تطرق معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى للزيارة المرتقبة التى سيقوم بها الرئيس باراك أوباما إلى تركيا يومى السادس والسابع من أبريل الجارى، وذلك فى أول زيارة للرئيس الأمريكى لبلد مسلم منذ توليه مهام منصبه فى يناير الماضى.
وقال سونر جاغايتاى مدير برنامج الأبحاث التركية بالمعهد، فى تقرير جاء بعنوان "أوباما فى تركيا، إغراء أنقرة نحو الغرب"، منشور على الموقع الإلكترونى للموقع باللغتين العربية والإنجليزية، إن هذه الزيارة تهدف إلى الاستفادة من رحلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إلى العاصمة التركية أنقرة فى مارس الماضى، والتى أكدت فيها التزام واشنطن بالتعامل مع تركيا كدولة أوروبية وغربية. واعتبر الباحث أن هذه الزيارة خطوة مهمة فى إعادة بناء العلاقات المضطربة بين الولايات المتحدة وتركيا، بعد ما شهدته من فتور فى السنوات الماضية.
وأبرز المعهد الأهمية التى تمثلها تركيا لواشنطن، حيث تملك ثانى أكبر جيش فى منظمة حلف شمال الأطلسى، وتتمتع بسادس أكبر اقتصاد فى أوروبا. كما أن لتركيا حدود مع إيران والعراق وسوريا، وهى قاعدة لعمليات الولايات المتحدة العسكرية فى أفغانستان وخارجها.
ورأت المؤسسة البحثية الأمريكية المحسوبة على اليمين أن مهمة أوباما لن تكون سهلة فى تركيا، حيث سيواجه الرئيس الأمريكى خلال هذه الزيارة موضوع واحد، يعتبر حساساً بصورة خاصة، وهو القضية الأرمينية. فأى تصريح يدلى به أوباما حول أرمينيا سيراقب عن كثب من قبل تركيا. فوفقاً لاستطلاعات الرأى، لا يعتقد 90 فى المائة من الأتراك أن وفاة عدد كبير من الأرمن خلال زمن تراجع الدولة العثمانية يشكل إبادة جماعية.
وفى حين يقوم رؤساء الولايات المتحدة عادة بإصدار إعلان كل ربيع لإحياء ذكرى أحداث عام 1915 والاعتراف بالمعاناة التى وقعت خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنهم لم يستخدموا قط كلمة "الإبادة الجماعية" لوصف أنشطة الإمبراطورية العثمانية. وبما أن إعلان الرئيس الأمريكى لهذا العام سيكون الأول من قبل باراك أوباما، ستكون صياغته مهمة لتحديد النبرة العامة فى العلاقات الأمريكية التركية. وإذا قام الرئيس أوباما بوصف أحداث عام 1915 على أنها إبادة جماعية، كما تشير بعض التقارير الصحفية بأن ذلك قد يحدث، فسوف يصيب ذلك وتراً حساساً فى تركيا، وسيضر بالمصالح الأمريكية، فى الوقت الذى يأمل فيه الرئيس أوباما كسب قلوب الأتراك وعقولهم، وتأمين تعاون أنقرة.
ورصد معهد واشنطن عدة مجالات رئيسية يمكن أن تستخدمها واشنطن للتأثير على السياسة التركية، أهمها جعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، الفكرة المهيمنة للسياسة الأمريكية، والتعامل مع تركيا باعتبارها أكبر من مجرد بلد مسلم شريك للولايات المتحدة.
وخلص التقرير إلى القول بأن تركيا الآن فى مفترق طرق من حيث هويتها السياسية الدولية. وإذا قام الرئيس أوباما بتأييد تركيا كإحدى الدول الأوروبية التى ينظر إليها بأنها جزء من الغرب وليس جزءاً من "العالم الإسلامى"، فستكون زيارة الرئيس الأمريكى ناجحة.
وفى الوقت الذى ينحاز فيه نجوم سياسيون فى تركيا ضد الولايات المتحدة، سيؤدى اتباع سياسة سلبية من قبل واشنطن تجاه أنقرة، إلى تعميق تزايد شعور الأتراك بالعزلة تجاه الغرب.
وعوضاً عن ذلك، ينبغى على إدارة الرئيس أوباما، أن تعبر عن اهتمامها بتركيا بصورة نشطة وتضع سياسة ذات قاعدة عريضة بحيث تكون منسقة بين مختلف الوكالات الحكومية.
معهد واشنطن: أوباما يسعى لكسب قلوب الأتراك وعقولهم
الأحد، 05 أبريل 2009 03:57 م
تركيا أول بلد مسلم يزوره الرئيس الأمريكى منذ توليه المنصب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة