اجتماعات سرية بين إيران وأمريكا منذ ستة أعوام

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 07:36 م
اجتماعات سرية بين إيران وأمريكا منذ ستة أعوام مفاوضات سرية منذ ستة أعوام بين إيران و الولايات المتحدة
عن صحيفة لوتون السويسرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت صحيفة لوتون السويسرية اليوم عن الاجتماعات السرية التى يقوم بها منذ ستة أعوام عدد من الباحثين الأمريكيين والأوروبيين والإيرانيين، والتى عقدت جميعها، فيما عدا اثنين منها، فى جنيف. والهدف من هذه اللقاءات هو مد جسور غير رسمية للحوار بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. وقد أطلق على هذه المبادرة، التى تستلهم فكرها من اتفاقيات أوسلو، اسم "تراك 2".

قالت الصحيفة إنه منذ ست سنوات، يقوم مجموعة من أساتذة الجامعة فى إيران والولايات المتحدة بالمشاركة مع عدد آخر منهم من أوروبا وسويسرا والدول العربية بل وإسرائيل بالاجتماع فيما بينهم بشكل منتظم فى أوروبا. وقد شهدت مدينة جنيف عددا من تلك اللقاءات التى شارك فيها فى المتوسط ما يقرب من ثلاثين شخصا. أما بالنسبة للاجتماعين الأخيرين فقد عقدا فى سرية تامة فى إحدى الدول الأوروبية الأخرى، وكان آخرها ذلك الذى تم فى الفترة من 6 إلى 8 مارس. وقد اتخذت هذه اللقاءات اسم "تراك 2" بسبب طابعها السرى غير الرسمى.

وتقول الصحيفة، نقلا عن أحد الأساتذة المشاركين فيها والذى رفض التصريح عن اسمه خوفا من أن يفقد عمله، أن اتفاقيات أوسلو قد بدأت على هذا المستوى، وأكد على ضرورة إجراء حوار بين الجانبين الأمريكى والإيرانى، حيث تكون أحيانا نظرة كل منهما للآخر بعيدة كل البعد عن الحقيقة. ويضيف أن سرية هذه اللقاءات وعدم وجود كاميرات لتصوير ما يجرى بها تزيل أى خوف من التحدث بحرية، إذ يشعر المشاركون بكونهم غير مضطرين لممارسة أى ألعاب سياسية.

وتشير الصحيفة إلى أن تلك الاجتماعات ليست منفصلة عن السياسة الرسمية لكل من واشنطن وطهران، فهى تجرى بعلم من القيادات العليا للبلدين. وقد شارك خلال الاجتماع الأخير عضو من الحكومة الإيرانية وأحد سفراء الدول الأخرى. ويبدو أن تسريب خبر هذه الاجتماعات إنما ينبع من الرغبة فى التأثير على حملة الانتخابات الإيرانية المقبلة فى 12 يونية، كما تكشف هذه الشفافية عن طبيعة الوضع الحالى الملح، حيث قد تصبح طهران على حافة اجتياز الحاجز النووى.

البرنامج النووى الإيرانى على أجندة "تراك 2"
وعلى الرغم من أن "تراك 2" لا تتعرض بشكل مباشر لقضية النووى الإيرانى، إلا أنها مع ذلك لا تتجنب مناقشة تلك المسألة. فقد شهد لقاء 6-8 مارس وجهتى نظر، حيث يرى البعض ضرورة فصل هذا الجدل النووى عن بقية الإشكاليات، فى حين يذهب البعض الآخر إلى حتمية التعامل مع جميع النقاط بشكل شامل، كما كان الوضع مع اقتراح الاتحاد الأوروبى الخاص بـ"تجميد العقوبات مقابل توقف برنامج تخصيب اليورانيوم"، خاصة أن إيران تمتلك اليوم، بحسب مصادر الصحيفة، 800 كيلو من اليورانيوم المخصب الخفيف. ومن ضمن الموضوعات الأخرى التى تظهر على أجندة "تراك 2" على سبيل المثال: ماذا سيحدث مع قدوم رئيس إيرانى جديد فى انتخابات يونية المقبلة؟

وقد لوحظ خلال الاجتماع الأخير فى مارس 2009 قلة عدد الإيرانيين الحاضرين عن معدلهم الطبيعى، إذ يبدو أنهم كانوا بانتظار رؤية التغييرات الملموسة التى وعدت بها إدارة أوباما.

تواطؤ منظم بين المشاركين
وعن أساتذة الجامعة المشاركين فى تلك الاجتماعات، تشير الصحيفة إلى أن تخصصاتهم العلمية تعكس صلتهم بالإشكاليات الإقليمية فى الشرق الأدنى والعلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث يوجد من بينهم متخصصون فى العلوم الاستراتيجية وآخرون فى العلاقات الدولية، فى حين يعمل البعض الآخر كمستشارين للمسئولين السياسيين. وبحسب أستاذ جامعى آخر يفضل أيضا عدم التصريح عن اسمه، حيث يبدو من الواضح أن بعض المشاركين التى نشرت أسماؤهم فى صحف يونانية قد كان مصيرهم السجن، أن الأساتذة الإيرانيين المشاركين يؤمنون إيمانا عميقا فى "تراك 2"، على الرغم من أن مشاركتهم تلك قد تعرض حياتهم للخطر. ويشير إلى أن أحد مزايا "تراك 2" هى معرفة من يقوم بصنع القرارات فى إيران، حيث إنها تؤخذ عادة بالإجماع فى الجمهورية الإسلامية.

وتذكر الصحيفة أن عدد المشاركين فى هذه اللقاءات وصل حتى الآن إلى 400 أستاذا جامعيا. ويشبه سياق اجتمعاتهم الإطار الذى دارت فيه المفاوضات السرية فى أوسلو الخاصة بالصراع العربى الإسرائيلى.

يختار المشاركون مكانا سريا، يكون بالأحرى فى قلب الريف، حيث تتكون مجموعات صغيرة منهم تتناقش فيما بينها حول الموضوعات الشائكة. وغالبا ما يستأنفون حديثهم أثناء تجولهم فى الطبيعة الريفية. ويقضى المشاركون فى هذه الاجتماعات، التى تستمر عادة ثلاثة أيام، جميع أوقاتهم معا منذ تناول الفطور صباحا وحتى المساء، كنوع من التقارب يسهل الحوار فيما بينهم.

فرص النجاح للسياسة غير الرسمية
تذهب الصحيفة إلى أنه يصعب حتى اليوم التكهن بفرص نجاح هذه المبادرة غير الرسمية فى العمل على عودة العلاقات الديبلوماسية المنقطعة منذ ثلاثين عاما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، إذ يشكك أحد الخبراء فى أن السلطات الإيرانية تعطى أهمية كبيرة لهذا الأمر. ويضيف أن ما يعجبهم فى هذه اللقاءات هو مجرد التطرق للحديث عن إيران.

وعلى الرغم من ذلك، يظل لـ"تراك 2" الفضل فى الانصراف عن القنوات الرسمية التى لا تمنح سوى هامش ضئيل من التحرك بحرية، نظرا لانقطاع الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منذ ثلاثين عاما، خاصة بعد أن أدرج جورج بوش إيران على قائمة دول "محور الشر" فى يناير 2002.

وقد تزامنت أول اجتماعات "تراك 2" مع بداية الحرب فى العراق فى مارس 2003 وقتما كان خاتمى لا يزال رئيسا لإيران. واليوم لا تزال "تراك 2" مستمرة، على الرغم من وجود الرئيس "المحافظ" أحمدى نجاد على رأس جمهورية إيران الإسلامية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة