د. خميس الهلباوى

حدود ومفهوم حقوق الملكيــــة الفكـــــــرية

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 06:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ مفهوم ما تسمى الملكية الفكرية،‏ يتردد ويرتفع صداه كثيراً فى جمهورية مصر العربية، وفى دول العالم المختلفة،‏ وأيضاً فى صدارة المفاوضات الاقتصادية والسياسية،‏ ومفاوضات الإصلاح الاقتصادى فى العالم أجمع منذ سنوات قليلة‏.‏

وبدأت الكثير من الدول المختلفة،‏ خاصة الدول الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية،‏ إعادة النظر وترتيب أوراقها‏، ومراجعة قوانينها المحلية للتعامل مع هذا المفهوم بمستوى حضارى‏، بدلاً من العشوائية فى مجال حقوق الملكية الفكرية‏.‏

فما هى الملكية الفكرية؟ وما هى حقوق الملكية الفكرية؟
الملكية الفكرية هى عبارة عن "خلاصة المعلومات المعرفية النافعة للجنس البشرى"
والملكية الفكرية بمفهوم القانون الدولى‏:‏ هى "حصة فى ملكية معلومات نافعة،‏ أو معرفة نافعة‏"، وكلمة نافعة هنا تعنى أنه يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب مادية لأصاحب تلك الحقوق.

فقد خلق الله الإنسان،‏ وحباه بنعمة العقل عن سائر المخلوقات،‏ وهو يعمل ذلك العقل فى تطويع الطبيعة للحفاظ على حياته واستمرارها‏، وهو كان ومازال الأقوى‏، برغم ضعفه البدنى بالمقارنة بقسوة الطبيعة والكثير من المخلوقات الأخرى‏، وذلك بفضل تميزه بالعقل‏،‏ ولذلك‏ فإن الإنسان دون سائر المخلوقات يحركه عقله،‏ وحاجاته الضرورية‏.

وهذان العنصران العقل والحاجة محركان رئيسيان للمواهب والإبداعات البشرية،‏ وهما من العناصر الأساسية لدفعه فى طريق الابتكارات والإبداعات والاختراعات،‏ وتطوير الوسائل التى تمكنه من الاستمرار فى حياته‏، وهو ما أسهم بشكل جذرى فى انتقال الإنسان وتطويره لوسائل حياته،‏ من العصر الحجرى إلى العصر المذهل الذى نعيشه الآن فى القرن الحادى والعشرين‏.

وبناء على ما تقدم،‏ فإن من حق الإنسان الذى يبدع فى خلق شىء له قيمة مادية‏، أن يملك هذا الشىء‏،‏ وقيمته المادية،‏ وتلك الحقوق تسمى حقوق الملكية الفكرية‏.‏
فإذا كانت الإبداعات البشرية مستمرة،‏ منذ خلق الإنسان الأول على وجه هذه الأرض‏ فما هو سبب الاهتمام بالملكية الفكرية فى هذا العصر بالذات؟! والإجابة هى ما يلى‏:‏ أن التطورات المذهلة التى يشهدها العالم حالياً‏،‏ واختراع وسائل الاتصالات الحديثة من محطات أقمار صناعية،‏ لإرسال البرامج والمعلومات عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عبر الأقمار الصناعية‏، والإنترنت،‏ وظهور علوم ما يسمى تكنولوجيا المعلومات،‏ مما قرب المسافات بين الشعوب فتعرفت أكثر على عادات بعضها‏،‏ وأصبح الاكتشاف أو الاختراع أو الإبداع العلمى فى دولة معينة،‏ يعرف على مستوى العالم،‏ فى أسرع وقت، وبعد سقوط النظام الشيوعى وإتاحة استخدام الكمبيوتر والإنترنت للعالم كله‏.

أدى كل ذلك إلى ما نراه الآن من توسعات ضخمة فى التبادل التجارى الدولى والمحلى,‏ وفى هجرة العمالة ورئوس الأموال بين الدول‏...‏ إلخ‏,‏ مما ساعد على سرعة إيجاد التكامل الاقتصادى بين دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ والكثير من دول العالم الأخرى.
وترتب على كل هذا نقل التكنولوجيات المتطورة من الدول الصناعية الغنية إلى الدول النامية الفقيرة‏، وبدأت الشركات والدول المتقدمة فى منح تراخيص الإنتاج واستخدام اختراعاتها وتقديم الخدمات المتطورة، ليس فقط داخل دولها، ولكن أيضاً فى الدول النامية، وعلى هذا كان لابد من حماية حقوق تلك الشركات والمؤسسات والدول،وتشمل عناصر الإبداعات البشرية للملكية الفكرية الحقوق المتعلقة بما يلى‏:‏
‏*‏ المصنفات الأدبية والفنية والعلمية‏.
‏*‏ منجزات الفنانين القائمين بالأداء والفونوغرامات‏ (‏ الإنتاج الصوتى)‏ وبرامج الإذاعة والتليفزيون‏.

*‏ الاختراعات فى جميع مجالات الاجتهاد الإنسانى‏,‏ والاكتشافات العلمية‏.‏
*‏ الرسوم والنماذج الصناعية‏.‏
*‏ العلامات التجارية وعلامات الخدمة والأسماء والسمات التجارية‏.‏
*‏ الحماية من المنافسة غير المشروعة‏.
*‏ جميع الحقوق الأخرى الناتجة عن النشاط الفكرى فى المجالات الصناعية والعلمية والأدبية والفنية‏.‏

لذلك قامت منظمة الأمم المتحدة عن طريق منظمة التجارة العالمية ‏(WTO)،‏ بإنشاء المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية ‏(WIPO)،‏ للحفاظ على حقوق الدول والأفراد‏،‏ ولحماية حقوق الملكية الفكرية المنتشرة فى العالم بشكل لم يسبق له مثيل‏،‏ وقامت بإنشاء اتفاقية مجلس تنظيم مظاهر التجارة فى حقوق الملكية الفكرية‏Trade-Related Aspects of Intellectual Property Rights (TRIPS),‏ وهى مرفقة كملحق اتفاقية منظمة التجارة العالمية‏.‏

وتعتبر الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية‏،‏ موقعة بالتبعية على الاتفاقيات الملحقة بها‏.‏

ومصر من الدول الموقعة على معاهدة الانضمام لتلك المنظمة‏،‏ وكانت مصر سباقة فى التجاوب مع العالم المتحضر، واستجابة للمجتمع الدولى ومنظمة التجارة العالمية، أصدرت عدة قوانين فى هذا الشأن‏،‏ تتوافق مع اتفاقية المعاهدة الدولية لحماية الملكية الفكرية ‏(WIPO)،‏ والمنظمة العالمية للملكية الفكرية‏.‏









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة