«هو أفضل مهاجم فى العالم، حين أراه فى الملعب أشعر بثقة كبيرة، وإن رحل لن نتمكن من تعويضه حتى لو تعاقدنا مع كل مهاجمى العالم» كلمات قليلة فى عددها، كبيرة فى معناها، قالها جون تيرى قائد فريق تشيلسى الإنجليزى مادحًا زميله فى الفريق المهاجم الإيفوارى، ديدييه دروجبا.
دروجبا، لم يظهر خلال الموسم الحالى بالصورة المنتظرة أو المعروفة منه، وكانت بدايته أكثر من سيئة، خاصة فى ظل التألق اللافت للفرنسى نيكولاس أنيلكا المهاجم الفرنسى الذى حجز مكانًا أساسيًا فى تشكيلة الفريق، وظن البعض أن فترة التألق التى مر بها دروجبا قد انتهت وأن نجمه بدأ فى الأفول.
مر دروجبا بفترة صعبة فى ظل تواجد المدير الفنى السابق لويس فيليبى سكولارى، ودخل دروجبا فى خلافات مع المدرب البرازيلى، ترتب عليها استبعاد اللاعب من تشكيلة الفريق، وحين تولى جوس هيدينك المدير الفنى الحالى تغيرت الأمور، وبدأ دروجبا يستعيد مستواه المعروف، ويُمارس هوايته فى هز شباك المنافسين، وقاد تشيلسى نحو نهائى كأس إنجلترا.
وبين البداية الضعيفة، ثم استعادة الثقة، وصولاً للتألق والتوهج، تتردد أسئلة لا حصر لها عن كيفية تنقل اللاعب الإيفوارى ذو الـ 31 عامًا بين هذه الحالات الثلاث خلال موسم واحد، وكيف نجح دروجبا فى استعادة مستواه بهذه السرعة المُذهلة؟
الإجابة قالها دروجبا نفسه بعد تولى جوس هيدينك تدريب الفريق بأيام، وقال «تعالوا إلى تدريبات تشيلسى، وانظروا كيف يتعامل معنا هيدينك» وفصّل اللاعب الإيفوارى أسباب استعادته لمستواه فى فترة وجيزة، وهى أسباب حين يرددها لاعب مصرى نصفه بالسذاجة، حيث قال إن السبب الرئيس فى تألقه سابقًا تحت قيادة مورينيو هو الطريقة التى كان المدرب البرتغالى يعامله بها، حيث كان يمنحه ثقة كبيرة فى إمكاناته الفنية، مما كان يجعله يبذل كل ما فى وسعه داخل أرض الملعب، وحين جاء سكولارى إلى الفريق تعامل مع على أنه لاعب عادى، مما جعل دروجبا يفقد كثيرًا من ثقته التى تدفعه نحو التألق فى المباريات وتقديم كل ما لديه، ثم جاء هيدينك وأعاد لدروجبا ثقته فى نفسه فعاد للتألق من جديد، وساعده أيضًا تراجع مستوى أنيلكا.
ومر اللاعب الإيفوارى بالعديد من المراحل أثناء حياته الاحترافية، ولكن أين كان دروجبا قبل أن يظهر فى عالم كرة القدم، وكيف كانت حياته؟
من يرى دروجبا الآن لا يصدق بدايته، ومن يعرف كيف نشأ، وكيف كانت حياته فى بدياتها، يُصاب بحالة من الذهول والدهشة.
ولد دروجبا فى العاصمة الإيفوارية أبيدجان فى مارس عام 1978 لأسرة فقيرة، وهو فى الخامسة من عمره أرسله والداه لفرنسا ليعيش مع عمه ويخفف عنهما تكاليف الحياة اليومية، وفى فرنسا قضى دروجبا مع عمه ثلاثة أعوام قبل أن يعود إلى والديه فى أبيدجان مرة أخرى، لكنه وجد حالتهما المادية فى غاية الضعف وقد فقدا وظيفتهما، مما دفعه مرة أخرى إلى العودة لفرنسا، وهناك بحث دروجبا فى هذه الأوقات عن أية وظيفة تكفل له متطلبات الحياة الأساسية.
وفى الثمانينيات عمل دروجبا كراعى غنم فى مدينة تسمى برِست، فى أقصى شمال فرنسا، وربما يعود السبب إلى تأخر ظهور نجومية دروجبا إلى تأخر بدايته لعب كرة القدم، فقد كان أول اهتمام له بأكثر لعبات العالم شعبية فى أواخر الثمانينيات، فلم يبدأ اللعب فى سن أصغر نظراً لظروفه المادية الصعبة.
وفى عام 1991 لحق به والداه إلى فرنسا بحثاً عن مصدر أوسع للرزق، وانتقل دروجبا للعيش معهما وهو فى سن الخامسة عشرة، أى فى عام 1993، فى إحدى مقاطعات العاصمة باريس، وفى العام نفسه وقع المراهق الإيفوارى الذى كان عمره وقتها 15 عاماً أول عقد له كلاعب كرة قدم مع فريق محلى يدعى «ليفالوا»، كان يلعب فى دورى الدرجة الرابعة الفرنسى، ثم بدأ يتسلق سلم المجد خطوة بخطوة حتى وصل إلى تشيلسى وتألق مع الفريق اللندنى.
لمعلوماتك...
◄55 مباراة دولية لعبها دروجبا مع المنتخب الإيفوارى سجل خلالها 36 هدفًا
◄7.5 مليون جنيه إسترلينى، خسائر السنة المالية الماضية 2007 2008 لنادى فولهام الإنجليزى الذى يملكه رجل الأعمال المصرى محمد الفايد، وهو ما فتح الباب لشائعات كثيرة حول نية الفايد بيع النادى
◄12 مليون يورو المقابل المادى الذى انتقل به أحمد حسام «ميدو» من صفوف أياكس الهولندى إلى مارسيليا الفرنسى قبل ستة مواسم كأغلى لاعب فى تاريخ الكرة المصرية
بدأ حياته فى رعى الأغنام قبل أن يتألق مع الساحرة المستديرة
ثقة هيدينك وتراجع أنيلكا.. أعادا دروجبا لعالم الأضواء
الخميس، 30 أبريل 2009 09:23 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة