أحمد خيرى يكتب:عدلات.. القروية الجميلة العانس

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 11:34 ص
أحمد خيرى يكتب:عدلات.. القروية الجميلة العانس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلست عدلات الفتاة القروية الجميلة والمثقفة التى تربطها صلة قرابة بعائلة العمدة، ترتشف كباية الشاى، تحدث نفسها وتتمتم وتندب حظها العاثر، وتطلق صرخات دفينة تسمعها الجدران، وترتد مرة أخرى لها، ونظرات الأم والأب والأقارب والأصدقاء والجيران عبارة عن طلقات وسهام نارية تقطعها قطعاً، ومشاهدتها للمسلسل العربى اليومى وأى كلام أو مشاهد عن الزواج أو العنوسة تتخيل أنها المقصودة، وأن الممثل ينظرها ويشير بيده نحوها، فأخذت تتلصص النظر لوالدتها كى تطمئن أنها لا تنظر ناحيتها مع أنها متاكدة أن عينى أمها على التلفزيون وعقلها وقلبها ينظران ناحيتها ويدعوان الله قائلين، متى أراكِ يابنيتى فى الكوشة ووسط الأهل والمعازيم؟..متى أراكِ ياضناى فى بيتك؟..متى أفرح بيكى، وأرى أحفادى؟..وهى تسمع هذه الدعوات وقلبها يقطر حزناً وأسى وخوفاً، أولاً على والدتها أن تموت قبل أن تطمئن عليا فى بيت الزوجية. لم تكن تتصور عدلات الجميلة الطباع أنها ستقف فى طابور منتظرات الزواج بعد تخرجها وإكمال دراستها، بدأت تشعر بهذا المأزق وتذكرت مواقف كثيرة وفرص ضيعتها بيدها بسبب جهلها أو تسرعها أو عنادها، مرات مع نفسها ومرات مع أهلها وتسببت فى حزن أمها وأبيها، والآن تدور الدوائر وتتجرع كأس الحزن والأسى وحدها، وتلوم نفسها كل ليله ورأسها ودموعها على وسادتها، وضعف جسدها وانطفأ بريق وجهها ودب الإحباط فى نفسها وإن كان لا يرى هذا، ولا يشعر به أحد غيرها..ويمر شريط ذكرياتها أمامها كالورد اليومى، فهى التى لم توافق على زوج يكبرها بعشرة أعوام كان سيوفر لها حياة راقية، لأنها كانت وقتها فى الجامعة، وهى التى رفضت الزواج بمدير والدها فى العمل، لأنها لاتحب منظره ولا طريقة كلامه وهى التى لم توافق على زميلها فى الجامعة الذى أحبها لعلمها أنه لن يستطيع توفير متطلباتها، وهى التى لم توافق على زواجها من رجل سعودى فى سن جدها تقدم لها وأراد أن تسافر معه، ورفضت "زكايب" الريالات التى كان يريد تقديمها كمهر وشبكة ولم تستمع لمثل ستى..عجوز يدللك ولا شاب يبهدلك..وهى التى لم ترض بابن عمها لان أخوها تزوج أخته فأحست أنها صفقة وتبادل أغنام وليس زواجاً، وهى التى لم تتزوج ابن الجيران الذى ماتت زوجته وتركت له ابناً واستمعت لمثل ستى...دورى فى كل البلاد ولا تاخدى واحد عنده أولاد...وهى التى رفضت الزواج بابن العمدة حتى لاتكون زوجة ثانية وتعانى على رأى ست..عقربة فى الغار ولا ضرة فى الدار...ماذا تفعل؟ أصابها صداع أتتزوج لمجرد الزواج؟ وعلى رأى ستى..ظل راجل ولا ظل حيطة.. هل بالزواج فقط يحى الإنسان؟ ..أتتزوج قبل أن يدهسها قطار العمر أى زواجة والسلام ...هل تقبل أول طارق للباب فلم يعد هناك وقت للتعزز والشروط وتخشى على أمها أن يحدث لها مكروه وتتحمل ذنبها طوال عمرها ..هل أخطأت عدلات الفتاة القرية الجميلة والمثقفة انصحوها لله... و الله يرحمك ياستى





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة