"شباب فاهم أولوياته.. بيكمل ويبنى حياته".. تصدر هذا العنوان لافتة كبيرة وضعت بمنتصف ميدان التحرير ليلة 5 أيريل، فى إطار "حملة عطاء الشباب"، التى أطلقها الحزب الوطنى فى الأيام الماضية، والتى رآها كثيرون محاولة من الحزب لإنشاء كيان شبابى موازٍ لشباب حركة 6 أبريل.
تصدرت لافتة حملة الوطنى جزيرة تم إنشاؤها حديثاً، فى منتصف ميدان التحرير، عن طريق بعض شباب الحزب الوطنى، فى إطار حملة عطاء الشباب، واستمر العمل فى الجزيرة الجديدة طوال اليوم، رغم منع الأمن لأى تواجد آخر فى الميدان غير رجال الشرطة التقليديين المنتشرين فى كل مكان، وعن طريق رجال الشرطة السريين الذين تكفلوا بإخلاء الميدان، لأن "الباشا الكبير قاعد قدام هارديز".
"الباشا الكبير" الذى أشار إليه رجال الشرطة السريين، هو اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، الذى اتخذ من "ترابيزة صغيرة" ومقعدين خشبيين، أمام مطعم "هارديز" بميدان التحرير "غرفة قيادة مركزية" لمتابعة الإضراب، وهى نفس البقعة التى استغلها الشاعر لمتابعة إضراب 6 أبريل فى العام الماضى، وبعدها فى متابعة انتخابات المحليات الأخيرة، ثم فى إضراب 5 مايو، مع اختلاف وحيد، تمثل فى غياب "بوفيه" مدير الأمن الشهير، الذى كان يستخدمه الشاعر فى المرات السابقة، والمكون من سيارة "بوكس"، مع ثلاجة صغيرة "آيس تانك" وبوتاجاز، لإعداد المشروبات الساخنة والباردة، التى يتولى تقديمها مجندون بـ "يونيفوم" فندقى موحد.
سيارة الشاعر غابت هذا العام، واستبدلها ببوفيه صغير فى ممر العقار رقم 5، الذى يقع به مطعم "هارديز"، هرباً من عدسات مصورى الصحف، التى التقطت صور "البوفيه" فى الإضرابات السابقة، المفارقة أن مدير أمن القاهرة لم يستطع الاستمتاع بتناول المشروبات الساخنة والباردة هذه المرة، لإصابته بالتهاب فى الحلق، أثر على صوته، الذى بدا "مبحوحاً" أثناء إصدار توجيهاته لقيادات مديرية الأمن، وخلال اتصالات اللاسلكى المتبادلة بينه وبين قيادات وزارة الداخلية.
وكان واضحاً للجميع وجود علبتى دواء bradoral"" المخصص لعلاج التهابات الفم والحلق، موضوعتين أمام مدير أمن القاهرة، ونتيجة لذلك توقف عمل البوفيه تماماً، بعد أن امتنع باقى قيادات مديرية أمن القاهرة عن تناول المشروبات، مراعاة لظروف مدير الأمن.
بدا الشاعر هادئاً طوال اليوم، وهو يتابع الازدحام، المتوسط، فى حركة المرور بميدان التحرير، والذى ساهمت فيه الإدارة العامة للمرور، بعد أن خنقت أهم الطرق المؤدية إلى الميدان بكمائن، ليظهر الميدان مزدحماً، وتبدو الحركة فيه طبيعية، واقتصرت مهمة مدير الأمن على متابعة شباب حملة الحزب الوطنى، أثناء عملهم فى الحديقة المواجهة، قبل أن يتضح أنهم مجندون بوزارة الداخلية، تم زرعهم منذ صباح 6 أبريل، للعمل فى وسط الميدان، فى إطار حملة الوطنى، وهو ما أكدته أحاديثهم الجانبية التى احتوت على عبارات "الباشا" و"الباشا الكبير"، وحديثهم عن عقاب الضباط لهم لو تهاونوا فى عملهم، قبل أن يؤكد ذلك وجبة "الكشرى"، التى تناولوها فى الغذاء، والتى تولى توزيعها عليهم أحد أفراد الشرطة السريين، الذى كان يرتدى ملابس مدنية.
وأخبرنا الشرطى السرى بأن قياداته شددت على الاقتراب من أفراد الشرطة المتنكرين فى زى "شباب الوطنى"، كى لا ينكشف أمرهم، لأن المفترض أنهم يتصدون لشباب 6 أبريل الذين يدعون للإضراب.
مدير أمن القاهرة تابعهم.. بعد أن تخلى عن البوفيه "البوكس" لإصابته بـ "التهاب الحلق"..
جنود شرطة "كومبارس" فى حملة "عطاء الشباب" بدلاً من شباب الحزب الوطنى
الإثنين، 06 أبريل 2009 08:48 م
إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة