بين «فانلة» غالى.. و«كرش» ميدو

السجل الأسود لمحترفينا فى الخارج.. هل يصرف عيون الأندية الأوروبية عن المصريين؟

الخميس، 30 أبريل 2009 09:23 م
السجل الأسود لمحترفينا فى الخارج..  هل يصرف عيون الأندية الأوروبية عن المصريين؟ هل تقضى تصرفات ميدو وزكى على أمل لاعبى مصر فى الاحتراف الخارجى ؟
كتب محمد فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمتلك الكرة المصرية سجلاً «أبيض» من حيثُ عدد اللاعبين المحترفين فى أوروبا، تقلب أوراقه فتجدها فارغة، أسماء قليلة، وإنجازات أقل، وهؤلاء المحترفون رغم قلتهم فإنهم نجحوا كعادة المصريين فى جذب الأنظار إليهم، وسرقة الأضواء من الجميع، ليس بإمكاناتهم الفنية الخارقة، أو التزامهم داخل الملعب، ولكن بسلوكياتهم الخاطئة وتصرفاتهم غير الاحترافية التى كونت سجلاً كبيرًا لا تنتهى أوراقه.

هذه السلوكيات المُتراكمة والمُتكررة، خلقت لدينا ولدى الفرق الأوروبية صورة ذهنية شديدة السواد للاعب المصرى، وأصبحنا نردد حين نسمع أن لاعبًا فى طريقه لأوروبا «كلها سنة ولا اتنين وهايرجع تانى».

والغريب فى هذا السجل، أنه قابل للزيادة، ويطلب كل يوم شيئًا جديدًا إلى الحد الذى وصل فيه إلى قمته بعد أن صرح ستيف بروس المدير الفنى لويجان أتليتك تصريحًا شديد القسوة، وشديد الإهانة للكرة المصرية حين وصف عمرو زكى بأنه أسوأ لاعب مُحترف قابله فى حياته.

بدأت أولى صفحات هذا السجل، قبل سبعة أعوام، وكانت التهمة الأولى لسفير الكرة المصرية وأحد أبرز محترفيها، هانى رمزى الذى اتهم بالتحرش بفتاة فى أحد المطاعم، واتضح بعد أن تقدمت هذه الفتاة ببلاغ ضد اللاعب، أن رمزى تشاجر معها ليس أكثر، وأن اللاعب اعتدى عليها بدنيًا بعد أن قامت بسب العرب وإهانتهم، ولم تستمر هذه الأزمة كثيرًا حيث تقدم رمزى باعتذار للفتاة ولإدارة ناديه وانتهى الأمر سريعًا.

واقعة هانى رمزى، تم تداركها سريعًا، ولم تتخذ حيزًا كبيرًا، لأنها بجوار التزام رمزى الطويل خلال مشواره الاحترافى لا تُعد شيئًا، ولكنها مهدت الطريق أمام الكثير من المصريين المتواجدين فى الملاعب الأوروبية ليسجلوا أسماءهم فى هذا السجل، وعلى رأسهم أحمد حسام »ميدو«، الذى شهدت سنين احترافه الأولى الكثير من التصرفات غير الاحترافية بالمرة، أبرزها خلافه مع رونالد كومان المدير الفنى السابق لفريق أياكس، وتصريحات ميدو أنه يريد الرحيل من النادى لأنه لا يشارك أساسيًا، ومرحلة تبادل التصريحات من قبل الطرفين، حتى تخلص النادى من اللاعب بإعارته إلى سلتا فيجو ثم بيعه نهائيًا إلى مارسيليا.

ميدو خلال سنوات احترافه الثمانى، قدم نموذجًا غريبًا للاعب المحترف، فهو أحد أكثر اللاعبين إهمالاً لجسده، وكان يظهر فى بعض المباريات يجرى داخل الملعب ولديه «كرش» صغير، حتى أن جماهير الفرق المنافسة سمته بـ«ميدو السمين» وألفت أغنية له كان عنوانها بالإنجليزية «Fat Mido Song» أى أغنية ميدو السمين، ودخل أكثر من مرة فى قائمة أبدن 10 لاعبين فى العالم التى تُعدها إحدى الصحف البريطانية، وفضلاً عن إهماله لجسده، فميدو لاعب شديد العصبية وكثيرًا ما يدخل فى خلافات مع الحكام، وهو أكثر لاعب مصرى تُشاع حول حياته الشخصية أقاويل كثيرة، يرتبط أغلبها بتدخين السجائر وإدمان شرب «الشيشة»!!.

أمّا حسام غالى الذى كان من يشاهده فى كأس العالم للشباب 2001 يجزم أنه سيصبح يومًا من الأيام واحدًا من أفضل لاعبى مصر وإفريقيا، فكان صاحب الواقعة الأبرز فى السجل الأسود للاعبين المحترفين فى أوروبا، وهى واقعة رمى «فانلة» توتنهام فى وجه مارتين يول مدرب الفريق بعد أن قام بتغيير غالى بعد نزوله أرض الملعب بثلاثين دقيقة فقط، وبسبب هذه الواقعة ظل غالى عامًا ونصف العام مُجمدًا لم يلعب خلالهما إلا نصف موسم فى صفوف ديربى كاونتى الذى انتقل إليه على سبيل الإعارة، وحين عاد إلى توتنهام وحاول المدير الفنى الجديد هارى ريدناب إشراكه فى إحدى المباريات رفضت كل الجماهير مشاركة اللاعب وأطلقت صافرات الاستهجان ضده، ليترك اللاعب إنجلترا وأوروبا ويعود ليلحق بنادى النصر أحد أندية الوسط فى الدورى السعودى.

وقبل أن ننتقل لأحدث اللاعبين فى هذا السجل، وهو عمرو زكى مهاجم الزمالك المُعار إلى ويجان أتليتك، نمُر سريعًا على شريف إكرامى حارس مرمى فينورد الهولندى الذى لم ينجح فى فرض نفسه كحارس أساسى للفريق منذ انتقل إليه قبل أربع مواسم، وكان يخرج بين الحين والآخر يتحدث فى الصحافة الهولندية والمصرية عن «اضطهاد» المدرب له، وأن هذا هو السبب فى جلوسه احتياطيًا، على الرغم من أن أكثر مشاركاته كانت تتسبب فى هزيمة فريقه، ونمر أيضًا على محمد زيدان الذى ضرب مثالاً فى عدم الانضباط حين دخل فى حرب كلامية مع هوب ستيفنز المدير الفنى السابق لهامبورج، حيث اتهمه زيدان بتعمد إهانته وقال إنه كان سببًا رئيسًا فى تركه للفريق والرحيل عنه.

أما عمرو زكى، آخر لاعبى المنتخب الوطنى الذين غادروا الدورى المحلى للاحتراف فى أوروبا، فقدم هو الآخر نموذجًا سلبيًا للاعب المحترف، حين تأخر فى العودة إلى صفوف فريقه أكثر من مرة بعد مشاركته مع منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم، وهو الأمر الذى دفع بروس لفرض أكثر من غرامة مالية عليه، وحين فاض به الكيل قال إن زكى هو أسوأ لاعب محترف قابله فى حياته.

ولا تقتصر التجاوزات على ما ذكرناه هنا فحسب، بل تزيد كثيرًا، والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة مع كل حالة لا يلتزم فيها لاعبونا بأية معايير احترافية، هو: هل يؤثر ذلك مستقبلاً على اتجاه الأندية الأوروبية فى التعاقد مع لاعبين مصريين؟ وهل يُعرض وكلاء اللاعبين عن متابعة المواهب المصرية المُتألقة فى الدورى المحلى لهذا السبب؟ والأهم من هذا وذاك :هل تتقبل الجماهير فى أوروبا تواجد لاعبين مصريين فى فرقها بعد كل التجاوزات التى قاموا بها؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة