قال إن اختيار مرشد متشدد سيقضى على الجماعة..

فورين بوليسى: أبو الفتوح الأصلح لمنصب المرشد

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 06:43 م
فورين بوليسى: أبو الفتوح الأصلح لمنصب المرشد وصف لينش خطوة عاكف بالتاريخية
إعداد: محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد مارك لينش أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، والمتخصص فى شئون الشرق الأوسط والإسلاميين، أن اختيار مرشد الإخوان المسلمين القادم سيحدد علاقة الجماعة، والحكومة المصرية بالغرب وخاصة الولايات المتحدة، مشيراً إلى تصريحات مهدى عاكف الأخيرة، بأنه لن يسعى لترشيح نفسه لولاية ثانية. وقال إن انتخابات المرشد المقبلة، والتى وصفها باللحظة المهمة فى تاريخ الجماعة، ستخلف آثاراً مثيرة للاهتمام تنعكس على مستقبل الحركات الإسلامية المعتدلة بشكل عام.

وقال لينش فى مقاله المنشور فى العدد الأخير من مجلة "فورين بوليسى"، إن التيار الأكثر نفوذاً فى الجماعة بزعامة عاكف وخلفائه لديهم نظرة ثاقبة فى تغيير التوجه الداخلى للإخوان بشأن قضايا الديمقراطية، والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى تصريحات محمد حبيب نائب مرشد الجماعة فى قناة الجزيرة، والتى هاجم فيها ما اعتبره توجهاً من الحكومة المصرية لتشويه صورة الجماعة فى واشنطن لمنع أى تغييرات فى سياستها تجاه الجماعات الإسلامية.

ويرى لينش أن قرار عاكف جاء فى لحظة حساسة فى تاريخ العلاقات بين الإخوان والحكومة المصرية والغرب، خاصة فى ظل تخوف الجماعة من مسـألة التوريث، وهو ما أفسح المجال للتخمينات حول كيف ستتعامل الجماعة مع إدارة أوباما، وهل من الممكن أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر انفتاحاً على التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين مما كانت عليه إدارة بوش.

وعلى صعيد آخر يقول لينش، إن قرار عاكف يعكس حالة متناقضة فى قواعد السياسة فى الشرق الأوسط، حيث لم يحدث أن ترك مسئول سياسى دينى فى الجماعة منصبه طواعية، إلا أنه ينقل عن عمرو الشبكى قوله، إن خطوة عاكف "تاريخية" لكن القرار ليس مفاجئاً تماماً، لأن عاكف وعد بعدم ترشيح نفسه لفترة ثانية عندما تولى منصبه فى يناير 2004، وكرر عزمه على التنحى فى نهاية فترة ولايته عندما بلغ الـ80 فى العام الماضى.

وأشار لينش إلى تأثير تنحى عاكف على الجماعة قائلاً، إنه سيشمل خطوات على طريق الديمقراطية الداخلية داخل الجماعة، إذ يصف عاكف بأنه كان دائماً صاحب الخطاب الذى يميل إلى التشدد تجاه إسرائيل والولايات المتحدة وفى معظم القضايا العامة، لدرجة أنه اعتبر أسامة بن لادن "مجاهداً" بل ووعد بإرسال الآلاف من الإخوان للقتال فى غزة، مما جعل بعض مؤيديه يعتبرونه كثير الاندفاع ويشوه صورة الإخوان مع الجمهور الواسع داخل وخارج مصر بسبب تصريحاته، على حد قول لينش.

وينقل الباحث البريطانى عن بعض التقارير، أن جماعة الإخوان فى أوروبا والأردن وسوريا ترى أنه من المستبعد أن يكون المرشح للمنصب بعد عاكف غير مصرى، ورغم أن الاختيار سيتم فى سياق تنظيم الإخوان المسلمين العالمى، إلا أنه من الصعب تصور عدم وجود البديل المصرى للعب الدور.

ويشير لينش إلى أن اختيار زعيم إصلاحى من السياسيين البرجماتيين مثل عبد المنعم أبو الفتوح أو عصام العريان، سيكون إشارة قوية للالتزام باللعبة الديمقراطية المعتدلة. فيما يقلل لينش من احتمالية اختيار العضو الإصلاحى خيرت الشاطر، نائب المرشد الذى حكم عليه بالسجن سبع سنوات إثر انتقاداته الكثيرة للمحاكمة العسكرية فى مصر، ويقول إنه من الصعب أن يكون زعيم الجماعة الجديد مسجوناً.

وعلى الجانب الآخر يقول لينش، إن اختيار أحد المحافظين مثل محمود عزت أو محمد مرسى سيرضى بعض الأفراد من الحركة، لكنه سيكون مؤشراً على الإحباط السياسى، والإمعان فى تقوقع الجماعة، لأن انتخاب مرشد أكثر تشدداً فى نظر لينش سيؤدى إلى تراجع الجماعة عن المشاركة السياسية، فيما يمثل انغراس الجماعة فى المؤسسات الديمقراطية تطوراً كبيراً فى الفكر السياسى الإسلامى المعتدل وممارسته.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة