بعد «عزازيل».. مجادلات يوسف زيدان «عرض مستمر» فى كتابه الجديد «اللاهوت العربى»

يوسف زيدان فى معركته الجديدة بعد عزازيل: المسيحية لا تعرف «اللاهوت» ومقارنة الأديان فكرة باطلة

الخميس، 30 أبريل 2009 09:38 م
يوسف زيدان فى معركته الجديدة بعد عزازيل: المسيحية لا تعرف «اللاهوت» ومقارنة الأديان فكرة باطلة يوسف زيدان
كتبت جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
.. وكأن الدكتور يوسف زيدان، اختار البقاء فى دائرة الجدل، دون أن يعطى لنفسه فرصة الخروج قليلاً لالتقاط أنفاسه، والابتعاد عن الصراعات الفكرية بينه وبين خصومه، ففى الوقت الذى لم تهدأ فيه الضجة التى أثارتها روايته «عزازيل» فى الأوساط الكنسية بسبب تناولها الكثير من قضايا اللاهوت الشائكة، يستعد زيدان لإصدار كتابه الجديد «اللاهوت العربى» والذى من المنتظر أن يأخذ القدر نفسه من الجدل الذى أثارته الراوية، فالكتاب الذى حصلت «اليوم السابع» على نسخة منه، يستبدل بمصطلح اللاهوت المسيحى مصطلح اللاهوت العربى، فى محاولة من زيدان لربط علم اللاهوت المسيحى، بعلم الكلام الإسلامى، من د الامتداد التراثى للديانتين.

يؤكد زيدان فى مقدمة كتابه أن الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، هى فى جوهرها ديانة واحدة، مشيراً إلى أن «المسيحية والإسلام، اجتمعتا على الاعتراف بالديانة اليهودية، ونظرتا بكل تبجيل إلى أنبياء اليهود (الكبار) بل بدأتا بالإقرار بنبوتهم، وبتأكيد الارتباط بهؤلاء الأنبياء».

يقول زيدان إن الديانة المسيحية لم تعرف (اللاهوت)، إلا من خلال بعض المحاولات التى أرادت أن تنتقل بالفكر الدينى المسيحى، من الاشتغال بحقيقة المسيح، إلى الانشغال بالذات الإلهية، لافتاً إلى أن هذه المحاولات التى أطلق عليها الأرثوذكس «الهرطقات» أى المذاهب الدينية المنحرفة عن الإيمان القويم، ظهرت فى منطقة الهلال الخصيب التى سادت فيها الثقافة العربية فى العصر المسيحى، من قبل ظهور الإسلام بقرون.

ويوضح زيدان أن هذه المحاولات لم تنجح فى مسعاها إلى تأسيس لاهوت مسيحى، إلا بعد ظهور الإسلام، فى محيط جغرافى محدد، بين جماعة بعينها من الناس، قائلاً «إن ذلك المحيط الجغرافى وتلك الجماعة، هما بذاتهما المجال الذى ظهر فيه، بعد ظهور الإسلام، ما سوف يسمى بعلم الكلام.. أو علم العقيدة الإسلامية، أو علم أصول الدين الإسلامى، أو الفقه الأكبر للمسلمين».

وانطلاقاً من فرضيته بأن جوهر الديانات الثلاث فى واقع الأمر، هو جوهر واحد، يرفض زيدان مصطلح «علم مقارنة الأديان» قائلاً «إن المتصل التراثى الممتد منذ اليهودية المبكرة، حتى الفكر الإسلامى المعاصر، يشهد بتوالى الاتصال بين اليهودية والمسيحية والإسلام، بكل ما تحفل به هذه الديانة الإبراهيمية الواحدة من تجليات كبرى، كان لكل منها أشكاله وأنماطه الفرعية المتعددة، المسماة بالمذاهب والفرق».

يقول زيدان إنه إذا كان لابد من (مقارنة الأديان) فإنها يمكن أن تكون بين الديانات الثلاث من ناحية، ومن الناحية الأخرى الديانة المصرية القديمة (مثلاً) أو إحدى ديانات الهند، لافتاً إلى أنه فى هذه الحالة وحدها، يكون الاختلاف فى الجوهر قائماً، وحتى فى هذه الحالة يؤكد زيدان أنه «سوف تبقى أمامنا صعوبة أساسية تعترض ذلك (العلم) المسمى مقارنة الأديان، وتتمثل فى أن دارسيه أنفسهم، يتبعون عادة ديناً من الأديان التى يقارنون فيما بينها، ومن أشباه المستحيل، أن يتجرد الدارس عن ذاته تماماً، كى ينظر فى دين الآخرين بالحيدة والموضوعية اللازمين للبحث».

لمعلوماتك...
50 ألف دولار أمريكى قيمة الجائزة التى حصل عليها يوسف زيدان هذا العام عن «عزازيل»





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة