إذا كانت الأوضاع بالمحلة تشير إلى انخفاض شرارة إضراب 6 أبريل غداً الاثنين، إلا أنها فى المقابل تشير وبقوة إلى انتقال بؤرة الأحداث إلى محافظتى كفر الشيخ والدقهلية، وهما ليسا بعيدتين عن المحلة جغرافياً سوى 35 كيلو متراً، أو نصف ساعة يقطعها الميكروباص.
الأحداث مشتعلة فى كفر الشيخ منذ أيام وغداً ساعة الصفر، وساعد على اشتعالها القبض على الطالبتين "أمنية طه غازى ـ الطالبة بهندسة كفر الشيخ وسارة محمد رزق ـ بالجامعة العمالية بالمنصورة"، وحبسهما لمدة خمس أيام، بتهمة توزيع منشورات لتحريض المواطنين على الاشتراك فى الإضراب العام 6 أبريل.
حادثة القبض على الفتاتين، كانت حديث المدينة لينتشر الخبر بسرعة انتشار النار فى الهشيم، وانتشرت فكرة الإضراب، وساعد فى ذلك ردود فعل الجهات الأمنية وممارستها ضد المعتصمين وأهالى الطالبتين والمساندين لهما من القوى السياسية المختلفة.
وزادت من اشتعال الأحداث، القبض على 37 من الناشطين من الأحزاب والحركات المعارضة، وتدخل العديد من الجهات الحقوقية وأجهزة الإعلام المحلية والعالمية فى هذا الحدث ترقباً لما ستسفر عنه الأحداث المتوقعة غداً.
تم اختيار أماكن الإضراب، وتحديدها فى أهم ميادين كفر الشيخ، أهمها أمام مقر أمن الدولة والمحكمة ومكتب المحامى العام لتكون مسرحاً للأحداث التى ستشتعل بوجود عناصر مختلفة من الرافضين لسياسات الحكومة مثل الإداريين بالتربية والتعليم والعاملين بالإصلاح الزراعى والأطباء وممثلى الأحزاب المعارضة والحركات الناشطة بكفر الشيخ.
وفى الوقت ذاته، شهدت كفر الشيخ اعتصامات للإداريين العاملين بالتربية والتعليم لصرف حافز الإثابة والكادر، وتم تعليق اعتصامهم ليشاركوا غداً ضمن الإضراب العام، كما كان للعاملين بالإصلاح الزراعى على مستوى المناطق الخمسة للمحافظة وقفة احتجاجية لصرف حافز 50% أسوة بباقى العاملين بالمحليات.
أكد مصطفى عبد الله وعادل فتحى ومحمد عبد المنصف، أنه لم يكن لهم أى اهتمامات بالشأن السياسى، إلا أن أحداث القبض على الطالبتين الجامعتين أثارت اهتمام الأسر بكفر الشيخ، مما جعل الأحداث أكثر انتشاراً وتفاعلاً وتعاطفاً مع أسر الطالبتين، خاصة وأن الجامعة هى جامعة كفر الشيخ التى تقع فى قلب المدينة، مما يجعل أى أحداث أو تظاهرات مساراً للحديث لدى المواطنين، خاصة وأن هذه المنطقة تضم جميع الكليات والعديد من المدارس والمؤسسات والهيئات الحكومية، إضافة إلى وقوعها على الطريق الرئيسى المؤدى إلى القاهرة.
ويرى كل من سناء عطية ونادر جرجس، أن مثل هذه الأحداث تنذر بأعمال عنف سوف تمر بها المحافظة، والتى تؤكد على رفض المواطنين للأسلوب الذى تم التعامل به مع الطالبتين والمتظاهرين، وتوقع ردود أفعال عنيفة وغاضبة لتعبر عن رفض الشارع المصرى للأحداث التى تعصف كل يوم باستقرار وأمن الأسرة المصرية.
وأشارت دعاء غازى إلى أنه فى العام الماضى شهدت المحلة أحداثاً مؤسفة، وأن زملائها من أبناء المحلة احتجزوا فى منازلهم من قسوة الأحداث وغليان الشارع ووصول الحرائق والنيران إلى العديد من المنازل والتى هددت المواطنين.
ومن جانبه، بدأ الأمن يستشعر خطورة الوضع غداً، ومساهماتهم بشكل فعال قد يساوى أو يفوق أحداث المحلة العام الماضى فى 6 أبريل، وعلى الفور وصلت التعزيزات الأمنية وسيارات الأمن والقوات الخاصة وسيارات مدرعة انتشرت بالمحافظة والميادين المتوقع حدوث اشتعال للحركة بها.
أما على مستوى محافظة الدقهلية، فالأمر أكثر توتراً وقلقاً مما يجعلها مرشحة بقوة لتحل محل مدينة المحلة هذا العام بعد قيام قوات الأمن والمباحث بحصار مقر حزب التجمع اليوم الأحد لمنع شباب الحزب والاشتراكيين الثوريين من الاعتصام داخل الحزب بعد إلقاء القبض على أحمد النديم منسق حركة 6 أبريل بالمحافظة أمس السبت أمام كفر الشيخ.
فتوعدت قيادات ائتلاف المعارضة للإضراب غداً، واتفق شباب المعارضة و6 أبريل والجهة الديمقراطية مع شباب الإخوان المسلمين فى الجامعة، وبدأوا فى دعوة طلاب الجامعة للامتناع عن دخول المحاضرات غداً، والمشاركة فى فعاليات الإضراب.
وانتشرت اليوم قوات الأمن بالزى المدنى بصورة كبيرة فى الشوارع والميادين الرئيسية لمدينة المنصورة وسيارات الأمن المركزى.
ومما يزيد الأمر توتراً وجود قصور أمنى بالمحافظة، بعد أن تحولت حوادث خطف الأطفال إلى ظاهرة جعلت مشاركة أسر الأطفال فى الإضراب غداً محتملة بدرجة كبيرة.
كفر الشيخ والدقهلية مرشحتان لتكرار سيناريو إضراب المحلة العام الماضى .. 6 أبريل يعيد نفسه فى الدلتا
الأحد، 05 أبريل 2009 10:08 م
إضراب المحلة مرشح للتكرار فى كفر الشيخ والدقهلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة