شهدت الجلسة المسائية بمجلس الشعب أمس الأحد خلافاً بين وزير الزراعة والنائب عبد العليم داود، حيث اتهم النائب الوفدى المهندس أمين أباظه وزير الزراعة بمعاقبة أهالى دائرته فوه ومطوبس بكفر الشيخ، وهدد النائب بالانسحاب من جلسة مجلس الشعب مساء اليوم احتجاجاً على موقف وزير الزراعة.
وقال النائب داود أمام المجلس إن وزير الزراعة حرم مزارعى الدائرة من بذرة القطن 88 الفاسدة، بدلاً من البذرة 86، وهدد بالانسحاب وسأله الدكتور سرور، أنت بتقصد وزير الزراعة ولا محمود أباظة؟ فرد عبد العليم "أنا أقصد الوزير وإللى عينه، ثم طالب سرور النائب بالجلوس وعدم الانسحاب من الجلسة للاستماع إليه، وبالفعل جلس ولم ينسحب.
و شهدت الجلسة مناقشات ساخنة من عدد من النواب ومقدمى طلبات الإحاطة، وعددهم 60 نائباً، حيث أكدوا أهمية استنباط أنواع جديدة من القطن تلائم متطلبات احتياجات المصانع، وتقديم تسهيلات كبيرة للمزارعين لتشجيعهم على زراعة القطن الذى ارتبط بالحياة الاجتماعية للفلاحين، والذين كانوا ينتظرون حصاده لتزويج أولادهم وتحسين مقومات المعيشة لهم، ودعا النواب إلى ضرورة تحديد الحكومة لموقفها من زراعة القطن، وإعلانه للرأى العام، حتى يعلم المزارع حقيقة خطة الحكومة إزاء هذا المحصول الإستراتيجى الهام.
من جانبه أعلن المهندس أمين أباظة وزير الزراعة، أنه قبل 1963 كانت هناك البورصة وسوق منظمة للقطن وقد تعرض لأزمات متنوعة فى هذه الحقبة التاريخية ومشيراً إلى أن انخفاض ساحة الأرض من القطن تطوير للانخفاض العالمى لطلبات العالم من القطن، أو لوجود مشاكل فى صناعة الغزل والنسيج داخل مصر. وأن باكستان والصين والهند أصبحوا المسيطرين على زراعة القطن عالمياً، بعد تحقيق نهضة صناعية كبرى فى هذه الدول الثلاث، مما يستلزم إعادة التفكير فى زراعة القطن وصناعة الغزل والنسيج على ضوء المتغيرات العالمية والمحلية.
وأوضح أباظة أن صناعة العزل والنسيج بدأت فى الانهيار منذ عام 2001، وشهدت انهياراً فى مصانع مصر الكبرى فى المحلة وكفر الدوار وغيرها من المصانع. مشيراً إلى أن الاحتياطى الحالى من القطن 2.5 مليون قنطار، منها 400 ألف قنطار مخزنة من العام الماضى، وذلك أن بنك التنمية والائتمان الزراعى لم يمول فى يوم من الأيام محصول القطن، وإنما البنوك التجارية هى التى تمول القطن.
وقدم النائب محمد عبد العليم الشكر لوزير الزراعة على استجابته الفورية بتوزيع بذرة القطن 86 على الفلاحين فى دائرته، ولكنه قرر أنه لم يلتقِ الوزير، ولم يتشرف بمقابلته فى مكتبه فى يوم من الأيام، وجاء شكر النائب بعد أن كان قد هدد فى بداية الجلسة بالانسحاب، احتجاجاً على قرار وزير الزراعة بفرض بذرة القطن 88 على فلاحى كفر الشيخ دون بذرة 86.
