ندوة لمناقشة ديوان "اسمى ليس صعباً" للشاعرة فاطمة ناعوت فى حضور عدد من النقاد والمثقفين والشعراء، منهم شعبان يوسف وسهير المصادفة، وإدارة الشاعر أشرف عامر، كما احتفل الحضور بعيد ميلاد الشاعر شعبان يوسف مسئول الورشة، واستمرت المناقشة لأكثر من ثلاث ساعات.
وقال الشاعر أشرف عامر، إن كتابة فاطمة ناعوت الشعرية والنثرية لها مذاق خاص، وإنها عندما بدأت الكتابة فجأة بعد 35 سنة من عمرها، كان ينظر لها الوسط الثقافى بارتباك، فالبعض يراها تنذر بكاتبة مهمة لها ملامح وخصائص مميزة، والبعض يراها متطفلة على الأدب وليس لديها أى جديد تضيفه.
وأضاف عامر، أن الذهنية كانت محور الكاتبة الأساسى فى ديوانها الأول، أما ديوانها الأخير وما سبقه، فقد تحولت هذه الذهنية إلى تشخيص إنسانى حقيقى، مؤكداً أن ناعوت أصبح لديها خلال 7 سنوات فقط منجزها الشعرى الحقيقى، وصار لها ملامحها التى يشار إليها وخصوصيتها فى بناء الجملة وتكوينها الشعرى.
فيما أشار الشاعر سمير درويش إلى أن هناك أكثر من مدخل لقراءة الديوان كدليل على أن التجربة متسعة، وأول مستويات القراءة أنه يمكن تعقب علاقة مع رجل ما فى صعودها وهبوطها فى عدة قصائد داخل الديوان، وثانيها الغربة والوحدة داخل الديوان، سواء داخلية أم خارجية، بالإضافة إلى ولع فاطمة باللغة وتقديمها تشكيلاً عالٍ ولغة جميلة وجذابة من خلال بناء مختلف للجملة، كما يمكن قراءة الديوان من خلال من خلال بناء القصيدة نفسها. وقسم درويش الديوان إلى قصائد طويلة وقصيرة معتبراً أنه لا يوجد نمط جمالى ثابت داخل الديوان، وبعض القصائد لم تتخلص من أنماط جمالية وميراث قصيدة التفعيلة فى محاولة من الشاعرة للاستفادة من كل الأشكال الجمالية المتاحة وغير المتاحة.
ورد الشاعر شعبان يوسف على مداخلة سمير درويش، قائلا إن الفصل بين قصيدة النثر والتفعيلة معركة بائسة، رغم أنه لا يوجد حائط بين القصيدتين، ومن حقنا أن نستفيد من منجزنا الشعرى الطويل والجمالى بعيداً عن أى تنظيرات. وأشار إلى أن النظرة الأساسية فى الديوان هى تشخيص العالم، فالكاتبة تشخص العائلة، وقال إن فاطمة عندما لا تقصد أن تكون شاعرة، وأن الدهشة تملأ الديوان من أوله لآخره حتى إننا نندهش من هذه الدهشة ونتساءل، هل الشاعرة بهذا القدر من الطفولة والاندهاش.
وقال الناقد عمر شهريار، إن الديوان منذ بدايته ينبئ بجملة من الأسئلة الاستنكارية، وهو أشبه ببكائية للغياب، وأشار عمر إلى أن الشاعرة تعتمد على المفارقات الكلية فى بعض القصائد، وفى بعضها على المفارقات الجزئية كما فى قصائدها القصيرة، بالإضافة إلى استحضار الغائب، وإضفاء صفة الدهشة على غير المدهش فى بعض قصائدها.
وأشار شهريار إلى أنه رغم وجود الكثير من القصائد المهمة داخل الديوان، إلا أنه أحياناً كانت تفرط الشاعرة فى السرد بما يتحول إلى خطاب مباشر ونثرى.
واعتبر الناقد الدكتور حسام عقل، أن الشاعرة تتم ما بدأته فى ديوانها "هيكل الزهر" مقدمة لنا شعراً يهتم بالحالات والأشياء اليومية وتوظفها فى صورتها داخل القصيدة، مشيراً إلى أن شعرها فى الديوان يذكرنا بأدب المراثى، ولكنها تستطيع أن تقدمه لنا بصورة عصرية.
وأبدى عقل إعجابه الشديد بقصيدة "عبيطة الدولة" لأنها، كما يقول، مليئة بالعمق الإنسانى وبروز الروح النسوية، بالإضافة إلى اقتراب الشاعرة من عالم المهمشين، وأضاف أن الشاعرة عندما تقدم لنا شعر الحالات اليومية تسقط أحياناً فى البساطة المفرطة والتقريرية والمباشرة، كما فى قصيدتها "لم أنجح بعد"، ويعتبر عقل الشاعرة استطاعت بهذا الديوان الخطو خطوة مهمة فى مشروعها الشعرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة