حملة من الانتقادات تواجهها حركة جديدة مكونة من عشرين شاباً باسم "رفع الوصمة والتمييز ضد مرضى الإيدز" تقول إنها تهدف إلى التواؤم مع رؤية الأمم المتحدة فى كسر حاجز الصمت الذى يقف وراء انتشار الإيدز.
وتواجه الحركة انتقادات من جانب ائتلاف المنظمات الإسلامية واللجنة الإسلامية العالمية للمرأة التابعة للمجلس الإسلامى العالمى. وقالت المهندسة كاميليا حلمى رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة، إن كسر حاجز الصمت يتطلب تغيير القيم والتقاليد والثقافات التى تجرم الشذوذ والممارسات الجنسية خارج نطاق الزواج، واعتبرت مبدأ رفع الوصمة عن مريض الإيدز قذفاً بتعاليم الدين الإسلامى، وأشارت حلمى إلى أن ما يقرب من 1.3 فقط من مرضى الإيدز تم إصابتهم عن طريق الخطأ الطبى، أو العدوى ولم يكن لهم ذنب فيها، وهؤلاء المرضى تكون أسباب إصابتهم معروفة ويتعاطف معهم المجتمع، بينما النسبة الباقية فتصاب بالمرض نتيجة الممارسات الخاطئة كالزنا أو تعاطى المخدرات.
وأشارت المهندسة كاميليا حلمى، إلى أن الرغبة فى رفع الوصمة عن مرضى الإيدز، تعد خطوة تالية لإعلان القاهرة للقادة الدينيين الذى تم فيه وضع المصابين بالإيدز جميعاً فى سلة واحدة بغض النظر عن سبب الإصابة، كما لم يرد فيه لفظ التحريم إلا فى حالة واحدة، وهى حالة عدم أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم انتقال العدوى. وقالت إن إعلان القاهرة طالب بضرورة الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة مثل المتاجرين بالجنس وزبائنهم ومتعاطى المخدرات بالحقن، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وباقى أصحاب العادات الضارة، دون الـتأكيد على مبدأ العفة فى التصدى للمرض من أساسه.
ومن جهته، أكد ائتلاف المنظمات الإسلامية، أن التمييز ضد المذنبين من مرضى الإيدز أمر هام وشرعى، ويهدف إلى العمل على الحد من الممارسات غير الإسلامية من جانب أفراد المجتمع، وقالت الدكتورة مريم مصطفى عضو الائتلاف، إنه من الضرورى تنفير المجتمع من هذا المرض الناتج فى غالبيته عن الممارسات الجنسية غير الشرعية والشاذة فى الكثير منها، وأضافت أن هذه "الوصمة" هى التى تقف حائلاً أمام الكثير من الشباب وممارسة الرذيلة، وتحول دون قيام بعضهم من المصابين بالتباهى بعلاقاته الآثمة. هذا كما وجه الائتلاف انتقادات لسياسة الأمم المتحدة فى مواجهة مرض الإيدز، من خلال توظيف الخطاب الدينى والإعلامى لإزالة الوصمة عنهم.
ومن جهة أخرى، أكد الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر وعميد كلية أصول الدين سابقاً، أن الإسلام أمر بإحسان الظن بالناس، وقال يجب أن نحسن الظن بمريض الإيدز حتى يظهر ما يؤكد خلاف ذلك، لأن مرض الإيدز له أسباب متعددة بعضها يرجع للشخص نفسه، وبعضها يكون خارج عن إرادته مثل تعرضه للإصابة بسب خطأ طبى كنقل دم ملوث.
هذا فى حين أن الحركة كما أعلن عنها، ترى أن مريض الإيدز ليس مذنباً، وأن النظر له بعين الاحتقار والتجنب يعد ظلماً، مؤكدة على ضرورة التعايش المجتمعى مع مريض الإيدز على إنه شخص عادى.
التمييز ضد مريض الإيدز يثير خلافاً بين المنظمات الإسلامية وأنصار رؤية الأمم المتحدة فى كسر حاجز الصمت ضدهم
الأحد، 05 أبريل 2009 10:55 ص
حركات حول العالم تطالب برفع التمييز ضد مرضى الإيدز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة