اعتبرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية انتهاء محادثات فتح وحماس بالقاهرة دون التوصل إلى اتفاق، وتعليق محادثتهما حول إقامة حكومة وحدة وطنية، بأنه نهاية محزنة لشهور من الجهود الدبلوماسية المحمومة، وربطت بينه وبين فشل قمة الدوحة وتشكيل حكومة إسرائيلية من اليمين المتشدد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حين أعلنت فتح وحماس عن انتهاء مباحثاتهما دون التوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية، والتى ربما تستأنف فى غضون ثلاثة أسابيع، حاولت مصادر مصرية أن تصور الأمر بأنه وقفة مؤقتة دون الإشارة إلى آثار أعمق.
وصورت الصحيفة الوضع بين الطرفين فى أن حماس تلقى باللوم على فتح فى فشل المحادثات، لكونها خاضعة لتأثيرات خارجية، أى الولايات المتحدة وإسرائيل، كما تلوم القاهرة بسبب تأييدها لأبو مازن زعيم السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وعلى الجانب الآخر تلوم فتح حركة حماس لرفضها تقديم تنازلات أساسية تجاه شروط الرباعية الدولية الضرورية للمجتمع الدولى للتعامل مع حكومة وحدة وطنية، وعلى الجانب الآخر فإن المصريين يلقون باللوم على قطر وإيران لتقوية شوكة حماس، فى حين أن الكثيرين يتهمون مصر بسوء إدارة الحوار وانحيازها الواضح لحركة فتح، فيما تشير بعض أصابع الاتهام إلى واشنطن لعدم تقديم أية إشارات إيجابية من شأنها أن تؤدى بالجانبين إلى اتخاذ ما يلزم من شروط. وقالت الصحيفة إن كل ما سبق يكاد يكون صحيحاً.
وتطرح الصحيفة تساؤلاً حول هل هذا الفشل أمر سيئ؟ وتجيب بأن الحكم يعتمد على ما نأمل أن نراه من إنجازات، فكثير من المراقبين واللاعبين يرون أن لهذه المباحثات قيمة إجرائية بحتة، كونها محاولة لإجبار حماس على الاستسلام لقيادة أبو مازن ومبادئ الرباعية الدولية، إلا أن آخرين يرون ضرورة ملحة للتغلب على الانقسام بين فتح وحماس لإعادة دمج الضفة الغربية وقطاع غزة والتعاون فى إعادة إعمار غزة والتفاوض حول حكومة واحدة متماسكة، حيث إن حوالى 73% من الفلسطينيين يرغبون فى حكومة وحدة وطنية.
وهناك مخاوف من أنه بدون نوع ما من الاتفاق الفلسطينى لا يمكن أن تكون هناك شرعية لإجراء انتخابات جديدة فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المحتمل أن يحاول أبو مازن البقاء فى السلطة على الرغم من انتهاء ولايته الشرعية منذ فترة طويلة، ويمكن أيضا أن يحاول إقناع سلام فياض بالتراجع عن استقالته، ولكن مهما كان الحال، فإن الفجوة بين مجموعة أبو مازن والشعب الفلسطينى، والتى تسارعت وتيرتها بحرب غزة سوف تنمو بشكل أسرع، كما جاء بالصحيفة.
وتتنبأ الصحيفة بأنه إذا ما اتجهت الجهود الأمريكية فى المقام الأول إلى مواصلة بناء قوات الأمن الفلسطينية فى إطار توجيهات الجنرال كيث دايتون، دون أى تقدم سياسى مناسب، فإن الوضع يمكن أن يتجه نحو جولة أخرى من الصراع بين الفلسطينيين، ولكن هذه المرة فى الضفة الغربية، مما يثير القلق بأن كلا الجانبين قد يشعرا بإمكانية النجاح فى هذا الصراع الذى يمهد جوا مثالياً لحرب تعمل على توازن القوى.
وتقول الصحيفة، إن الكثير من الفلسطينيين يتحدثون الآن عن احتمال الانهيار الكامل للسلطة الفلسطينية، ولكن هذا الأمر بعيد إلى حد ما، كما أن المحاولة الجديدة لتحويل وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على النحو الذى اقترحه خالد مشعل قبل شهرين أمر غير وارد. وفيما مازالت مسألة ما إذا كانت حماس ستجد وسائل أخرى لإعادة إعمار قطاع غزة مطروحة للنقاش، إلا أن دوافعها لتهدئة موقفها من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة ستضعف لبعض الوقت.
وتختتم الصحيفة بالقول، إن الأمل الآن فى أن يعد فريق أوباما خطة لكيفية التعامل مع كل هذه الأمور، وعلى رأسها ما يحدث بالضفة الغربية، هذا إذا لم يكن الرئيس الأمريكى راغباً فى التحول إلى المسار السورى تاركاً القضية الفلسطينية "على الرف"..
دعت أوباما لإعداد خطة للتعامل معها..
فورين بوليسى: نهاية محزنة للجهود الدبلوماسية للقضية الفلسطينية
الأحد، 05 أبريل 2009 05:08 م
تخشى الصحيفة أن يتوجه أوباما للمسار السورى بعيداً عن فلسطين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة